مقالات

زمان أيام ستي- إعداد أ. رنا الأغا

زمان أيام ستي كانت الناس تعتب على بعض عشان الزيارات مثل جارة تحكي لجارتها ، والله زعلت منك مريتي على جارتنا إم فلان ومريتي من باب البيت وما كلفتِ خاطرك تسلمي علينا ..

يعني كان العتاب يكون وجها لوجه، تقرأ فيها التعاليم والتعابير، ومن النبرة تعرف صفاء القلوب والحُب، وإن العتب على قدر المحبة، وبعد دقايق تسمع صوت ضحكهم وقصصهم مع فنجان القهوة ..

ولّا طبخت ستي اللي تاكل منها نص حارتنا والصحن يدور من بيت لبيت ..

ولا كعك العيد اللي ما بحلا الي في لمَّة كل حارتنا .. هوص هوص سكروا التليفزيون عند جيرانا عزا أبو فلان مات، هاتوا القنعة والداير خليني اروح عيب ام فلان حبيبتنا وغالية علينا بلاش تعتب علينا..

 اما عن التليفون أبو سلك :


في أيام ستي كانت التلفونات غالية ونادرة، يرن فيها الواحد على قريبه أو أحد معارفه وبمكالمة سريعة يحكي غرضه، يمكن يلاقيك ويقولك "والله رنيت عليكم امبارح وما رديتوا " يمكن ترد عليه كنّا برا البيت ويمكن الست ترد " والله كنت مشغولة بالطبيخ وركضت لما رِن التلفون وما لحقت " في هداك الزمن التلفون ابو سلك ما كان يبين عليه رقم ..أيامها العتاب كان وجه لوجه وخلص تصفى الأمور ونرجع أصفي من اللبن !

أما عن التلفون اللاسلكي :

اذا كانت العيلة مواكبة التكنولوجيا وقتها ممكن تجيبه، اللي ما رح يكون لست البيت حجة إنها ما ردت لإنه الرقم ببين على الشاشة وممكن تعمل إعادة إتصال، و تحكي وهي حاطة التلفون بين أذنها ورقبتها وتحكي وتطبخ وتكوي وتدرس الأولاد ، يعني إذا ما ردت أو تجاهلت مكالمة ذنبها كبير وما عندها حجة أبدا ، والزعل يمكن يطول لكن بيضل العتب على قد المحبة ، ومن النبرة والصوت بقدر الإنسان يستشف مقدار الزعل

اما عن الجوال..
على قول ستي " ما إجت المشاكل وخربان البيوت إلا من تحت راس هالجوالات " .. ما رح احكي عن الألف مكالمة فائتة عشان أبو فلان يخجل ولو كان في عزاء لازم يمسك الجوال ويرد بخجل " برجع ..برجع .. بحكي معك "

ولا عن المسجات لإنه الفترة هذه قصيرة ولسه الناس كان عندها حس وحب ولكن الكارثة بعد ما راحت ايامك ياستي

اما الواتس اب

طبعا الواتس له ألف قصة وقصة وفيها سرعة الزعل تتناسب طرديا مع مقدار الإثباتات بعدم الرد ..

أولا : قصة آخر ظهور

هون بدأت كوارث الزعل في حال بعتت رسالة وما تم الرد وبتضلك تفتح على الشخص وبتشوف متى اخر ظهور لإله وهنا بتبعتله رسالة مبطنة ببهدلة " اخر ظهور إلك كان الساعة كذا الدقيقة كذا الثانية كذا .. وخلال هذه الفترة بعتت رسالة وما رديت ، الله يخليلك الحبايب احنا مش قد المقام ولا في طبعا الطرف الثاني أثبت عليه الجرم المشهود ولازم يحضر قائمة تبريرات حتى ياخد براءة من الشخص الزعلان ولكن رح يضل مذنب مدى الحياة أمامه!

ثانياً .. يا ويلي علي قصة الخطين الخضر

هنا التهمة أكبر والعفو صعب بدون عقوبة ، ممكن تكون زعل لفترة طويلة ويمكن يصير صلح إذا تقابلوا وجها لوجه وبدل ما تكون الجلسة جلسة ود ومحبة بتصير محكمة وتبرير ظهور الخطين الخضروعدم الرد !!
ولكن لحد الآن نبقى ونقول العتب على قدر المحبة بين الأشخاص الحميمين ولكن في كثير حالات بينسى الشخص كل سنين العيش والملح وبيخسر صديق بسبب خطين خضر !
    
ثالثاً .. قضية أون لاين ( مُتاح ) ..
هنا القضية فيها إعدام !

بعد نجاح الكثيرين بإخفاء الخطين الزرق وظهور الرسالة وكأنها لم تقرأ ، قام الواتس اب بإضافة خاصية اون لاين ، بحيث لو الشخص أراد تفقد الواتس بسبب المشاغل أو الإبن أخد الجوال للعب على أحد الالعاب .يظهر للمراقب الزعلان على الواتس إن الشخص المطلوب أون لاين متاح، يستشر غضبا وبيبدأ إرسال رسائل متتالية ليس للمحبة ولكن لتعظيم الإثباتات العددية ، وإذا واجه الشخص بيقول( معقول؟ وأنت ماسك الجوال وكنت أون لاين مابين عندك انه في كم من رساله أما الطرف الثاني حتي تسقط عنه تهمة وياخد براءة لا بد من محامي
..
صارت عائلات بتقاطع بعض عشان واتس أب وبيكونوا بيراقبوا على المجموعات العائلية دخلت اون لاين ، طيب شافت إنه حكينا فلانة خطبت ولا ولدت وما عبرتنا .. وطبعا الثانية ممكن تتفاجأ وقت مناسبة سعيدة إنهم قاطعوها بسبب إنها سهوا ما ردت على مسج في جروب ما !

وين ايامك يا ستي صار في كل بيت خمسين تليفون وجوال لكن ما بنعرف اخبار بعض الا من بوستات الفيس وجارنا ابو فلان بموت والباب في الباب وفدعوسنا شغال وطبل وزمامير..صرنا بنزور بعض غير ناخد خمسين موعد وموعد

والضيف بيجي زمان بنحكى له بدك شاي ولا قهوة.. صار يحكي بدي شاحن جوال وباسوورد النت

بالنهاية ????.. من الطبيعي الحياة تتطور مع تسارع التكنولوجيا لكن ليس من الطبيعي أنه تدمر علاقتنا بالآخرين ، الحب والإخلاص معناه أكبر من رد على تلفون أو خطوط خضرا، وما فيها شيء نتفقد بعض ما في شيء أن نلتمس لبعض الأعذار لإنه يوم لك ويوم عليك وجنة بدون ناس ما بتنداس وفرحتنا وجمعتنا أحلي مع قريبنا و حبيبنا..ياريت ترجع لمتنا.

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على الأستاذة رنا خليل نايف يوسف حسين الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد