في ذمة الله

كلمة وفاء ورثاء للعم ابوهشام

بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

غاب الحبيب بجسده الطاهر عنا، لكن طيفه الندي يلازمني أينما كنت، عشرة أيام من لوعة الغياب امتزجت مع مرارة الغربة فزاد ذلك من مرارة الموقف الجلَل بالنسبة لي وللكثيرين ممن هم مثلي، فشعرنا بجرعة من المرارة المركزة.. عافاكم الله من أمثالها.

لقد هاتفني المرحوم العم  أبو هشام  وهاتفته مرات عديدة، وخصوصاً بعد أن ألمّ بيّ المرض عافاكم الله جميعاً.. لكنه كان هو المبادر في أغلب الأحيان، وفي كل مكالمة كانت تغالبه الدمعة الصادقة قبل سماعي لعذب كلامه وأحياناً تمتزجان معاً (الدمعة والكلمة) ويصاحبهما الدعاء الصادق لي بالسلامة والشفاء، وكانت آخر مرة تشرفت بسماع صوته وهو على فراش الرحمة فأكثر لي من الدعاء بالسلامة والشفاء ووالله الذي لا إله إلا هو أنني لأتلمس نتيجه هذا الدعاء منه رحمه الله، ومن بقية الأحباب جزاهم الله خير الجزاء وهذا كله بفضل من الله سبحانه وتعالى.

اللهم إنّا نتوسل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذبه وأن تملأ قبره نوراً ورضىً وسروراً .
ربي ارحم هذا الشيخ الطاهر الطهور، الشاكر الشكور، الصابر الصبور, بفضلك ومنّك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

أخوتي الأكارم أبناء وبنات المرحوم وكذلك الخالة الكريمة إم هشام حفظها الله.. أسأل الله أن يلهمكم جميعاً الصبر والسلوان .

إنني أستسمحكم وأخط لكم هذه الكلمات وخصوصاً بعد أن قرأت كلمتي الأخوين الكريمين حسام ومحمد حفظهما الله.. حيث اشتملتا على المزيد من الشكر والتقدير والعرفان بجميل كل من وقف إلى جانبكم وكان بالقرب منكم في مصابكم الجلَل، أقول إنه لمن الجميل يا أخ حسام أن يشكر المسلم أخيه المسلم على حسن صنيعه فقد حث الإسلام على ذلك، وقد حَتمتْ عليكم أخلاقكم الرفيعة التي تتحلون بها جميعاً هذا الشكر، لكل من وقف إلى جانبكم وواساكم في مصابكم.

ولكن هذه الوقفة المشرفة كما أحسبها وهي كذلك إن شاء الله ما كانت ولا جاءت إلا نتاجاً طبيعياً وثمرة حصدتموها لأمرين هما:

الأمر الأول: هي نتيجة لغرس الخير الذي غرسه الفقيد المرحوم العم أبو هشام على مدار ما يزيد على سبعة عقود من الزمن، فقد كان رحمه الله حريصاً كل الحرص على غرس الكلمة الطيبة وغرس العمل الطيب بل أطيب العمل، والجوار الطيب ويشهد له جيرانه بذلك وأخص بالذكر منهم
الأخ محمد نجيب أبو بلال حفظه الله، فقد أفاض وأشاد لي بالثناء على معاملة المرحوم مع جيرانه وغيرهم على حد سواء، وللممشى الطيب وخصوصاً إلى بيوت الله في الأرض، والنتيجة حتماً ستكون هذا الحصاد الطيب والمشاركة الطيبة والدعاء الطيب. نسأل الله أن يكون أجر هذا العمل في موازين جميع المشاركين دون استثناء.

أما الأمر الثاني: أنكم أنتم أبناء العم أبو هشام قد اتبعتم وانتهجتم نفس منهاج أبيكم الطيب الأصيل رضوان الله عليه.. فما سمعنا منكم الإ طيباً، وما سمعنا عنكم إلا الأطيب، حضوركم طيب، وعملكم طيب، وصحبتكم صحبة طيبة وممشاكم طيب.. كما تحرصون كل الحرص على مجاملة الجيران والأقارب والأصدقاء في جميع مناسباتهم، وقد عهدنا فيكم أنكم أول مَن تحضرون للمجاملة وأنكم آخر من يبرح المكان وخصوصاً في مناسبات أبناء العائلة دون استثناء، فترحبون بالحضور وتحرصون على خدمة الجميع حتى أن البعض يتبادر إلى ذهنه أنكم أنتم أصحاب المناسبة.. حيث علامات الصدق والفرح في مناسبات الأفراح تنبعث وتشع من عيونكم كاللؤلؤ المنثور، وعلى وجه الخصوص الأخ حسام متعه الله بالصحة والهناء.

ها أنتم اليوم تحصدون حصاد عملكم وغرسكم الطيب كنتيجة طبيعية فأنتم صناع الخير ومفاتيحه كما كان والدكم رحمه الله .

منذ وفاته رحمه الله وحتى اللحظة لم يغب طيفه الطيب عن مخيلتي ولو للحظة واحدة ألتقط فيها أنفاسي.. وقد كان لكلمتي الأخوين حسام ومحمد صدىً مدوياً في نفسي، اهتزت لهما مشاعري وبسرعة البرق انهمرت العبرات، وجادت القريحة بهذه العبارات, فيها أترحم على العم أبو هشام رضوان الله عليه حيث كتب الله على نفسه الرحمة فهو الرحمن الرحيم أدعوه سبحانه وتعالى أن:-

يرحم الله العم أبو هشام الرجل الهشام الهشامي
يرحم الله العم أبو هشام الرجل العصام العصامي
يرحم الله العم أبو هشام الرجل البسّام البسّامي
يرحم الله العم أبو هشام الرجل الحسام الحسامي
يرحم الله العم أبو هشام الرجل الذي عاش حياته وفاضت روحه الطاهرة على ملة الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام
يرحم الله العم أبو هشام الذي كان هَيامه وأحلامه نبعان يتجددان فيضاً بطاعة الواحد الأحد، الفرد الصمد منذ شبابه حتى آخر أيامه فكان له من الله حسن الختام
أسال الله العلي القدير أن يكرمه وأن يكون في الآخرة من المُكرمين، كما عاش مُكرّماً في الدنيا في ظل قرينته الحاجة مُكرّم حفظها الله ورعاها
اللهم أفسح له في قبره مد بصره، وأفرش قبره من فراش الجنة، اللهم اجعل ذريته ذريهً صالحةً تدعو له بالخير والرحمة والمغفرة إلى يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين

اللهم ارحم موتانا وموتاكم وموتى المسلمين .
وإنا لله وإنا إليه راجعون,, سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين..
أخوكم
محمد مهدي الأغا

اضغط هنا للتعرف على المرحوم أ. محمد مهدي نعمات خالد الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد