متفرقات

منارات من الذكريات- م. قاسم صالح الأغا- الجزء الاول

 منارات من الذكريات

إعداد

م. قاسم صالح الأغا

2016 م (1437 هـ)

 

تقديم:

الحمد لله الذي هدانا للصراط المستقيم وأنعم علينا بالعقل القويم والقلب السليم، ونصلي اللهم على سيد الخلق أجمعين محمد ابن عبدالله النبي الامي الامين، الذي أوتي جوامع الكلم وكان على خُلُق عظيم. أما بعد،

تشرق شمس الحياة لتمنحنا الدفء والأمل والطاقة اللازمة للبدء بمشوار الحياة، ومعه نسجل شريط الذكريات الذي يمتد بامتداد جغرافيا الشمس والتاريخ الذي يصنعه المميزون والقادرون على العطاء والابداع. وحين يدرك كل منا مأمنه، يبدأ بعرض هذه الذكريات واستدراك المنارات المميزة فيها.

في هذه المذكرات (منارات من الذكريات) يبدأ الكاتب م. قاسم صالح الاغا بالولوج في بحر ذكرياته وملامسة نور هذه المنارات الواحدة تلو الاخرى، والتي شكلت بمجملها حياته وميزتها، وذلك بقصد مشاركته القراء جمال تلك الحقب المختلفة بأيامها وقيمها ومدلولاتها العلمية والاجتماعية والتاريخية.
من مدينة خان يونس العريقة كانت البداية، فمنها بدأ المشوار ليمتد على شموس ثلاث وثمانين عاما، شهد فيها العالم أحداث غيرت مجرى التاريخ ورجالا صنعوا هذا التاريخ.
ويتنقل بنا الكاتب بسلاسة أسلوبه المعهود وطريقة سرده المميزة، لنسير معه في هضاب ووديان ذاكرته المتوقدة والدقيقة.

 فبعذوبة المياه المتدفقة في أنهر أوطاننا الغالية من المحيط الي الخليج، يتنقل بنا الكاتب من منارة الى أخرى ليلقي المزيد من الضوء على الكثير من الحقب الممتلئة بذكريات الطفولة ومراحل الدراسة، الى ذكريات العمل المهني الدؤوب مرورا بذكريات خاصة أبى الكاتب إلا أن يشارك قُراءه اياها ليتذوقوا كل حلاوتها وبعضاً من مرارتها، ليصل بنا  الى المنارات الوطنية وتسليط بعض نور الشمس على تضحيات شعبنا العظيم والذي ماانفك يعمل جاهدا لانتزاع حريته من عدو لا يعترف بأبسط القيم الانسانية ولا بأية قوانين دولية.
وفي هذا المشوار الشيق من المذكرات يُفرد الكاتب مساحة واسعة لذكريات الشعر ليثبت بما لايدع مجالاً للشك بصحة مقولة "العلم في الصغر كالنقش على الحجر".
ويختم الكاتب هذه المذكرات بقائمة تضم عناويين المقالات والتي سبق وأن نشرها على موقع النخلة بغرض اعطاء فرصة أخرى للاستفادة من مدخرات حياته العلمية والعملية وعشقه لوطنه ومسقط رأسه.
يأمل الكاتب بأن يقدم هذا العمل اضافة نوعية بسيطة لكل من يبحر في طيات صفحاته ويغوص بين سطوره بحثا عن لؤلؤة مميزة يزين بها صدر معرفته أو يهديها الى من يحب.

م. رياض قاسم الاغا

 

مقدمة:

الحمد لله الذي علّم الإنسان ما لم يعلم، اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، والصلاةُ والسلامُ على رسولنا الأعظم.

أما بعد:
يسرني أن أضع بين يدي القاريَ الكريم المقتطفات الواردة في هذه المذكرات (منارات من الذكريات) وذلك خلال المسيرتين التعليمية (بمراحلها المختلفة) والعملية وغيرهما على مدى ثمانية عقود، طُفت خلالها للعمل من مسقط رأسي شرقاً مروراً إلى سوريا، السعودية، مصر، ليبيا غرباً.
هذا وقد حاولت توخي الدقة قدر الإمكان في جمع هذه المعلومات وعرضها بالتسلسل الزمني والترتيب المناسب، حيث أن معظمها محفوظٌ بالذاكرة وشاهد عيان لبعضها.
وهنا لا يفوتني إلا أن أتقدم بالشكر والعرفان إلى الأستاذ عمر عودة (أبورامي) الذي تكرم بالمراجعة والتدقيق، وإلى م. سفيان محمد عودة لقيامه بالتنسيق الفنى.
آمل ان أكون قد وفّقني الله في هذا الجهد المتواضع، وعلى الله اعتمادي فهو حسبي ونعم الوكيل.

م. قاسم صالح الأغا
(أبو حسام)

 

إهداء:

 إلى أرواح والديَّ، ورفيقة دربي، وأجدادي تحت أطباق الثرى في ذمة الله

إلى أبنائي وأحفادي الأعزاء

إلى أساتذتي الذين علموني فأحسنوا تعليمي، والذين وجّهوني فأحسنوا توجيهي

إلى الصامدين المرابطين على أرض الرباط أرض الأجداد والآباء

إليهم جميعاً أهدي هذه المقتطفات

(أبوحسام)

 

تعليق الأستاذ عمر عودة الأغا

 

 

منارات من الذكريات

إن معظم الخواطر التي تدور في خلدي والتي تراكمت خلال سِنِيّ العمر حتى منتصف القرن الماضي وما بعدها لتنطلق من عقالها والمتمثلة بالمسيرتين التعليمية والعملية وغيرهما، وسأحاول الكشف عن بعضها معتمداً على الذاكرة وإسترجاع الحدث ليتضح سهولة ويسر تلك المرحلة مقارنةً بالظروف الصعبة الحالية.

أولاً: مرحلة الطفولة(1932-1939) 7 سنوات:

  • أبصرتُ النور في اليوم السابع عشر من سبتمبر 1932 في ظل المرحومين بإذن الله الوالد (الحاج صالح) والوالدة (نفيسة)، وكنت المولود البِكر في بيت مبني بالطين يملكه المرحوم الجَدّ (الحاج علي) بالسطر الشرقي ومكثنا به فترة محددة، حيث تم تفجيره من قِبل الجيش البريطاني أثناء ثورة 1936 بسبب أن الوالد كان منخرطاً في تلك الثورة مع ثوار آخرين، كانوا يقومون بزرع المتفجرات على جوانب السكة الحديد وبعض الطرق ضد الجيش البريطاني. وبعد دخول المدرسة بخان يونس تم استئجار منزل على ناصية شارعي الأغا والصحية الحاليين، وكان للوالد محل بقالة بالسوق العام بالبلدة. (أنظر الصورة رقم 2،1).


(1) شهادة الميلاد بثلاث لغات

(2) المرحوم الوالد الحاج صالح علي الاغا

  • كنت أدّخِرُ من مصروفي اليومي(1مل) أو (2مل)، والمل= 0.001 من الجنيه الفلسطيني الذي كان متداولاً خلال فترة الإنتداب البريطاني على فلسطين (الذي يعادل في قيمته الإسترليني في حينه)، وكنت أشتري به بسبوسة(نمّورة). (أنظر الصور رقم 3،4).

 

(3.1) ا مل


(3.2) 2 مل

(4.1) الجنية الفلسطيني


(4.2) الجنية الفلسطيني

  • في أواخر هذه المرحلة كنت أمضي بعض الوقت في لَعِب البِلّي (البنانير) (الجلول)، طاق طاق طاقية وصيد العصافير بالفخ وغيرها مع أطفال أبناء العمومة بالحارة.

مراحل التعليم:

مرحلة التعليم الإبتدائي (1938-1945) 7 سنوات:

  • التحقتُ بمدرسة خان يونس الإبتدائية للبنين، وكان بها سبعة صفوف من الأول حتى السابع، وكل صف به حوالي 40 تلميذاً، تقع على الناصية الجنوبية الغربية لشارعي البحر وجمال عبد الناصر الحاليين، وهي الوحيدة بخان يونس في حينه، يحيط بها سور مع باب شرقي لدخول المدرسين والزوار، وآخر بالجهة الجنوبية الغربية على شارع البحر لدخول التلاميذ، بها ساحة وخزان مياه من الإسمنت مزوّد بالحنفيات للشرب، وبالساحة بعض أشجار السرو لتوفير الظل للتلاميذ، ودورة مياه بالجهة الشمالية، وكان لها مبنى للإدارة مع ثلاثة فصول، وثلاثة فصول أخرى بجوار سور الجهة الجنوبية.

  • من رفاق الطفولة بالمدرسة المرحوم حيدر مصطفى الأغا، سليمان اسماعيل الأغا، محمد علي الفرا من خانيونس.
  •  كان أ. حلمي أمان(غزة) رحمه الله مديراًللمدرسة، ومن المدرسين: إسحق العلمي وإسحق الشوا(غزة) لغة عربية، زكي الجلاد(طولكرم) حساب، خالد بكر(من الشمال) زراعة وعلوم، فائق العلمي(غزة) رياضة بدنية، جرير القدوة وكامل اللحام(خان يونس) لغة إنجليزية،  والشيخان حافظ البطة وخالد الفرا(خان يونس) دين.

  • كان المُدرس في تلك الحِقبة له هيبة وإحترام شديدان لدرجة أنه إذا لاحظ التلميذ معلّمًا في الشارع قادمًا من بعيد في جانب إنتقل إلى الجانب الآخر خجلاً من المقابلة.

  • كانت الرسوم السنوية عشرة قروش (مائة مليم) في بداية كل عام، عدد الحِصَص اليومية سبعاً (ثلاثاً ثم إستراحة ثم اثنتين ثم راحة لمدة ساعة للغداء، ثم اثنتين فانصراف)، (أنظر الصورة رقم 5).


(5) 100 مليم

  • العطلة الأسبوعية الخميس والجمعة وكان الذهاب إلى المدرسة من خان يونس وضواحيها مشياً على الأقدام صيفًا وشتاءً لعدم وجود مواصلات داخلية بالبلدة.

  • كان يزور المدرسة طبيب من دائرة الصحة للعناية بالصحة العامة للتلاميذ وتوزيع زيت السمك مجاناً لهم من مديرية التعليم.
  • الزِّيّ المدرسي غير مُوحَّد عبارة عن قميص وبنطال قصير، وشنطة الكتب كانت مصنوعة من القماش تُعلق بالكتف، كنا نتسلم الكتب المقررة  في بداية العام من مكتبة المدرسة ونسلمها في نهايته.

  • كانت الزراعة مادة أساسية للصفوف الرابع حتى السادس (نظرياً وعملياً) بمزرعة قريبة من المدرسة. (أنظر الصورة 6).


(6) كتاب الزراعة

  • لم يكن كهرباء بالبلدة حتى منتصف العقد الخامس من القرن الماضى، لذا كانت تستخدم لمبات الكاز مختلفة القوة 2-3-4 في الإنارة. وكنا نقوم بعمل الواجبات المدرسية على طبلية (طاولة) صغيرة بإرتفاع حوالي 40 سم مستديرة أو مربعة الشكل والجلوس على الأرض كما كانت تستخدم للأكل عليها كذلك.

مقتطفات من كتب القراءة والقراءة الرشيدة بهذه المرحلة لها دلالاتها:

مقتطفات من كتب القراءة والقراءة الرشيدة بهذه المرحلة لها دلالاتها:

الدرس الأول

من كتاب القراءة للصف الأول: كلمة من ثلاثة أحرف غير متصلة مُرفقة بالصورة

                              
        راس                              روس

      ر ا   س                           ر  ا   س

ار  ا  را   س   راس                 ار  و  رو   س   روس  

 

 الدرس الثاني

 دار                                  دور                    (كما في الدرس السابق)

سألَ أستاذٌ أحد التلاميذ: إذا أعطاك أبوك تسعَ تفّاحاتٍ فكيف تقسمها بينك وبين أخيك؟
فأجاب التلميذ: أربعُ تُفاحاتٍ لي وخمسُ تفاحاتٍ لأخي.
سألَ أستاذٌ تلاميذه  كيف تُصنَعُ الهريسة؟ فقال أحدهم: ندقُّ القمحَ ونَضَعُه في القِدر على النار، ثُم ّنضعُ السّمنَ واللّحمَ والبصل، فإذا تلميذٌ آخرَ يقول: يا أستاذ يا أستاذ :فقالَ لهُ الأستاذ ماذا؟ فقال: نسِيَ المِلْح.
التلميذ رقم 1 آه ما أطيب كرابيج حَلَب!
التلميذ رقم 2 هل أكلت منها؟
التلميذ رقم 1 لا، لم أذُقها، ولكنّ معلّمي أكل منها وقال: إنها طيبة!

  • درْس بعنْوان: (أنّةُ طِفلٍ ضَريرٍ)من كتاب القراءة الرشيدة:  
    يا أُمَّ ما شكلُ السّماء وما الضِّياءُ وما القَمَر؟  
     بِــــــــجَمالِها تتــــــــحدَّثونَ ولا أرى منـــــــــــــــــها الأَثــــــــــــــَر   
    هــــــــــــــــــــــــــــل هذه الدُّنيا ظلامٌ في ظَلامٍ مُستَمرّ؟  
    يا أمَّ مُــــــــــــــــــدّي لي يدَيكِ عسى يُفارِقُني الَضَّجَر  
    عُكّازَتي هِي ناظري هل في جمادٍ من بَصَر؟
  •  العِلمُ في الصِّغر كالنقشِ على الحَجَر.

  • قُبَيلَ نهاية هذه المرحلة انتقلت والأسرة إلى منزل بُنِي بأرض تخصنا مكان العمارة الحالية بالحارة.

  • اللغة الإنجليزية كانت تُدرّس من الصف الرابع بكتابَي القراءة (Reader1, Reader2)(R1,R2)، مع كُتَيّب (مرفق) (Companion) به الكلمات المستجدة ومعناها باللغة العربية مع أسئلة لكل درس، والكتابان (R3, R4) والمرفق، للصف الخامس، والكتابان (R5, R6) مع المرفق للسادس، والكتاب  (R7) بدون المرفق للصف السابع، وعلى التلميذ استنتاج معاني الكلمات المستجدة وتكون داكنة (بولد) من سياق القراءة، والأسئلة موجودة في آخِر كل درس.

  • كانت الدراسة بالصف السابع في منزل لآل القدرة بحارة الفرا شمال البلدة.

من قصائد شِعرية (poetry) كان مقررا حفظها بالصف السابع لا تزال محفوظة بالذاكرة:

If you meet a fairy
Don’t run away
She wouldn’t want to hurt you
She’ll only want to play
A lily of a day
Is fairer far in May
Although it fall and die that night
It was the plant and flower of light

  • في أواخر هذه المرحلة وفي عُطلة نهاية العام كنت أذهب والأهل إلى القرين على طريق رفح الشرقية يرافقنا المرحوم جدّي (الحاج علي) لِجمع اللوز للإستهلاك والبيع مع فواكه أخرى (لوزيات وعنب وغيره). (انظر الصورة رقم 7 ).

(7) المرحوم الجد الحاج علي عثمان الاغا

  • خلال شهر سبتمبر من كل عام كنت أذهب للبحر مع بعض أبناء العمومة لصيد السِّمّان (الفِرّي) بالشِّباك.

مرحلة التعليم الثانوي(1945-1950 ) 5 سنوات:

  • تم الإلتحاق بمدرسة الإمام الشافعي الثانوية بغزة وهي الوحيدة آنذاك في حينه من رفح جنوباً حتى غزة شمالاً. كان المبنى عبارة عن عنابر للجيش البريطاني، تم تحويلها إلى فصول يدرس بكل منها حوالي 30 طالباً، وكان مدير المدرسة حينها أ.ممدوح الخالدي (غزة) ويُدَرس اللغة الإنجليزية للسنة الثانية الثانوية، ومن المدرسين بالمدرسة أكرم برزق(غزة)، فريح أبومحفوظ(بئر السبع) لغة إنجليزية، توفيق أبو سمرة(غزة) وحنفي فرحات(الجورة) رياضيات، جرار القدوة(خان يونس)، رامز فاخرة، حسن النخالة(غزة) لغة عربية، إبراهيم سكيك(غزة) تاريخ-جغرافيا، الشيخ محمود سرداح (جباليا) دين.(أنظر الصورة 8).

(8) شهادة الثانية الثانوية

نبذة عن عالم الذرّة والرياضيات (حنفي فرحات):

  • ولد في قرية الجورة قُرب المجدل عام 1926 وبرز بتفوُّقه منذ الصِّغر، بعد إنهاء دراسته الإبتدائية انتقل إلى المجدل لتكملة دراسته الثانوية، ثم اختير لتكملة دراسته الثانوية بالقدس وحصل على شهادة التعليم العالي الفلسطيني بامتياز وعمره 16عاماً، ثم أرسلته حكومة الإنتداب البريطاني في بعثة تعليمية للرياضيات إلى ويلز في بريطانيا، ولصغَر سِنه أجّل بعثته التعليمية فتوجه إلى غزة عام  1948 ليعمل مدرساً للرياضيات بمدرسة الإمام الشافعي الثانوية.

  • اتجه بعدها ليكمل بعثته التعليمية في جامعة شيفيلد في بريطانيا حيث حصل على البكالوريوس في الرياضيات على الترتيب الأول، ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراة بمرتبة الشرف عام 1953، عُيِّن بعدها محاضراً في الرياضيات حيث تخصص في الذرّة، وتنقل بين بريطانيا وأمريكا وكندا إلى أن استقر به المقام في كندا عالِماً فلسطينياً مبدعاً في علوم الذّرّة والرياضيات.

  • كانت مادة النجارة نظرياً وعملياً مُقررة بالسنة الأولى يقوم بها مدرس من آل الخطيب من المجدل.

  • الإقامة طوال مدة التعليم بالقسم الداخلي بمقابل مادي بجوار المدرسة، ويشرف على القسم المعلِّمَين جرّار القدوة وحنفي فرحات.

  • زملاء من الطلاب من (خان يونس) سليمان الأغا، محمد علي الفرا، يحيى اللحام، ومن (غزة) رجا وعبدالله ترزي، فهمي زمّو، فؤاد ظريفة، ومن (رفح) إبراهيم شحده زعرب وحسين زايد قشطة، ومن (بئر السبع) عبد ربه أبو معيلق.

  • كان الباص وسيلة المواصلات الوحيدة ذهاباً وإياباً من وإلى خان يونس.

  • قبل عام 1948 من كان ينهي مرحلة التعليم الثانوي بنجاح يُمنح شهادة التعليم العالي الفلسطيني "المتريكوليشن"، ومن كان ترتيبه الأول والثاني يُسمح له باستكمال تعليمه بالكلية العربية أو الرشيدية أو الإبراهيمية بالقدس، ومنهم شكري شبير وجرير القدوة رحمهما الله التحقا بالكلية العربية عامي 1934 و1935 على التوالي، كما التحق الخال أمين سليم الأغا بالكلية العربية عام 1942 ، وبعد انتهاء دراسته توجه إلى مصر والتحق بكلية الطب بجامعة القاهرة عام 1948 ، وبعد التخرج عام 1956 توجه إلى خان يونس، وافتتح عيادة بمنزل الحاج أحمد مصطفى الأغا، وبعد عامين غادر إلى الخارج لاستكمال تعليمه العالي.

  • أما المرحوم حيدر مصطفى الأغا فقد التحق بالكلية الإبراهيمية عام 1945حيث أنهى دراسة السنتين الأولى والثانية ونظراً لحرب عام 1948عاد لمسقط رأسه والتحق بمدرسة الإمام الشافعي الثانوية بغزة حيث حصل على الثانوية العامة بالعام 1949-1950 (في عهد الإدارة المصرية) والأسئلة من مصر وبمشاركة مراقبين مصريين وفلسطينيين، وتم التصحيح في مصر، وكان هناك إمتحان شفهي للُّغة العربية والإنجليزية إضافة للتحريري.

  • قبل عام 1948  كان يُقام سنوياً إستعراض رياضي بتجمع الفِرق الرياضية بلواء غزة بمدرسة الإمام الشافعي بغزة، ولماجاء دور فريق السباق في الجري ظهر الرياضيون بملابسهم الرياضية ناصعة البياض وفي مقدمتهم مدربهم أ. عبد الكريم عبد المعطي وكان أسمر البشرة، أراد مقدم الإستعراض الشاعر أستاذ اللغة العربية المرحوم رامز فاخرة  وصف المشهد الرياضي الرائع، فقال مازحاً: ما هذه الحمائم البيض اللواتي يقودهن غراب أسود! ونظر إلى وجه مدرب الفريق فرآه عابساً، ونظراً لسرعة بديهته استدرك الموقف ليسترضي قائد الفريق قائلاً:


الناس تعشق من خالٌ بوجنته              فكيف بي وحبيبي كله خالُ

(الخال تعنى الشامة بالوجه)

 فالتهبت أكف الجماهير بالتصفيق الحاد، وانطلق عبد الكريم يقفز ويتوثب، وبقيت هذه الفكاهة وهذا الموقف في ذاكرة المعلمين والطلاب لسنين عديدة.  

  • في أوائل عام 1948 تقرر تدريب عسكري بجميع مدارس اللواء الجنوبي وحفر الخنادق بها نظراً لقرب انسحاب بريطانيا والذي بدأ فعلا ًفي15 مايو وانتهى في 30 يونيو 1948.

  • عام 1949-1950 كنا أول دفعة نتقدم لامتحان التوجيهي بالنظام المصري وهي المَرّة الأولى التي تقدم فيها 77 طالباً نجح منهم 41 طالباً والكاتب أحدهم، وقد حصل حيدر على الترتيب الأول على ج.م.ع. والسودان والقطاع والتحق بكلية الطب بجامعة القاهرة حيث تخرج عام 1957 بتقدير "جيد جداً,عمِل بعيادات الوكالة بالقطاع لمدة عامين، ثم توجه إلى الكويت وعمل طبيبأ بالجيش الكويتي، وترأس وفد الخدمات الطبية  في حرب عام 1967 ثم غادر إلى القاهرة والتحق بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كما عمل مديرا لمستشفى فلسطين بالقاهرة. (أنظر الصورة رقم 9,10).


(9) رقم الجلوس

(10) امتحان شهادة الثانوية الكيمياء لسنة 1950

حرب عام 1948:
  

  • في 15-05-1948بدأت بريطانيا الإنسحاب من فلسطين و دخول حوالي خمسة عشر ألف جندي من قوّات الجيوش العربية من مصر، سوريا، الأردن، العراق، ولبنان والسعودية، علاوةً على ذلك مجموعات من المتطوعين(جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي) إلى فلسطين للدفاع بجانب الفلسطينيين، وبعد تدخل من بعض الدول الكبرى فُرِضت الهدنتان الأولى والثانية في 1 يونيو و15 يوليو على التوالي على طرفي النزاع وأوقفت الحرب بعد سيطرة كيان العدو على نحو 78% من الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة عليها بما فيها الجزء الغربي من القدس. فى 15 مايو 1948.

  • وقد لجأ للقطاع ما يزيد عن 200 ألف نسمة من المدن والقرى الفلسطينية المجاورة بعد تشريدهم منها وإحتلالها بتواطؤ دولى.

  • سبق تعيين السويدي الكونت فولك برنادوت وسيطاً دولياً لفلسطين من قِبل الأمم المتحدة والذي قدم تقريره المتضمن:
    • جعل مطار اللد وميناء حيفا حُرّين وإعطاء العرب منفذاً لهما.
    • تدويل القدس.
    • النقب للعرب.

  • في اليوم التالي لتقديم التقرير تم اغتيال الوسيط الدولي من قبل دولة الإحتلال على خلفية تقريره.

  • بناءً على قرار وزير الحربية المصري رقم 277 بتاريخ 08 سبتمبر 1948 وبموافقة الأمم المتحدة، تم وضع القطاع تحت إشراف الإدارة المصرية، ولاحقاً تم تعيين اللواء أحمد إسماعيل مديراً للتربية والتعليم وأصبح المنهاج المصري هو المتبع بالمدارس.

  •  كان عدد سكان غزة فى عام 1948 حوالى 320 ألف نسمة فى بقعة من الأرض مساحتها 350كم2 تقريباً.

  •  في 31-08-1955 حصلت غارة إسرائيلية على مركز شرطة خان يونس راح ضحيتها ستةٌ وثلاثون شهيدا منهم الشهيد مصطفى سليم الأغا الذي كان يعمل على جهاز اللاسلكي بالمركز بالإضافة إلى ثلاثة عشر جريحاً.

مرحلة التعليم الجامعي (1950–1954) 4 سنوات:

  •  كان القطار هو وسيلة المواصلات الوحيدة إلى مصر في ذلك الوقت، والمسافر يلزمه تصريح سفر من الإدارة المصرية للحاكم العام بغزة يُختم بالقنطرة يوم السفر.

  •  الطالب المسافر من بيته بخان يونس إلى محطة القطار مشياً على الأقدام يرافقه بعض الأقارب وكذلك عند العودة.

  •  لم يكن هناك تنسيق مسبق للقبول بالجامعة، قدّمت طلباً إلى كلية الزراعة بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً)، تمّ قبولي بكلية الزراعة في شبين الكوم بالوجه البحري، إلا أنه بمساعدة د. جميل من العريش المحاضر بكلية الزراعة بجامعة القاهرة وصديقٌ للعائلة تم تحويلي خلال أسبوع.

  • السكن بالسنة الأولى بالشقة (1) بالعمارة رقم (9) بشارع المقياس بالروضة مع الخال أمين وحيدر (بكلية الطب) وسليمان إسماعيل (بكلية العلوم) وكان إيجارها الشهري ثمانية جنيهات مصرية وكانت غير مفروشة.

  • في العام الجامعي 1952–1953 قام الإتحاد العام لطلبة فلسطين بالقاهرة بتشكيل فرقة كشّافة وكنت أحد أفرادها، والذي قام بالتدريب حينها رئيس الإتحاد المرحوم بإذن الله ياسر عرفات الطالب بكية الهندسة بجامعة القاهرة في حينه، وكان التدريب بجامعة القاهرة والقفز من أعلى الأسوار، ومن تعليماته عبارته المشهورة (عاوزَك تِطَلّع من الأرضِ مَيّه) دلالة على قوة الضرب بالقدم على الأرض، وشاركَت الفرقة باستعراضٍ في ميدان التحرير بمناسبة مرور عام على ثورة 23 يوليو(أنظر الصورة 11).

(11) الكشاف

  • السكن بالسنة الثانية وحتى الرابعة بالجيزة قرب كلية الزراعة مع المرحوم رضوان الأغا ومحمد صقر وسليمان اسماعيل الأغا ويحيى اللحام.

  • كان بالكلية المرحوم الزميل فهمي الترك بالسنة الثالثة والذي بعد تخرجه عمل مديراً للزراعة بغزة.

  • كل أول شهر كنا نتسلم منحة ستة ج. م. من سلاح الحدود مع مبلغ مكمل يرسله المرحوم بإذن الله الوالد. (أنظر الصورة 12).


(12)

  • بالسنة الثالثة بالكلية تسلمت كوبون ثلاثة أمتار صوف بسبب التفوق بالدراسة فصلتها بدلة.

  • كُنا مُعفَون من الرسوم الجامعية.

  • بالبكالوريوس حصلت على تقدير ممتاز أربع مواد وثلاث مواد جيد جداً وثلاث مواد تقدير جيد والتقدير العام "جيد جداً". (أنظر الصورة 13).


(13)

  • حصلت على مستخرج بمواد السنة الرابعة من الكلية يفيد التخرج لاستخدامه للتوظيف.

  • جدّي المرحوم الحاج سليم دعاني ثاني يوم الوصول للبلدة على الغداء. (أنظر الصور14).


(14) المرحوم الجد الحاج سليم حسين الأغا

ثالثًا: مراحل العمل والحِلّ والتَّرحال:

العمل مدرساً بمدرسة خان يونس الثانوية للبنين (1954–1958 )4 سنوات:

  •  في شهر سبتمبر من العام 1954 باشرت العمل بتدريس مادة الأحياء لطلاب التوجيهي, من العائلة تلك السنة هاشم يوسف، نظام أحمد تخرّجا طبيبان فيما بعد، م. عدنان عيد أنهى كلية الزراعة الذي أصبح فيما بعد مختار العائلة، كما قمت بتدريس مادتي الأحياء للسنة الثانية والكيمياء للسنتين الأولى والثانية.

  • كلفني المدير حينها أ. سامي أبو شعبان (غزة) رحمه الله تلك السنة بتوصيل أسئلة نهاية العام الدراسي إلى ثانوية رفح والإشراف على الإمتحانات وكذلك العام التالي ولكن إلى ثانوية دير البلح.

  •  تم الزفاف في أغسطس 1956 إلى رفيقة الدرب، وكان الفرح على سطح العمارة التي نقيم بها حالياً في خان يونس.

حرب 29 أكتوبر1956:

  •  حدثت حرب أكتوبر على خلفية تأميم قناة السويس في 26-07-1956 والعدوان الثلاثي على مصر من قِبل فرنسا وبريطانيا وكيان العدو، حيث قام الأخير باحتلال القطاع في 3 نوفمبر وكذلك سيناء والجولان، توجهت والمرحومة إلى البحر وأعداد كبيرة من المواطنين من خان يونس طلباً للأمان المؤقت، وبعد أيامٍ معدودة عُدنا إلى البلدة، وفي يوم سمعنا نداءً من قوات الإحتلال لتجمع الشباب في ساحات محددة، وتوجهت إلى ملعب المدرسة الثانوية وجرى البحث عن المطلوبين، في نفس الوقت جرى تفتيش المنازل وقتل كل من وجدوه بها من الشباب، ومنهم أبن العم خليل (أبووائل) والعم أبو عثمان في بيت كل منهما، وآخرون تم تجميعهم عند سور القلعة وبلغ من تم إعدامهم على يد قوات الإحتلال في ذلك اليوم حوالي 500 شهيدٍ رحمهم الله جميعا.

