بسم الله الرحمن الرحيم ” يَا أيَتها النّفْسُ المطمَئِنّة ارجِعي إِلى رَبِّكِ رَاضِيةً مرْضِيَّة فادْخُلي في عِبَادِي وادْخُلِي جَنَّتي “ صدق الله العظيم
في لحظة من اللحظات وقف الزمان وقال كلمته جاء الخبر خرجت الروح إلى باريها وولدت روح آخري في سكون ليل مُظلم بكت العين حزناً حانت لحظة الفراق لحظة موعد الوداع في هذا اليوم وهذا التاريخ كَتب القدر ....
يا من كنت قريباً من الناس حبيباً للجُلاس ، لطيفاً مع الصغار والكبار حتى أحبك الجميع
واحترموك ؛ فلما سمعوا بنبأ وفاتك بكتك الأعين ، ودعت لك الألسن ، وترحم عليك
من عرفك ومن لم يعرفك ودعتك مدينة خان يونس بشبابها وشيبها عندما خرجت الروح الكريمة الطاهرة إلى بارئها وقف الجميع في لحظات الوداع الأخير لمعلم وأبا وقائدا انه الأستاذ القدير عبد الشكور الطويل..
مر عام على فراقك والألم يعصرنا أنت دوماً بيننا بعلمك وعملك وأدبك وأخلاقك وجود كرمك وسماحتك تذكرنا برحيل القادة العظام الذين تركوا لهم بصمات رائعة ومميزة في التاريخ ليزدان تاريخهم الناصع بالشموخ والكبرياء.
المعلم الفاضل مربى الأجيال الأستاذ عبد الشكور الطويل
شقيق زوج الحاجة تغريد رمضان علي مصطفى الأغا
السيرة الذاتية:
الأستاذ/عبد الشكور سعيد الطويل/من مواليد خان يونس 1/1/1933م متزوج من فلسطينية فريزة حسن إبراهيم الجبور وله من الذكور11ولد ومن الإناث 7بنات/أمضى في سلك التعليم مايقارب الاربعيين عاما ويزيد من سنة1952/1993.
ويعتبر من الرعيل الأول في التدريس في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين في غزة، ومن رفقاء دربة الأستاذ عبدا لله الحوراني الأستاذ محمد الأسطل الأستاذ صلاح خلف الأستاذ خليل الوزير الشيخ أبو بطنين والأستاذ الشهيد شوقي الفرا رحمهم الله جميعاً حاز على شهادة اليوبيل الفضي، وكذلك على شهادة اليوبيل الذهبي من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في سلك التعليم /والده الحاج سعيد محمد محمد الطويل من مواليد خان يونس واحد الوجوه المعروفة للمدينة واحد المناضلين الأوائل أبان ثورة 1936بقيادة الشهيد عبد القادر الحسيني وكان مكلف بجمع المال والسلاح للثوار هو والشيخ حافظ حسن البطة والحاج حافظ السقا والحاج سالم عاشور ويعتبر من المعمرين وكبار السن إذ توفي عن عمر يناهز105سنة.
بعد حصوله على الثانوية العامة انتقل إلي الأزهر وتخرج بعد سنتين تخصص لغة عربية وإسلامية ومن ثم التحق بسلك التعليم بوكالة الغوث تنقل خلال مسيرة التعليم المظفرة في العديد من المدارس، أبرزها مدرسة الزهراء مدرسة فلسطين مدرسة خالد ابن الوليد مدرسة خان يونس الاعداية للبنين الحوراني مدرسة احمد عبد العزيز مدرسة مصطفي حافظ وظل فيها حتى بلغ سن التقاعد. وكذلك انتسب إلى جامعة عين شمس في مصر ودرس الحقوق وأنهى سنتين ونتيجة الأحداث في مصر ومقتل يوسف السباعي رئيس وزراء مصر طرد جميع الطلبة الفلسطينيين، وكان من ضمنهم ولم يكمل شهادة الحقوق للأسف كما أسلفت من أفضل من تحدث اللغة العربية الفصحى والذي يعشقها ويعشق من بتحدثها حتى في حياته اليومية مع أسرته ومن أفضل من تحدثها على صعيد محافظة خان يونس.
كان دوما وابدأ صديقاً مخلصاً للحكومة المصرية والحاكم المصري العام أبان الحكم المصري لقطاع غزة وصديقاً شخصياً للحاكم الإداري العام المصري /اللواء يوسف العجرودي. كان دوماً وابدً عريف المهرجانات التي كانت تحييها الحكومة المصرية أبان الحكم المصري عيد الجلاء/عيد الاستقلال/عيد العلم/ عيد الثورة23يوليو/7 مارس/ويعتبر من عرفاء الحفل النجباء والمتفوهين وخطيب فصيح وكليم مقاتل من الطراز الأول.
كان خطيباً للجمعة في مسجد بلدية خان يونس(أهل السنة حالياً) وكذلك مسجد الشرطة والعديد من مساجد القطاع بتناوب.
أحد أبرز وأهم الشعراء في مدينة خان يونس الشامخة والتي يعتز بالانتماء إليها وللقلعة الأبية خاصة إن مولدة كان في بيتنا القديم داخل أسوار القلعة وهذا البيت مكان(عمارة أبو دقة)الآن وعلى ذكر زملاء وأصدقاءه الشعراء /عبد الحميد طقش والشاعر محمد الاسطل والشاعر عبد الدايم عاشور والعديد من الزملاء.
له عدة قصائد وان قلت معلقات شعرية رائعة تسجل بل وتؤرخ للأجيال ونعمل الآن على جمعها في ديوان شعري يليق بهذا الشاعر المبدع الذي افني جل حياته في حب العلم والوطن من هذه القصائد:
- قصيدة من وحي الهجرة للرسول صلى الله عليه وسلم
- قصيدة المولد النبوي الشريف
- قصيدة حمائم في الوادي للشهداء المصرين على ارض غزة الحبيبة
- قصيدة صرخة ثائر متأجج بمناسبة العدوان الثلاثي على الشقيقة مصر
- قصيدة حيوا معي الشرق حيوا قادة العرب ثورة 23يوليو
- قصيدة العراق الشقيق للشهيد الراحل صدام حسين
- قصيدة المصباح عن احتلال اليهود للوطن فلسطين
- قصيدة حطابة صغيرة لابنته الجميلة راوية والتي أتت بعد احتلال قطاع غزة الحبيب على أيدي الصهاينة.والعديد من القصائد التي دفنت نتيجة هذا الاحتلال البغيض
- كتب أيضا عن الثورة الجزائر قصيدة عصماء ارض المليون شهيد
..كان شعرة محكم القوافي في الدين والحب والوطن.
يعتبرمن الوجوه المعروفة في مدينة خان يونس وقطاع غزة وعرب 48 والجليل الأعلى كان حضوره مميزا وفاعلا في كل المناسبات .
عمل على حل العديد من القضايا والمشاكل التي تخص المجتمع الفلسطيني في مدينة خان يونس وقطاع غزة وعلى نفقته الخاصة وشارك في التبرعات للمدارس والعديد من المساجد .
كان شغوفا بحب العلم والعلماء وامتاز تفانيه بالبذل والعطاء حيث الوطنية الصادقة والانتماء الراقي للوطن وللقضية الفلسطينية لقد تأثر به العديد من طلاب العلم على مستوى التعليم وعلى مستوى البيئة المحيطة .
الكثير من أبنائه يكتبون النثر والشعر القوافي منهم الشهيد/مؤنس وكذلك الأستاذ لؤي والدكتور البشري عبد الرحيم والأستاذ احمد وابنته الكبيرة الشاعرة هاله...ومستقبلاً العديد من الأحفاد الذين يسيرون على نهج الشاعر المؤسس.
عصامي/مهذب/خلوق/صاحب مبدأ/إنسان/عطوف/رحيم/قلب عامر بالإيمان/صادق/حنون كان يتعامل مع أبنائه على أنهم إخوة له تمتع بثقته بنفسه إلى ابعد الحدود/وطني مقاوم من الطراز الأول/ له صولات وجولات مع العدو الصهيوني اعتقل أكثر من مرة ومارس العدو الصهيوني معه اقسي أنواع التعذيب والانتقام وزج به في غياهب الزنازين ولكنة ظل صابر مرابطا متسلحا بسلاح العزم والإرادة واليقين باقيا على العهد والقسم مع الثوار وحفظ الوصايا.
والعهد يعتبر من الرعيل الأول لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح "في قطاع غزة كان على علاقة وزمالة فكر وعمل قوية مع القائد المؤسس "ياسر عرفات" أبو عمار رحمه الله وزميلاً للتدريس مع القائد صلاح خلف (أبو إياد)والقائد خليل الوزير(أبو جهاد)في مدرسة خالد ابن الوليد وكذلك الأخ سليم الزعنون (أبو الأديب) والأخ المناضل أبو خليل وافي والأخ الحبيب أبو علي شاهين رحمهم الله جميعاً.
تتلمذ على يديه العديد من القادة والمسئولين منهم على سبيل المثال/الشهيد عبد العزيز الرنتيسي/الأخ المناضل محمد دحلان /الأخ المناضل احمد نصر و الكثير من الأطباء والمدرسين والمهندسين والعلماء. حيث تعرض للعديد من المواقف الصعبة التي لا تصمد أمامها الجبال حيث زج أبنائه السبعة في السجون الصهيونية دفعة واحدة منهم اثنين مطاردين في أصقاع الأرض المحتلة وآخرين لجاؤا إلى ليبيا حيث تم اعتقاله كي يتم الضغط عليه من اجل تسليم أبنائه المطاردين ورفض هذه التصرفات رفضا قاطعا وبقى صابرا مرابطا مؤمنا بقدره وظل صابراً محتسباً إلى أن تأكد جيش الاحتلال الصهيوني أن أبنائه خارج الوطن فأطلق الاحتلال سراحه.
وعلى اثر كل ذلك أصيب بعدة أمراض من قلب وسكر وضغط وشرايين وتم بتر ساقه اليمني التي بترت من جراء مرض السكر لكنة ظل صابراً/محتسباً/جلداً/مؤمناً بقضاء الله وقدرة وفياً للعلم والأوطان والعزيمة من فولاذ.
كيف لا وهو من كان يردد دوماً ويقول(والليث لا يحمي عرين أسوده....إلا إذا نشبت له أظفار) وأخيراً يوم الرحيل...اليوم الجمعة الساعة الواحدة ظهراً وبعد صلاة الظهر مباشرة صعدت هذه الروح الطاهرة إلى بارئها مع نطق الشهادتين وهذه جميعها كرامات من الله عز وجل لرجل مؤمن صادق وطني شريف غيور على الوطن والعلم وهكذا ودعت مدينة خان يونس رجلا من أعلام واعيان وقادة هذه المدينة الباسلة المربى الفاضل المغفور له بإذن الله تعالى الأستاذ/ عبد الشكور الطويل في رحلة الوداع الأخيرة
فالعين تدمع وإننا على فراقك لمحزونون أيها المعلم الفاضل والأب الحنون والقائد الصابر الصامد المرابط ..
اللهم أطعمة من الجنة وأسقه من الجنة وأده مكانه من الجنة وقل له أدخل من أي باب تشاء اللهم وأظله تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ولا باقي إلا وجهك اللهم بيض وجهه
اللهم يمّن كتابه اللهم وثبت قدمه يوم تنزل فيها الأقدام اللهم أكتبه عندك من الصديقين والشهداء والأخيار والأبرار
وأرجو من كل من قرأ كلماتي أن يطلب له الرحمة والمغفرة وأخيرا لاسعنا إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون..لله ما اخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار..
