المهندسة مها محمد علي سعدي حسن إبراهيم الحايك
المهندسة مها محمد علي سعدي حسن إبراهيم الحايك
العنوان
بلد الاقامة
العنوان بالتفصيل
غزة- الرمال
المستوى العلمي
التخصص
المؤهل العلمي
بلد التخرج
اسم الجامعة
الجامعة الأسلامية- غزة
المعلومات الشخصية
مكان الميلاد
العائلة
اسم الزوج
أسماء البنات
اسم البنت [1]
اسم البنت [2]

معلومات اضافية

مها الحايك .. نموذج راقي يؤكد على ريادة الفتاة العربية في الإنجازات العلمية!

 

أرادت الفتاة الفلسطينية مها الحايك أن تتخرج من قسم الهندسة الصناعية بالجامعة الإسلامية، بإنجاز يُحسب لها ويكون أولى مكنونات رصيدها العلمي والمهني فيما بعد.

نظرت إلى واقع الحياة في القطاع، فوجدت مشكلة الكهرباء متغلغلة في أعماق المعاناة الفلسطينية، فأعملت فكرها لإبداع وسيلة من شأنها أن تخفف العبء عن المواطنين، وتُسهم في استخدام الطاقة البديلة لتطبيقات مختلفة.

عمدت الفتاة إلى استخدام الطاقة الحرارية الكامنة في باطن الأرض لتطبيقات التبريد، عبر أنابيب بلاستيكية تؤسس في باطن الأرض أثناء عملية البناء أو تكون خارجية في المباني الجاهزة، ونجحت في أن تثبت أن القطاع بأرضه الخيّرة أهلاً لتطبيق مشروعها.

"لها أون لاين" التقت بالفتاة المبدعة "مها الحايك" ووقفت معها على تفاصيل مشروعها، وأهميته للوطن الفلسطيني وأبصرت من حديثها العقبات التي اعترضت طريقها ووسيلتها في التغلب عليها.

الحاجة الماسة للكهرباء والمعاناة العظيمة التي يتكبدها سكان القطاع جراء انقطاعها بشكل متزايد، خاصة في فصل الصيف جعلتها تُعمل تفكيرها النَّير لإبداع حل لا يكلف الكثير، فقط كونه يعتمد بالدرجة الأولى على الطاقة المختزنة في عمق الأرض.

استطاعت "مها الحايك" الطالبة بقسم الهندسة الصناعية بالجامعة الإسلامية بغزة أن تجد حلاً لمشكلة تشغيل المكيفات الكهربائية في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في مختلف بقاع قطاع غزة، وذلك ضمن مشروع تخرجها الذي حمل عنوان"استخدام الطاقة الحرارية الكامنة في باطن الأرض لتطبيقات التبريد"، تؤكد الفتاة التي حصلت على شهادة البكالوريوس قبل أشهر معدودة أن إنجازها العلمي غير مكلف، ويعتمد على تمديد أنابيب بلاستيكية في باطن الأرض تقوم عبر جهاز تحكم بتحويل الطاقة الحرارية الكامنة في باطن الأرض إلى مصدر للتبريد صيفاً، والتسخين شتاءً.

وبشيء من التفصيل تشرح خطوات المشروع، تقول: "بنية المشروع تقوم على وضع شبكة أنابيب بلاستيكية على عمق معين في باطن الأرض، بحيث يمكن قراءة التوصيل الحراري للأرض عند ذلك العمق، ومن ثمَّ يخرج طرفان للأنابيب البلاستيكية يتم توصيلها بالمجس الحراري المكون من سخان كهربائي ودائرتين كهربائيتين، الأولى داخل التربة لقياس درجة الحرارة الفعلية، والثانية مثبتة على السخان تقوم بعرض القيمة على البعد المطلوب".

 وبيَّنت الحايك أن السخان الكهربائي الخارجي مجرد تمثيل للمساحة التي سيتم عملية تبريدها، حيث تتم عملية تسخين الماء المتواجد في السخان الكهربائي لدرجة حرارة معينة، ثم تنقلها الأنابيب المثبتة بالخزان إلى باطن الأرض، فتقوم بعملية تبريدها عبر امتصاص حرارتها، وتعيدها مجدداً إلى الخزان بعد عملية التبادل الحراري الباردة بما يلطف حرارة الجو.

إلى ذلك تحدث عن أهمية المشروع، مؤكدة أنه لا يكلف كثيراً، خاصة إذا كانت المباني في طور التأسيس، فحسب قولها يمكن تمديد شبكات الأنابيب البلاستيكية التي ستستخدم للتبريد عبر الطاقة الأرضية أثناء عملية الحفر؛ لوضع القواعد الأسمنتية للمبنى، وأضافت أن أهمية المشروع تنبع من تخفيفه من أزمة الكهرباء التي يعاني منها القطاع.

 لافتة أنه في حال التطبيق فإن كمية الكهرباء التي تستخدمها البيوت والمؤسسات الوزارية والأهلية لتشغيل المكيفات الكهربائية يمكن توفيرها، وأشارت أيضاً أن التكلفة الاقتصادية للمشروع تظهر على المدى البعيد كونه يخفف كثيراً من فاتورة الاستهلاك اليومي للمواطن، وبالتالي يمكنه الاستفادة من المبالغ التي يدفعها كفاتورة للكهرباء في تأمين احتياجات ومتطلبات أخرى لأسرته.

مشكلات وعقبات

لا يأتي الإنجاز على طبق الراحة، بل يحتاج تحقيقه إلى المزيد من الجهد والمثابرة والصبر ومجابهة العقبات بثوب من العمل والعطاء.

تؤكد "الحايك" أن عدم وجود المعلومات الكافية المناسبة، مع نوعية الفكرة التي أرادت إنجازها كانت أولى  المشكلات التي واجهتها.

 لافتة إلى أن مشروعها يتطلب معرفة قراءات التوصيل الحراري للتربة؛ لتقوم على أساسها باستخدام الطاقة الحرارية في باطن الأرض في العمليات المختلفة، سواء توليد الطاقة الكهربائية أو التبريد أو التسخين.

 "الحايك" لم تقف عاجزة أمام هذه العقبة فالتجأت إلى التفكير الجدي بالحلول، وقد ساعدها في ذلك شريكتها في المشروع زميلتها ديانا حبوب ومشرفهما د. محمد أبو هيبة مدير قسم الهندسة الصناعية بالجامعة، تقول:" بعد جهد مضني توصلنا للبحث في الدراسات والأبحاث التي توصلت إلى قراءات التوصيل الحراري في مناطق مشابهة لبيئة فلسطين، وقطاع غزة بالتحديد، ومن ثمَّ ارتأينا تصميم جهاز يمكننا من التأكد من إمكانية استخدام الطاقة الأرضية في التبريد من عدمه".

 تصمت قليلاً ويتوارى صوتها خلف ابتسامة لونت ملامح وجهها، تؤكد أن صعوبة المهمة كانت تولد لديها وزميلتها دافعاً للتواصل وإثبات أن العقل الفلسطيني قادر على الإبداع في أحلك ظروف المعاناة، وأن حلول المشكلات التي يعانيها أهالي القطاع تكون أنجع وأكثر واقعية إن خرجت من عقول أبنائه، وتضيف أن المشكلة الأكبر التي واجهتها وزميلتها "حبوب" أثناء إنجاز المشروع النظرات المحبطة المثبطة للعزائم التي واجهتها خلال عملية البحث؛ للحصول على المعلومات، تقول:"الكثير ممن طلبنا مساعدتهم للحصول على معلومات عن الطاقة الحرارية في باطن الأرض أبدوا تهكمهم من المشروع، وراهنوا على قدرتنا في تنفيذه في القطاع"، مستدركة لكنهم بعد التنفيذ والتوصل إلى النتائج أبدوا انبهارهم.

 ولم تنف "الحايك" أنها استطاعت التغلب على تلك النظرات بتشجيع مشرفها د. محمد أبو هيبة، مؤكدة أنه بذل جهداً في توفير تمويل لإنجاز المجس الحراري الذي هو أساس المشروع، ويعمل على قياس حرارة الأرض في باطنها، ومن ثم عبر تقنية معينة يحولها من طاقة حرارة إلى طاقة تبريد والعكس.

تشجيع ودعم

مهما كانت الفكرة نوعية ومهما كان الإيمان بها كبيراً والحافز لإنجازها ثابتاً في أعماق العقول، إلا أن التحفيز والتشجيع والدعم له دور كبير في إخراجها من بوتقة العقول إلى حيز الورق، ومن ثم التنفيذ واقعاً، وعلى الرغم من نوعية الفكرة التي أرادت الطالبة الحايك إثباتها، إلا أنها بدت مستهجنة من قبل بعض المسؤولين والخبراء، غير أن الجامعة الإسلامية احتضنت الفكرة ووفرت بعضاً من الدعم الرمزي في مجال توفير آليات الحفر وتخصيص مساحة من حيز مبانيها لتطبيق الفكرة على الأرض، بالإضافة إلى دعم وتشجيع المشرف د. محمد أبو هيبة الذي آمن بأهمية المشروع في ظل الحاجة الماسة للكهرباء في القطاع.

ويؤكد د. أبو هيبة أن الطالبة كانت بحاجة لعمل نموذج للمجس الحراري الذي يقيس الحرارة في باطن الأرض، غير أن تكاليفه المادية وقفت حائلاً أمامها، لافتاً إلى  الجامعة عمدت إلى توفير بعض المعدات وبعض الدعم المادي مبيناً أن الطالبة وزميلتها في المشروع وفرتا 900 دولار، بينما استطاع عبر علاقاته الخاصة توفير دعم بمبلغ 500 دولار لإنجاز النموذج قائلاً: "لم يكن أمامي أمام نوعية الفكرة وأهميتها وحاجة المجتمع الفلسطيني لها، إلا أن أدعم الطالبات على مختلف الأصعدة" ناهيك عن طموحهم لإثبات أن تقنية استخدام الطاقة الحرارية الأرضية يمكن تنفيذها والاستفادة منها في قطاع غزة المحاصر.

 يقول د. أبو هيبة: إن مشروع استخدام الطاقة الحرارية الأرضية في تطبيقات التبريد خطوة أولى ودعامة أساسية للباحثين في هذا المجال في المستقبل، فبإمكان أي باحث أن يعتمد على النتائج التي توصل إليها المشروع والتي تدل في جوهرها على إمكانية استخدام تقنية تحويل الطاقة الأرضية واستخدامها في عمليات وتطبيقات عدة كالتبريد أو التسخين أو حتى إنتاج الطاقة الكهربائية.

ودعا د. أبو هيبة الحكومة الفلسطينية في القطاع إلى ضرورة الاهتمام بما يقدمه الطلبة من إبداعات علمية، من شأنها أن تحل بعضاً من المشاكل الجوهرية التي يعانيها القطاع، في ظل الحصار وسياسات التضييق ومنع الخدمات الأساسية عن أهله من قبل الاحتلال.

 لافتاً إلى إمكانية التشبيك بين الجهات المعنية في الحكومة كوزارة الاقتصاد وسلطة البيئة وسلطة الطاقة من أجل تطوير المشاريع الإبداعية للطلبة، وتطبيقها على أرض الواقع بما يحقق الخدمة العامة للمواطنين.


عدد المشاهدات
1630