مقالات

Biomimicry

بسم الله الرحمن الرحيم
Biomimicry

أ. بلال فوزي الأغا
الأحد 19/4/2015
علم البايوممكري (Biomimicry) علم جديد يجمع بين علم الأحياء (Biology)وعلم التصميم الصناعي (Industrial Design)،حيث ينطلق من خلاصات في علم الحياة لنجد حلولاً ومعضلات مشابهة في حياة البشر.

هذا العلم ظهر بهذا الاسم والمحتوى والأمثلة والمعالم على يد عالمة الأحياء الأمريكية الدكتورة جانين بينيس (JanineBenyus)في عام 2007 التي أصدرت كتابها الأول في علم البايوممكري (Biomimicry: Innovation Inspired by Nature )

والذي قصدت به :  [التكنولوجيا تقلد الطبيعة ]، أو الابتكارات تلهمها الطبيعة، ووضعت على الغلاف صورة توضح التشابه بين أوراق الأشجار في عالم النبات وبين ألواح الطاقة الشمسية التي توضع أفقياً للتعرض لأكبر قدر من أشعة الشمس.

 اعتراضنا كمسلمين على العنوان هو أن الطبيعة لم تخلق نفسها، لكننا نؤمن أن الله هو خالق كل شيء،والكون عندنا مخلوق كغيره من المخلوقات، فيصير العنوان أو الترجمة الصحيحةأوالتفسير الاسلامي للفكرة : (( الاختراعاتُ الحديثةُ تقليدٌ لخلقِ الله ))، يعني كل الاختراعات الانسانية هي في الحقيقة اكتشاف لمخلوقات الله، واكتشاف لقوانين وأسرار الحياة والايجاد، ليس إلا.

فلو جاء الانسان وسار وفق قوانين الاكتشاف فاكتشف من أسرارها

فهل العظمة تكمن في الانسان الذي اقتصر جهده على البحث والاكتشاف فقط؟

 أم العظمة تنسب للكون الذي هو مخلوق من مخلوقات الله لكنه مصمم ومخلوق بدقة وحكمة ولطف الله بهذه الدقة والابداع؟

أم أن العظمة الحقيقية ترجع الى الخالق سبحانه وتعالى الذي أوجد هذا الكون بكل هذه الروعة والدقة والابداع على غير مثال سابق؟

فكرة هذا العلم وأساسه

تقوم فكرة هذا العلم على ثلاث أمور رئيسة:

  1. احترام التقادم الزمني في الخلق والايجاد
  2. احترام الانسجام الفطري الذي بثه خالق الكون فيه
  3. البناء على الاحترامين السابقين لاستلهام حلول لمشاكل حياة الناس أو تطويرها لسقوف جديدة

حيث أن كل دواب الأرض أمم أمثالنا، لها نظامها الغذائي، ونظامها المعيشي، ونظامها في التكاثر، ونظامها الاجتماعي، وبحكم التقدم الزمني حيث أن الله سبحانه وتعالى قد خلقها في هذا الكون قبلنا بآلاف السنين، وبحكم التسيير الفطري في أصل خلقها (الانسان مخير ومسير، أما بقية المخلوقات فهي مسيرة فقط)،
فإن الخالق سبحانه وتعالى قد قرن بوجودها وحياتها الانسجام مع الأخطار والأهوال ومواجهة المستجدات المحيطة في حياتها الخاصة وخلال دورة حياتها على وجه الارض على مستوى تلك الحياة،فهي اذن منسجمة مع الكون بفطرتها التي خلقها الله عليها.

القياس البايوممكي

بما أن علم البايوممكري يبحث عن حلول ابداعية لمشكلات حياة الناس مُستلهمة من المخلوقات الأخرى، فإن أداة الاستلهام هي علم القياس المعروف في الشرع على أنه أحد مصادر التشريع، والذي يتكون من أربعة أركان وهي : للقياس أربعة أركان أساسية لا يمكن أن ينعقد القياس إلا بها وهي:
• الأصل وهو: محل الحكم الذي ثبت بالنص أو الإجماع أي: (المقيس عليه)
•الفرع وهو: المحل الذي لم يرد فيه نص ولا إجماع أي:(الشيء المُقاس)
العلّة وهي: الوصف الجامع بين الأصل والفرع.
• حكم الأصل وهو: الحكم الشرعي الذي ورد به النص في الأصل

وكذلك علم البايوممكري يتكون من خطوات مشابهة وهي:

  1.  وجود مشكلة أو معضلة أو حاجة في حياة البشر (الشيئ المُقاس).
  2.  وجود نفسمعالم المشكلة أو المعضلة أو الحاجة في حياة كائن آخر في هذه الحياة (الشيئ المقاس به).
  3.  دراسة حياة ذلك الكائن بعمق لتحديد التشابه بينها وبين حياة البشر، كلٌ على مستوى حياته.
  4.  دراسة معالم تكيف حياة ذلك المخلوق مع المشكلة في مستوى حياته.
  5. وضع واستلهام الحلول الابداعية للمشاكل والحاجات لتطوير الحياة الانسانية.

أمثلة في علم البايوممكري


حركة الجراد ومشكلة المرور
بدراسة حركة ملايين الجراد عندما ينتشر لا يصطدم ببعضه، تم استلهام علاجات لتنظيم الازدحامات المرورية في الشوارع.

 العناكب والانزال العسكري من الطائرات
عند تعرض أحد أصناف العناكب الصغيرة في مكان مرتفع فانه يقفز مباشرة وينزل على خيط خاص، ومثله انزال الجنود من الطائرات


السمك الحبار والقنابل الدخانية
يوجد في البحر سمك اذا شعر باي خطر ينشر في المحيط حبرا يخفي حركته فينسحب من المكان، ومثله القطع العسكرية عن ارادتها ان تنتقل من مكان فانها تطلق قنابل دخانية لتغطية حركته العسكرية.



التشابه في تصميم هياكل سيارات متناسبة مع المخلوقات البحرية، فان الهواء يعتبر في الفيزياء مائع مثله مثل الماء تماماً.

التشابه أيضاً في تصميم القطارات السريعة مع مناقير الطيور التي تطير في نفس البيئة والمائع هو الهواء.
أمثلة كثيرة وكبيرة في حياة الانسان ومساكنه ووسائل مواصلاته واتصالاته وما يلزم هذه الحياة من انسجام وسعادة.

الخلاصة:
ندعو الطلاب المسلمين الذين يبحثون عن مواضيع رسائل علمية أو بحوث تطبيقية وصناعية وهندسية وغيرها من العلوم أن يتعمقوا في فهم ودراسة كل ما حولهم من مخلوقات الله تعالى ليجدوا الالهام الرباني مبثوثاً في اللطف والخلق ، وكل ما يحتاجه هو الاستبصار والتنبه وتفتيح التفكير ورفع سقوف الفهم والوعي.

بالاخص أن أول مشكلة في حياة الانسان واجهت ابن آدم الاول هو دفن الجثث بعد وقوعه في أزمة حقيقية عاشها ولم يعرف كيف يتصرف حتى أرسل الله له غراباً وهو من أذكى الطيور ليبحث في الارض، فاستبصر واقتدى في حل مشكلته التي يعيش فيها ويعاني منها من خلال الاقتداء بهذا الطائر في حياته الخاصة.

فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على الأستاذ بلال فوزي جبارة محمد بخيت أحمد إبراهيم(بدوي) الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد