العصامي عصام مهدي نعمات الأغا رحمه الله
كتب : محمد سالم الأغا *
ما أصعب الحديث أو الكتابة عنك أخي عصام، ولكني سأستجمع ما لدي من قوة اليوم، لأكتب لك أنت بالذات وليس لأحد سواك، كوني أعرفك حق المعرفة من خلال عِشرة العمر التي منحنا اياها رب العالمين ، ومن خلال ما تمتعت به من فضائل وحس وطني وأخلاقي وصفات قلما يتصف بها مثلك وعصامية لم يفز بها غير رجال وشباب أندر من أصابع اليد...
ولعل من حسن حظنا نحن أبناء الجيل الذي بدأ يشيخ اليوم ، أننا عشنا في عصر تألق فيه عمالقة وأعمدة عائلتنا الكبيرة الكريمة ، ورجالنا الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه بأن يزرعوا في أبناءهم الخير والكرم وعزة النفس، كما أنهم رحمهم الله ــ بكل أسماءهم وقاماتهم المحفوظة في قلوبنا والخالدة في عقولنا ــ قد ربوا فينا كل سليم وصحيح ...
ولعله من سوء حظنا في نفس الوقت أن العمر قد جرنا ألي هذا العصر الذي نكبنا فيه بالعصبية والحزبية السياسية المقيتة التي راحت تمعن في افساد أذواق وتربية أجيالنا الصاعدة وتسمم نفوسهم وكادت تخلخل أركان وأساسات صرح عائلتنا الذي بناه العمالقة والمبدعون الأوائل الذين نحفظ أسماءهم ونتذكر فضائلهم وصنائعهم التي مازالت ماثلة بيننا حتي اليوم وستبقي خالدة نورثها لأجيالنا القادمة بإذن الله ...
ولأن الصالحون في أمتنا الإسلامية قالوا : " الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة " فإنني أقول وأنا أتوق لأن أري عائلتنا في أعلي عليين فإنني أحمد الله الذي أكرمنا في كل المواقع التي يتواجد فيها أبناء عائلتنا، قد خلقوا وصنعوا مراكز عائلية لنا في الحجاز وفي مصر وفي الكويت والأمارات وفي الجزائر وفي كل أماكن تواجدهم وزرعوا آثارا خيرة سنفخر بها وبما صنعوها علي الدوام ...
وفي أول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك قمت بالاتصال بالأخ الفاضل الأستاذ ماجد عصام في بيته العامر الذي كان يتوجد فيه أبناء عائلتنا في دولة الامارات العربية المتحدة في لقاء تعودوا عليه في مناسبتي العيدين الفطر والاضحى ، وقد شرفني بسماع صوت أخوي وأحبتي الأخ سفيان غانم مسعود و أخي وحبيبي عصام مهدي رحمه الله وقد تسامرنا و تضاحكنا وهنأنا كل منا الآخر بالعيد وتركناهم علي أمل اللقاء بهم فوق أرض الوطن وفي خان يونس.
ولم أكن أدري أو يدري أحد بأن مكالمتي هذه ستكون الأخيرة مع أخي ورفيق دربي الأخ عصام مهدي نعمات الأغا رحمه الله، واليوم فوجئت كما فوجئ كثير مثلي برسالة El Agha Net تنعي لنا وللأهل والأحبة انتقال العزيز أبو مهدي رحمه الله، للرفيق الاعلى الذي هزنا من الأعماق، ما جعلني أتذكر مكالمته الأخيرة وكل مكالماته وكل أحاديثه بكل تفاصيلها ، كما تذكرت جلساته في ديوان العائلة العامر بالقلعة بوجود الأعمام الكرام أبو عدنان وأبو مروان وأبو المعتز وأبو أبراهيم نعمات وأبو عصام مهدي والأستاذ يونس ووالده وأبو عماد خالد و الشيخ كمال سعيد وأخيه الحاج نظام و الدكتور احسان أبو خليل و والده ولكل من حضر في تللك الجلسات والمؤتمرات العائلية كل تحية وتقدير لكل واحد باسمه ولقبه ...
و أتذكر أنه كان في تلك الأيام عازباً ولم يتزوج فطلبوا منه أن يتكلم باسم المغتربين من أبناء العائلة ففاجأ الجميع بكلامه العذب الدفاق العابق بأريج السحر والحنان والفكاهة التي كانت تعطي لكلامه مذاق حلو أضحك الجميع ليلتها عندما ختم حديثه بعبارته المشهورة " أبقاكم الله عزاً وسنداً لأبنكم العازب المعذب " ...
رحم الله الأخ العزيز العصامي عصام مهدي نعمات الأغا الذي سنذكره جميعاً ابناً وأخاً وأباً لأنجاله ولنا وستظل سيرته العطرة تفوح بالعطور إلي ما شاء الله ... و أسأل الله في هذه الساعات والأيام المباركة بأن يغفر لنا وله ما تقدم من ذنبنا وما تأخر وأن يلهمنا وأبناءه و والدتهم الكريمة وأشقاءه و أبنائهم وذويه ومحبيه و أصدقاءه وكل من عرفه الصبر الجميل وإنا لله وإنا إليه راجعون ...
- كاتب وصحفي فلسطيني
- m.s.elagha47@hotmail. com
- 21-10-2014