بقلم الكاتب/أ.عبد الكريم عاشور
abedashour55@hotmail.com
[1] يحيى زكريا اسعيد الأغا | تحية وتقدير | 30-09-2014
حقيقة يستحق من مدينة خان يونس تكريمه لأنه من الشخصيات التي تستحق ذلك، وربما حكم الجيرة معنا يعضدد ما تناوله أ. عبد الكريم من خصال لهذا الإنسان، وكان من أوائل الجيران الذين يطرقون باب بيتنا مهنئاً بسلامة الوصول، تجلس معه، وتستشعر أنك مع قامة علمية عالية، بحديثه المتزن، ولغةه الفصيحة، وبشاشة وجهه، لا تسمع منه كلمة تؤذي الأذن، ولا ترى منه ما يعيب الرجل.
فيه من تواضع الأدباء، وفقه العلماء، ولغة الفصحاء.
وقفت ذات يوم على قارعتة الطريق حيث يجلس يومياً، ودار بيننا حديث عن الشعر، وقال لي: عندي من الشعر ما يمكن أن يُجمع في دواوين، فقلت له: لِما لا تطبعه في ديوان، أو مجموعة، فقال، إنني أكتب لنفسي، وحتى الشعر اليوم لا أحد يقرأه، فلا أحب أن أكتب دون أن يقرأ ما يُكتب.
هو يريد أن يكون الناس مثله، يقرأوون، ويكتبون، ولكنه- رحمه الله - كان متيقناً بأن هذا العصر ليس عصر النبلاء والمثقفين، والعلماء، والأدباء، بل عصر لمرحلة من الرجال ستنزوي مع الزمن.
كان جاراً يستحق منّا أن نقدّر هذه الجيرة، ونحترمها، لأنه كان يعامل الجميع باحترام، وقد شب أبناؤه على ذلك، ففيهم من الخلق الكثير.
إنني أحببت هنا أن أضع بصمة عن هذا الإنسان الجار، محبة وتقديرا، وشاكراً الأستاذ / عبد الكريم على هذه اللفتة الطيبة.
[2] سعد قاسم سعيد شبير | و ترجل الفارس . | 01-10-2014
[3] وائل خليل احمد الاغا | الى جنات الخلدان شاء الله | 01-10-2014
[4] لؤى عبد الشكور الطويل | الي من يستحق منا الثناء والتقدير | 02-10-2014
لا أدري بأى الكلمات أخاطبك...ولا بأيي المعاني أنصفك...وأنت تكتب كلام الصدق والحقيقة عن هذا الراحل الكبير أبي ونور عيني وملاذ أحلامي والأمنيات الأستاذ عبد الشكور سعيد الطويل أبا عاصم...أنك تكتب عن أعز الناس وأحب الرجال وقلعة العلم والفكر والمعرفه والثقافةوالشعر والأدب... في الذكرى السنوية الأولى للرحيل المقدس ... فأنت في القلب ورده... وعلى الشفاه بسمه...وللحاقدين تحدي...وعلى الأعداء ثورة...وللتاريخ فكرة وغاية نبيلة...أيها الحبيب أبا أحمد ( أنما يعرف أهل الفضل ذو الفضل من الناس )...وأنك ياصاحبي من أهل المعروف والفضل وأهلا دائماً له ولله الحمد ... أنك لتثرد الحقائق ثرداً...وأنك لتزردها زرداً...حتي تنقاد لك رشيقةً جلدا...وما هذة اللغة العالية ...والحقائق الأصيلة...وما هذة الأستدعائات المتناصة والصادقة والمخلصة من أمثالك يا صديقي...أنك تبني الحقائق والتاريخ كما يبني البناء الجميل ...وتتألق بالعبارات في سمفونيتة شاملةً رائعة أيها العزيز الرائع...انك جميلُ بديعُ...رفيعُ مريعُ...خصيبُ قشيبُ...أنيقُ رشيق...فما أروع ما كتبت هذا اليوم عن المرحوم والدي يا أبا الأحمد... ولافُوض فُوهك أيها الحبيب الغالي والأصيل...دمت لنا أخاً عزيزاً غالياً ولا حرمنا الله منك وللأبد.
يا رضي الله ويا رضي الوالدين
الكاتب /لؤي عبد الشكور الطويل...ابو محمد 1/10/2014