شارة النصر بقلم سمر زكريا الأغا
...و فجأة بدأت الأمطار الغزيرة بالتساقط بعد جفاءٍ طويل وأخذ المطر ينهمر كعقدٍ من اللؤلؤ الأبيض في لوحةٍ فنيةٍ رائعة من إبداع الخالق جلَ شأنه... تظهر عشق السماء لللأرض ... وشوق الأرض للسماء...وأخذت الأشجار تتراقص على أغنية المطر بتمايلٍ خجل..
أسرع ألي طفلي الصغير والفرحة تغمر وجهه الملائكي قائلا :أمي أمي السماء ُتمطر ..لقد تصالحت فتح وحماس.حدقت في وجهه البريء ..و للحظات لم أستوعب ما يقول وسرعان ما عدت بفكري الى الوراء قليلاً حين أطلَ علينا فصل الشتاء وأطفالي ينتظرون المطر بشوقٍ شديد ولكن المطر يأبى إلاَ أن يجافينا وأطفالي يسألونني يوماً بعد يوم :ماما ألسنا في فصل الشتاء! إذن لم لا تمطر؟ فأجيبهم قائلة :لأن الله تعالى غاضبٌ علينا بسبب التناحر بين فتح وحماس وأطلب منهم أن يبتهلوا إلى الله عزوجل بأن يهدي الطرفين ويؤلف قلوبهم.
آه يا طفلي الحبيب حتى أنت يا سؤدد القلب ومهجة الفؤاد يتوق قلبك لأن ترى وطنك موحدًا!!
يا الله أترانا نعود لنقائنا وطهارتنا وجذورنا الطيبة! أنعود حيث كان دمنا خط أحمر لا يمكن لأحد مهما كان أن يتجاوزه! يوم كانت البندقية التي تخطئ بوصلتها بندقية مرفوضة مشبوهة ومأجورة ! أترانا نلفظ تلك الفرقة التي سُفكت خلالها دماؤنا بأيدينا وساوينا بين دماء أبنائنا ودماء أعدائنا! يوم حُولت حرمة الدم إلى شعارات للإستهلاك الإعلامي والمزايدات التي تتشدق بها القيادرات السياسية من هنا وهناك!
آه يا أمهاتنا اللآتي إنشطرت قلوبكن إلى نصفين وأنتن تشاهدن أبناءكن وكل يحمل خنجره يريد أن ينقض على أخاه ويسفك دمه بلا خجل.فكل منهما قد تشبع بثقافة ظلامية غريبة عنا قائمة على إنكار الغير وتغليب المصلحة الحزبية فوق الوطنية واللجوء للسلاح لحسم الخلاف. وقد نسوا أن فلسطيننا موجودة قبل فتح وحماس ومن جاء قبلهم من الأحزاب وسوف تبقى بعدهما ولن يختصر معنى الوطن ويجير ليعني حزباً أوجماعة ففلسطين ليست فتح ولن تكون حماسا إنما هي التراب الذي لم يزل تحت قيد الإحتلال وهو الشعب الذي لم يزل على عهده بالكفاح.
ولعل ما نسمعه هذه الأيام من لقاءات هنا وهنا بين الإخوة المتناحرين يجعلنا نرى وسط كل هذا الظلام الدامس بصيصاً من نور أو شعلة من أمل تضيء بعضًا من الطريق ولعله يكون قارب نجاة في وسط هذا البحر الهائج.
وحينئذ سيكون لشارة النصر معنىً حين ترفعها يا صغيري لأننا سنكون حينها قد إنتصرنا على أحقادنا وأطماعنا وستعود إلينا مبادؤنا ومعالينا التي نسيناها وسيكون هذا هو الإنتصار الأعظم...إنتصارنا على شيطاننا.
(اللهم أصلح ذات بيننا..وألف قلوبنا..واهد ولاة أمرنا..وبِِدل خصامنا وحدة وأزل البغضاء من قلوبنا يا ذا العرش العظيم)
[1] د. يحيى زكريا اسعيد الأغا | تقدير واحترام | 19-02-2009
[2] رحمة عبد الباسط محمد الأغا | شكر وتقدير | 21-02-2009