  •  خــلال الإجازة الصيفية من ذلك العام انتدِبت للعمل بمكتب الزراعة بخانيونس من 09-07 حتـــــى 30-09- 1956 للإشراف على تصدير البطيخ واللوز إلى السعودية بمنح شهادة منشأ وتصدير للمصدِّرين.

  •  جرى إنسحاب القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد في 23-12- 1956 و تم نشر قوات دولية على الحدود مع مصر، وانسحب العدو بدوره من القطاع في 07-03-1957، وطُرِح على مستوى دولي وضع القطاع تحت وصاية دولية، قامت بعدها إحتجاجات  شعبية معارضة استمرت حوالي أسبوع للمطابة بعودة الإدارة المصرية، والتي عادت في 14-03-1957 وابتهج الشعب بذلك.

  •  قدّمت طلباً للبعثة التعليمية السعودية عام 1957 بغزة.

العمل مدرساً بالمملكة السعودية (1958-1959) سنة فقط:

  •  بعد الموافقة على الطلب سافرت في بدء العام الدراسي للعمل بمدرسة "شقراء الأولى" التي تبعد عن الرياض حوالي 200 كم، والسكن كان مع مدرسين من الضفة الغربية وقمت بتدريس العلوم واللغة الإنجليزية للصف السادس.

  •  قدّمت طلباً للعمل بوزارة الزراعة ولم تتم الموافقة لأني كنت أعمل مع وزارة التعليم ولم أجدد العقد وعُدت بنهاية العام إلى القطاع.

العمل بوزارة الإصلاح الزراعي في سوريا (1959- 1964)5 سنوات:

  • سافرت في أغسطس 1959 لزيارة معرض دمشق الدولي السابع وقدمت طلباً للعمل بالوزارة المذكورة، وبعد الموافقة وقّعت العقد وتمّ تعييني بمديرية الإصلاح الزراعي بدير الزور،حيث عملت مديراً للشئون الزراعية لتطبيق قانون الإصلاح الزراعي الذي صدر في بداية الوحدة بين سوريا ومصر في 22 فبراير 1958، وتُدار هذه الأراضي بوضع الخِطط السنوية اللازمة من آليات وأسمدة وبذور وغيرها، ثم تُملّك للفلاحين بعد بحثهم اجتماعيا.

  •  في حال المبيت في الجولات الزراعية يكون عند بعض الوجهاء لعدم وجود فنادق بالأرياف.

أول وحدة بين مصر وسوريا في التاريخ المعاصر:

  • بعد ثورة 23 يوليو1952وتحديداً في أواسط العقد الخامس من القرن الماضي، أبدت الجماهير السورية اهتماماً بالثورة المصرية خاصةً التوجه الإجتماعي للثورة ومحاربة الإقطاع، واستمرت الإتصالات بين وفود من كلٍّ من الشعبين لتقوية "ميثاق الضمان الإجتماعي" ولقي هذا الشعار ما يستحقه تقديراً لدى القوى الوطنية السورية التي شجعت دعوة حزب البعث إلى الإتحاد بين مصر وسوريا باعتبار أنهما البلدان الأكثر تحررا ًمــــن غيرهما، حيث أُبـــرِم اتفاق بين الــــــدولتين فـــي22-02-1958 تحت مسمى (الجمهورية العربية المتحدة)، وتم توحيد برلمانَي البلدين في مجلس الأمة، وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح حكومة موحدة بالقاهرة، مع إطلاق إسم (الإقليم الشمالي) على سوريا، و(الإقليم الجنوبي)على مصر.

  • وقد صدر قانون الإصلاح الزراعي رقم 161 في 27 سبتمبر 1958 بتحديد الحد الأقصى الذي يحتفظ به المالك لنفسه بمساحة ثمانون هكتاراً مروياً أو ثلاثمائة هكتار بعلي(كل 1هكتار= عشرة دونمات) وللأبناء بحد أقصى أربعة بمساحة عشرة هكتارات لكل فرد  مروي او ثلاثون بعلياً.أُنهِيت الوحدة بانقلاب عسكري سوري في 28-09-1961.

  • أعلنت سوريا عودة اسمها السابق "الجمهورية العربية السورية" واحتفظت مصر باسم "الجمهورية العربية المتحدة" الى غاية عام 1971 عندما سُمّيت باسمها الحالي"جمهورية مصر العربية".

العودة إلى غزة (1964-1967) 3 سنوات:

  • في أواخر عام 1964 عُدت والأسرة إلى خان يونس للإستقرار.  

  • عام 1965 اشتركت مع شريكين آخرين باستئجار قطعة أرض قرب المدرسة الثانوية شمال البلدة وبناء برج حمام وحظائر لتربية الأرانب والدجاج داخل أقفاص خشبية وسافرت إلى مصر لشراء آلة تفقيس البيض.

  • بعد حوالي سنة بِعت حصتي بالمزرعة إلى شريكَيَّ الآخرين.

  • في عام 1965 تم فتح مكتب للزراعة بخان يونس وعُيّنت مديرًا للمكتب، كما تم تعيين م. عبدالعزيز أبو شمّالة رحمه الله بالمكتب، وكنا نقوم معاً بزيارات ميدانية لبعض مزارع المزارعين.

حرب 5 يونيو 1967:

  •  صباح 5 يونيو1967 توجهت و م. عبد العزيز إلى بيارة الشيخ سليم شُرّاب في جورة اللوت شرق خان يونس للمعاينة مشياً على الأقدام لعدم وجود سيارة للمكتب، وعند مركز التموين قرب محطة التحلية أول طريق رفح، سمعنا قصف بالطائرات ورجع كل منا إلى منزله وكان بدء الحرب على الجبهتين المصرية والسورية حيث تم احتلال قطاع غزة، الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، سيناء والجولان خلال ستة أيام.

  •  يوم 18-6 تم النداء لتَجَمّع الشباب في أماكن محددة بالبلدة توجهتُ إلى ساحة السينما بحارة شُرّاب،  وبعد عملية فرز من اليهود ، جرى توجيهنا كمجموعة شباب إلى الباصات ولم أكن أعرف من يجلس بجانبي حيث  طُلِبَ من الجميع تشابك الأيدي فوق الرأس ومنع الإلتفات يميناً أو يساراً، والحارس عند الباب بسلاحه،  بعد حوالي ثماني ساعات وصلنا القنطرة عند قناة السويس ونزلنا من الباصات وجلسنا على الأرض وساحت الزفتة تحت أقدامنا من شدة الحر، والأيدي لا تزال متشابكة فوق الرءوس، وبعد مفاوضات اليهود مع الجانب المصري عبرنا بالمعدية قناة السويس إلى الجانب الآخر وبعدها إلى مديرية التحرير بمصر.

المعاناة بمديرية التحرير(أسبوع):

  •  المديرية مشروع زراعي تحت الإنشاء حينها تنفذه روسيا مُقسّم إلى مزارع بكل مزرعة (هيكل مبنى على العظم) كنت أنا والمرحومون بإذن الله الخال جاسر وعصام سعيد وكامل الشوربجي (أبو أكرم)، ومعنا فايز الشوربجي وزكريا قاسم، تم توزيع جردل حديد لكل مجموعة لكمية الفول اليومية وتولى المهمة زكريا، والمبيت بالغرف والتي كانت أرضيتها ترابية وعند النوم يضع كل واحد منا حذاءه تحت رأسه كوسادة.

  •  استمرت تلك الحال حوالي أسبوع تم خلاله توجيه كل من كان موظفاً بغزة إلى الجهة المناظرة لعمله، وتم توجيهى للعمل بمصلحة البساتين التابعة لوزارة الزراعة بجوار جامعة القاهرة.

  •  الإبعاد القسري عن خان يونس في 18-06-1967 كان سببا مباشرًا في تغيير مجرى حياتي والأسرة.

العمل بمصلحة البساتين بالقاهرة (1967-1971 ) 4 سنوات:

  •  بعد العودة للقاهرة للعمل بالمصلحة توجهت أنا وابن العم (رمضان علي) رحمه الله إلى منزل أبناء العم غسان عبدالله  و د. هاشم بمنيل الروضة وبقينا حوالي ثلاثة شهور.

  • في أكتوبر 1967 التحقَت بي الأسرة عن طريق عمان والنقل كان مجانياً على الخطوط الأردنية،  وكنت استأجرت شقة مفروشة بالمنيل بمبلغ ثمانية عشر ج. م شهرياً، وتم تنسيب الأولاد والبنات للمدارس.

  • زارنا م. فؤاد شقيق المرحومة عام 1968 قادماً من الكويت.

  • في 4-09-1969 بلغني وفاة شقيقتي ولم أستطع السفر لوداعها وتقبل العزاء بسبب الإحتلال بسيناء والقطاع.

  • إستمر الحال حتى صيف 1971 حيث كان شقيق أم حسام رحمها الله محمد سالم في طرابلس بليبيا، وكان مدير مكتب المنظمة حينها م. سليمان الشرفا (أبو طارق) وكان زميلي في الدراسة بكلية الزراعة، وأخبره محمد بوضعي، أبلغني أبو طارق لمقابلة وزير الزراعة  الليبي الذي سيكون بالقاهرة في يوم وفندق محدد ولديه معلومات عني.

  •  قابلت الوزير وأخبرني بالموافقة للعمل بالوزارة ، وبعد تبليغي رسميا سافرت والأسرة الى طرابلس في شهر اغسطس 1971.

    التالي: العمل في ليبيا.....

اضغط هنا للتعرف على المرحوم المهندس الزراعي قاسم صالح علي عثمان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد