صلح عشائري

صلح عشائري بين عائلتي البيوك وفسفوس الكريمتين

 قال الله تعالي (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)

خان يونس- أ. هاشم الجبور
شهدت مدينة خانيونس بعد عصر أمس السبت الموافق 3-10-2015  إتمام توقيع صلح عشائري بين عائلتين كريمتين عائلة البيوك وعائلة فسفوس بخان يونس علي أثر شجار عائلي مؤسف أودي بحياة المرحوم السيد فائق علي البيوك  رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه جنات الفردوس , وذلك في ديوان أل البيوك بوسط مدينة خانيونس وتم وفاق الصلح تحت بجهود ورعاية لجنة الإصلاح المشتركة في رابطة علماء فلسطين والإدارة العامة لشئون العشائر بخان يونس – وبحضور مخاتير ووجهاء العائلتين الكرام ومحافظ محافظة خانيونس د. أحمد الشيبي (أبوإياد) وعضو المجلس التشريعي النائب يونس الأسطل ورئيس بلدية خانيونس م. يحيي الأسطل (أبوعمر) ورئيس رابطة علماء فلسطين بخانيونس الشيخ طارق الأسطل ومدير مكتب شئون العشائر الشيخ محمد أبودقة (أبوسليمان)  ورئيس وأعضاء جمعية مخاتير فلسطين وعلي رأسهم المختار سيف أبورمضان وراعي الجاهة المشرفة علي هذا الصلح العشائري المختار سليم صلاح (أبوأشرف) ومنسق عام ملتقي العائلات المختار محمد أبوظريفة (أبوسامي) وعدد من المؤسسات الوطنية والأهلية والعديد من وجهاء ومخاتير ولجان رجال الإصلاح وأعضاء من ملتقي أبناء عائلات محافظة خان يونس وجمهور غفير من محافظة خانيونس  ..

وفي بداية الحفل رحب عريف الحفل الشيخ طارق أبوطير بالحضور الكريم كلاً بإسمه ولقبه  ثم بدأ الحفل بأيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ الشيخ أشرف البيوك جزاه الله خيراً,

 ثم كلمة عائلة البيوك ألقاها الشيخ يوسف البيوك مرحبا بعموم الحضور ومقدما شكره للجان الإصلاح والجاهة الكريمة التي أشرفت من أجل الوصول لهذا الصلح الطيب والوفاق بين العائلتين.

وقدم الشيخ طارق الأسطل كلمة رابطة علماء فلسطين بخانيونس شكر فيها الحضور وثمن  دور رجال الإصلاح علي دورهم الفاعل في إصلاح ذات البين في المجتمع مقدماً الشكر لعائلة البيوك عن هذا الصفح والعفو والتي إحتكمت للعقل بدلاً من الثأر ويدل هذا علي وجود الحكماء والعقلاء بعائلة البيوك الكريمة وهذا من أنبل ما يسطر في تاريخ العائلة

وأكد الشيخ د. يونس الأسطل النائب بالمجلس التشريعي خلال كلمته إن الإسلام ، وهو دين رباني حكيم ، دقيق وواقعي وشامل ، لم يدع جانبا من جوانب حياة المجتمع الإسلامي إلا نظمه ووضع له القواعد والضوابط الدقيقة لضمان السلم والأمان والاستقرار ، في حياة المسلمين وعلاقاتهم ، تثبيتا وصيانة لدعائم الأخوة الإسلامية بينهم ، وتحقيقا لأجواء الوئام والانسجام ، بنسبة كافية لازمة ، علما بأن دوافع الخلاف والتنازع و الخصام لا يخلو منها مجتمع بشري مهما بلغ من التماسك والانضباط ، بحكم طبائع النفوس الأمارة ونوازغ الشيطان ، وإلا فما الحاجة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، و القضاء والمحاكم . بل إن تلك الأحوال هي من سنة الله تعالى في الابتلاء باختبارات العلاقات والمعاملات ، لتعلو إرادة الخير والصلاح على دوافع الشر والفساد بقول الله عز وجل : {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }

كما وأشاد الشيخ محمد أبودقة مدير دائرة شئون العشائر بخانيونس بدور رجال الإصلاح في دعم السلم الإجتماعي بالمصالحة المجتمعية موجهاً رسالة لقيادة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة بضرورة إنهاء الإنقسام علي وجه السرعة محملهم مسئولية هذا الشعب الذي منحكم الثقة لتكونوا ولاة الأمر من أجل تحقيق مصالح شعبكم والصفح عما مضى احتكاما وامتثالا لما تقوم به العائلات الفلسطينية من صفح وتسامح فيما بينها في قضايا أودت بحياة أعزاء عليهم , كما بعث برسالة الى العالم أجمع الذي يحاربنا ويشدد علينا من حصاره حتما بأننا سنصل يوماً باذن الله الى مبتغانا متحزمين بكتاب الله وسنة رسوله في تحرير كامل ترابنا الفلسطيني مادام لدينا عقلاء وحكماء مثل عائلة البيوك لما قاموا به من واجب وطني وإجتماعي واحترام حق الجوار  بالتنازل عن حقوقهم وما ترتب علي عائلة فسفوس بتقديم ما وجب عليهم حسب العرف والعادات العشائرية وختم كلمته بتقديم واجب الشكر للعائلتين الذين سطروا أسمى أيات الوحدة الوطنية بإتمام الصلح رغم المصاب الجلل.

وفي كلمة لجان الاصلاح ممثلة برابطة علماء فلسطين ودائرة شئون العشائر التي أشرفت علي إتمام هذه الصلح العشائري وعلي رأسهم راعي الجاهة الحاج الفاضل سليم صلاح (أبوأشرف) قدم خلالها خالص الشكر للعائلتين التي تعاونت مع لجان الإصلاح من أجل الوصول لإنهاء الخلاف كلاً بما يطلب منه ويترتب عليه عمله والتي كانوا قدراً للمسئولية المجتمعية التي تحتكم حق الجوار بين العائلتين منذ اللحظات الأولي وصولاً لإتمام هذا الصفح والعفو والتسامح الذي سيسطرفي تاريخ العائلتين الكريمتين لتحتذي حذوهم عائلات الوطن في الصفح والعفو الكريم بين الجميع لنحافظ علي تماسك وترابط جبهتنا الداخلية في المجتمع الفلسطيني .

وفي كلمة محافظ محافظة خانيونيس د. احمد الشيبي (ابواياد) والذي نقل تحيات القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس الشكر الخالص لرجال الاصلاح وللعائلتين عامة ولعائلة البيوك خاصة على صبرهم ورباطة جأشهم في تحمل مأسي مصابهم الجلل بانهاء الخلاف أملاً ان يتم في القريب العاجل بصدق النوايا بإتمام الصلح المجتمعي الكبير وإنهاء الإنقسام بوحدة شطري الوطن .

وفي ختام حفل المصالحة تم إلقاء صك الصلح علي الجميع وتم التصافح بين طرفي الخلاف وسط تكبير وتصفيق من الحضور والتي عفت عائلة البيوك الكريمة عن عائلة فسفوس وتنازلت عن حقوقها بالعفو التام واحتسبت فقيدها المرحوم بإذن الله  فائق البيوك عند الله وفي جناته ورضيت بقضاء الله وقدره إيماناً واحتسابا لوجه الكريم جزاهم الله خير جزاء وهذا الصفح والتسامح والعفو الكريم  نموذجا لنحافظ علي تماسك وترابط المجتمع الفلسطيني .
































































































تصوير: أ. ياسر محمد 

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد