مناسبات خارج العائلة

د. سامي شعت يصل للعالمية باختراعات فيزياء النانو

لديه حل لمشكلة الكهرباء جذرياً سيعرضها على الرئيس:فلسطيني يصل للعالمية باختراعات فيزياء النانو

تقرير أ. اسامة الكحلوت- دنيا الوطن
 الآن تستطيع بلدك أن تفتخر بك " كانت هذه كلمات رئيس قسم الفيزياء بجامعة جنوب أفريقيا التي وجهها للدكتور سامي شعث " 40 عاما " بعد نجاحه باختراعه بتخصص فيزياء النانو بجنوب أفريقيا ، خلال تقديم بحثه وأفكاره واختياره للحصول على الجائزة من بين 600 مشارك من كل دول  العالم .

فلم تمنع الظروف العصيبة التي نشأ وعاش فيها الدكتور سامي خليل شعث هو وأسرته، وتعرضه لاعتداءات الاحتلال ومضايقاته المستمرة منذ الانتفاضة الأولى، وهدم منزله وتشريده في الانتفاضة الثانية، من مواصلة مشواره التعليمي المتميز، وصولاً إلى دولة جنوب إفريقيا، ليحقق اختراعاً فيزيائيا هاماً، وضعه ووضع فلسطين في نجوم العالمية، وحقق من خلاله خدمات جليلة للبشرية، سيبنى عليها مستقبلاً ، رغبة منه منذ البداية في خدمة أهله وشعبه في فلسطين بهذا التخصص .

فمن مدينة رفح جنوب قطاع غزة بتاريخ 18/2/1974 ، ولد الدكتور سامي لأسرة فلسطينة مناضلة مكونة من 5 أخوات و ثلاث أخوة الدكتور أسامة والأستاذ خضر والأستاذ رشاد، وكان هذا اليوم هو نفس اليوم الذي ولد فيه عالم الفيزياء الإيطالي ألساندرو جيسبي أنطونيو أنستازيو فولتا المعروف باختراع البطارية الكهربائية في العام 1745م ، فهل كان هذا اليوم ينذر عن مولد عالم فيزيائي جديد بعد 229 سنة بل وتم اكتشاف كوكب بلوتو في العام 1930م ليكون يوم هاما ًللاكتشافات العلمية في علم الفيزياء الفلكية.

 وقد حصل الدكتور سامي علي المرتبة الأولي في جميع المراحل الدراسية ، وأحبه المدرسين لذكائه و براعته وخلقه و تفوقه و سعة صدره وللتعاون مع الجميع ، وكانوا يستعينون به في منافسة طلبة الصف الخامس والسادس وهو بالصف الأول و الثاني و نال العديد من الجوائز خلال هذه المرحلة.

 وبعد التحاقه بالجامعة الإسلامية قرر الدكتور سامي دراسة علم الإبداع والتميز علم الفيزياء والذي تخرج منه الأول علي دفعته في فوج القدس ، بعد عدم قدرته على دراسة تخصص الهندسة الذي كان يرغبه لعدم وجود هذا التخصص داخل الجامعة ، وحرصاً منه علي مساعده أسرته ووالده فقد عمل مع والده و عمه في مجال البناء و خلال عمله أتيحت له فرصة للعمل كميعد في قسم الفيزياء بالجامعة الإسلامية ومن ثم التحق ببرنامج الماجستير في نفس الجامعة و كانت رسالة الماجستير هي الأولي في الفيزياء العملية في الجامعات الفلسطينية حيث تم نشرها في ألمانيا في العام 2011م.

و لكن ما زال حلم هذه الأسرة المتواضعة و خاصة والدته لم يتحقق حيث أنهم كانوا يرغبون في حصوله علي شهادة طبيب ولكنه وعدهم بأن يحمل لقب أعلي وأهم من ذلك و هو الدكتوراه في أرقي علوم الفيزياء،  فقد بذل جهدا عظيما في الحصول علي العديد من المنح الدراسية وحالت الأقدار دون استكمال دراسته في الصين وتركيا واسبانيا وبريطانيا وأمريكا وماليزيا ومصر بسبب الأوضاع التي عانى منها الشعب الفلسطيني وأيضا هدم منزل الأسرة الذي شردهم  وشتت أوصالهم.

ولكن إصرار وعزيمة سامي لم تمت خاصة وبعد استشهاد والدته في العام 2008 ، وتمكن من الحصول على قبول لدراسة الدكتوراة في جمهورية جنوب أفريقيا ،ليكون أول فلسطيني يدرس تخصص الفيزياء فيها ، وتميز سامي في دراسته وذلك باختياره مجال نوعي في الدراسة ليكون الأول بين زملائه و هو فيزياء النانو المستخدم في مجال النانو تكنولوجي .

وبين أن دراسته هناك لم تخل من عقبات، فقد فوجئ بأن مجال الذي يعمل به  الباحثون بقسم الفيزياء في الجامعة التي التحق بها مختلفاً عما درسه في الماجستير، والتي كانت تتعلق بعلم الكهرباء والمغناطيسية، بينما وجد بأن الجامعة تهتم بأبحاث الطاقة الضوئية وخاصة المواد الفسفورية، لكنه اجتهد وبدأ بالربط ما بين خبرته ودراسته ومجال عمل الجامعة، وقد توصل إلى نتائج مهمة في وقت قياسي.

وأشار شعث أنه عمل واجتهد في صمت بالتفسير والتحليل بهذا التخصص ، وتوصل إلى نتائج جديدة ضمن تخصص علمي فريد، "فيزياء النانو" تتعلق بإنتاج الضوء الأبيض من المواد الفسفورية بعد منحه كل الوقت والإمكانيات من الجامعة ، ليتم استخدامه في مجال "النانو تكنولوجي"، باستخدام مركب فيزيائي واحد، بدلاً من ثلاثة مركبات كما جرت العادة، لافتاً إلى أن الجامعة لم تكن تعلم عن تلك النتائج، باستثناء المشرف، ويأتي ذلك كله بعد أن قررت دار نشر ألمانية نشر رسالة الماجستير لشعث على شكل كتاب.

وقال شعث خلال حديثه لدنيا الوطن " خلال أيام من النتائج اتصل بي من ألمانيا علماء مذهولون، يستفسرون عن تلك النتائج وكيفية الوصول إليها، وطلبوا مني التوجه للقسم بالجامعة في يوم عطلة أسبوعية، وإجراء نفس التجارب مرة جديدة، والتأكد منها وإخبارهم عبر الهاتف، وإرسال النتائج للمقارنة، وقد حدث وحصلت على نفس النتائج" .

و لقد شارك في العديد من المؤتمرات العلمية و نشر العديد من الأبحاث المتميزة في مجلات علمية عالمية مرموقه ،وقد أشاد به وبنتائجه أساتذته ومشرفوه وبعض العلماء من دول أخري حيث استطاع أن يحصل علي نتائج عملية لأول مرة والوحيدة التيٍ يمكن استخدامها في مجال الإنارة وبعض الأجهزة حيث تمكن من إنتاج الضوء الأبيض بطريقة سهلة التحضير وغير مكلفة ومحافظة علي البيئة وذلك بخلاف طرق التحضير التقليدية القديمة والمعقدة وضارة للبيئة ومكلفة اقتصاديا.

 الأمر الذي دفعه ومشرفيه لتسجيل براءة اختراع و تبدأ جامعة فري ستيت لتسويق هذه الانجاز علي الشركات المهتمة. وبعد الانتهاء من مناقشة الدكتوراه في يوم 14 أغسطس 2013م الذي يصادف يوم ميلاد هانز أورستد، عالم فيزياء وكيمياء دنمركي ، عمل سامي كأستاذ وباحث في جامعة فري ستيت ومشرفا علي العديد من طلبة الدكتوراه و الماجستير بعد الثقة التي منحها إياه مشرفوه

و لكن حلم العودة و حب سامي لوطنه و مسقط رأسه كان الشغل الشاغل له خلال هذه الفترة ولكن الظروف الصعبة حالت دون ذلك ، ويحمل سامي منذ صغره العديد من الطموحات والآمال ، وما يشغل باله هذه الأيام هي قضايا المجتمع حيث أن المجتمع القوي أساس لبناء الحضارات و تقدم الدول، وأيضا انشاء مراكز بحثية والتعاون مع جهات دولية من اجل تعزيز البحث العلمي في فلسطين وأيضا تحييد العلم والعلماء ومؤسسات التعليم الأكاديمية عن التجاذبات السياسية و الحزبية.

وقال شعث خلال حديثه بأنه سيطرح مشروعا للرئيس محمود عباس للموافقة عليه من اجل حل مشكلة الكهرباء في قطاع غزة بأقل التكاليف حلا جذريا ، بالإضافة لتخصيص مركز علمي للبحث والتطوير في قطاع غزة ، ليثبت للعالم أن غزة ليست فقط للمقاومة بل للانجاز والإبداع والتطوير ومواكبة التطور .

وسيكون ضمن هذا المشروع تطوير الخلايا الشمسية لان منظومة الخلايا تندرج ضمن تطبيقات الفسفور المدرج في بحثه ، مؤكدا أن الحصار يحد من انجازه وإبداعه لعدم قدرته على توفير أجهزة واستضافة خبراء في قطاع غزة .













يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد