بسم الله الرحمن الرحيم
تاجٌ وجمال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
إن من مكارم الأخلاق التي بُعثَ بها محمدٌ صلى الله عليه وسلم ذلك الخلقُ الكريم خُلقُ الحياء؛ الذي جعلهُ النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان وشعبةً من شعبه، ولا ينكر أحدٌ أن من الحياء المأمور به شرعاً وعرفا إحتشامَ المرأة وتَخَلُّقَها بالأخلاقِ التي تُبْعِدُها عن مواقع الفتن ومواضع الريب.
وإن مما لاشك فيه أن احتجاب المرأة المسلمةِ بتغطيةِ وجهها ومواضع الفتن منها لهو من أحسن ما تتحلى به؛ لما فيه من صونها وإبعادها عن الفتنة.
ومن وراء افتراضه حِكمٌ وأسرارعظيمة وفضائلُ محمودةٌ وغاياتٌ ومصالحُ كبيرةٌ منها:
مكارمُ الأخلاقِ, وحفظُ العِرض, وطهارةُ قلوبِ المؤمنين والمؤمنات, وعمارتها بالتقوى وتعظيمِ للحرمات.
والحجاب أيضا علامةٌ على الحرائر العفيفات في عفتهن وشرفهن وبُعدهن عن دنَس الريبة والشك. وصلاحُ الظاهر يدل على صلاحِ الباطن, وإن العفاف تاجُ المرأةِ وما رفرفت العفة على دار إلا أكسبتها الهناء.
وسأذكر لكم قصةً بين شابٍ مُسلمٍ. وأمرأةٍ أُوربيةٍ في أحد المطاراتِ أثناءَ فترةِ إنتظار الرحلات الجوية، سألت الأوروبية إمرأةً مُسلِمةً لماذا ترتدي النساءُ الحِجاب؟.
رد عليها الشابُ المسلمُ بِسُؤالٍ أيضاً: عندما تذهبين إلى السوقِ إلى شراءِ الفاكهةِ؛ هل تشترين الثمار المكشوفةَ المُعَّرضةَ للذُبابِ والأترِبة وعبَثِ الأيدي غيرِ النظيفة؟ .
أجابتِ الأوروبيةُ قائلةً:أشتري منَ الفاكهةِ النظيفةِ المُغطاة.
فابتسمَ الشابُ النابِهُ قائلاً:
هكذا أجبت أنتِ بنفسِك عنْ سُؤالك!....
فضحِكت المرأةُ إعجابا بالمنطق الإسلامي في صَوْنِ جمال المرأة وعفافها وطهارتها بالحِجاب.
وَقد كشفت آخر الأبحاثِ المتعلقة بسرطانِ الجلد أن المرأة التي تكشف أجزاءً من جسدها تتعرض للإصابة بالسرطان بنسبةٍ كبيرة. و نشرت العديدُ من الصحف الطبية أبحاثاً حول هذا الأمر. فقد جاء في المجلة الطبية البريطانية أن السرطان الخبيث والذي كان نادر الوجود أصبح اليوم في تزايد مستمر، وتكثر الإصابة بهذا المرض الخبيث عند الفتيات المتبرجات اللواتي يكشفن معظم أجزاء جسدهن!.
كما بينت البحوثُ الطبية المتعلقة بهذا المرض أنه يبدأ كبقعة سوداءَ صغيرةٍ على الجلد؛ ثم يتطور ويكبر وينتشر في كل اتجاه؛ ويهاجم العُقَدَ اللمفاويةَ في أعلى الفخذ؛ ثم يقفز ويستقر في الكبد أو يستقر في مختلف أعضاء وأجهزة الجسم.
هذا المرض ينتقل إلى الجنين في بطن أمه، ومن أخطار هذا المرض أنه لا يستجيب للعلاج بالأشعة مثلُ بقية أنواع السرطانات، ولا يمكن علاجُه بالجراحة. ولذلك فقد جاء النهي النبوي عن التبرج وإظهار الجسد قبل ألف وأربع مئة سنة!!؛ وتلكَ واحدةٌ من المَعْجِزاتِ النبَوِيةِ التي لا تَزالُ تَشهدُ بِعَظَمَةِ دينِ الإسلامِ وأنهُ سبلُ الخلاصِ للبَشَريةِ كُلِّها.
فاحْرصِي أُختي المسلمةَ على حجابِك الشرعيِّ الذي يحققُ العفافَ بشروطه وضوابطه التالية:
أن يستُر جميع البدن.
أن لا يكون زينةً في نفسه.
أن يكون سميكاً غير شفاف.
أن يكون واسعاً غير ضيقٍ.
أن لا يكون فيه مشابهةٌ للباسِ الرجالِ أو الكفار.
أن لا يكون معطراً.
أن لا يكون لباسَ شُهْرَةٍ.
واللهُ الموفق
[1] سامح عبد القادر الاغا | بارك الله فيكى | 04-03-2009
[2] ايمان فتحي خالد الاغا | تاج وجمال | 10-03-2009