بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
استوصوا بالمؤنسات الغاليات خيرا :
الذرية الصالحة التي يطلبها كل مسلم بل كل إنسان، تكون من الإناث كما تكون من الذكور، واقتضت حكمة الله أن يرزق من يشاء ما يشاء، يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ويجمع لآخرين الذكور والإناث ويبتلي آخرين بالعقم، فلنسأل الله الذرية الصالحة ولا نشترط عليه فهو أعلم بما يصلح لنا، قال تعالى: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) ، وتأمل كيف قدم الإناث وأخر الذكور، رداً على من كان يحقر من شأنهن، ويتنقص من كرامتهن، ولا يعاملهن إلا كآلة يستعملها السيد الرجل ثم يرميها أنى شاء!!!.
ويخطئ في مجتمعاتنا من يحتقر البنات، حتى إذا رزقه الله بنتا أو بنتين أو ثلاثة أو أكثر تأفف وشكا وقلَّل من شأنهن وضجر ودعا بالويل والثبور، وهذه عادة جاهلية حري بالمؤمن والمؤمنة أن يتجاوزاها. قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ، فَأَدَّبَهُنَّ، وَزَوَّجَهُنَّ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، فَلَهُ الْجَنَّةُ»”، وعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ: «مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ» وَضَمَّ أَصَابِعَهُ ”. ضمان منه عليه الصلاة والسلام. فتربية البنات بالإحسان نجاةٌ من النيران ورفقةٌ للنبي العدنان في وسط الجنان.
وقال الشاعر: أحبّ البنات، فحبّ البـنـات فرضٌ على كلّ نفسٍ كريمة
لأن شعيباً لأجل الـبـنـات أخدمه الله موسى كلـيمـه
واعلم أن كل شيء في هذا الوجود إنما يقع بتقدير الله تعالى، وله في ذلك الحكمة البالغة، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وما قضى الله لك من رزق بهؤلاء البنات، فلعلك تنال به الخير الكثير في الدنيا والآخرة،
يكفيك أخي شرفا بأن رزقك من جعلهن الله سببا لفضل عظيم تنفق من أجله الدنيا كلها ولا تدركه. وإن تسرب إلى قلبك أخي المسلم أختي المسلمة شيء من الحزن على أن رزقك الله البنات فأنت تجهل فضل المزية التي خصك الله بها. وليحذر المسلم من التسخط على ذلك لأنه من أخلاق أهل الجاهلية التي ذمها الله تعالى بقوله: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ..
من الناس من لم يجد لا ولدا ولا بنتا، يتمنى لو رزقه الله ولو بنتا واحدة ، فكيف أنت أخي وأنت أختي رزقك الله بنات مؤنسات؟
المؤنسات الغاليات : عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَكْرَهُوا الْبَنَاتِ، فَإِنَّهُنَّ الْمُؤْنِسَاتُ الْغَالِيَاتُ»”، سبحان الله! مؤنسات للوالدين وللأزواج من بعد وللأبناء وللأمة جمعاء، ولا أُنس في الدنيا من غير بنات، يوجد الأنس بوجودهن وينقطع بانقطاعهن. بل هن الأنس ذاته. وغاليات بما وهبهن الله من رِقة وحنان وإحسان وقدرة هائلة على التربية برفق ومودة وعفة… وغاليات لمن أحسن إليهن دخل بهن الجنة، والجنة غالية…
فليسعد أبو البنات بمؤنساته الغاليات وليرض، بل وليشكر الله تعالى على فضله واختياره وإحسانه. فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا آباء بنات، وإنه لا يدري المرء أين الخير، وكم من أب فرح يوم أن بُشر بمقدم ولد ذكر ثم كان وبالاً عليه، وسبباً لتنغيص عيشه، ودوام همه وغمه،
وعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: («مَنْ وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ، فَلَمْ يَئِدْهَا، وَلَمْ يُهِنْهَا، وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا - يَعْنِي الذَّكَرَ - أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ») رواه أحمد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وحسنه الشيخ أحمد شاكر ..
وعن عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: («مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَأَطْعَمَهُنَّ، وَسَقَاهُنَّ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» )، وفي رواية الترمذي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ لم يحدد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عددا من البنات، فقال: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ ابْتُلِيَ بِشَيْءٍ مِنَ البَنَاتِ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ": هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ , (ت) 1913 [قال الألباني]: صحيح) .
وفي هذه الأحاديث تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم على حق البنات على آبائهم أو من يقوم على تربيتهن، وذلك لما فيهن من الضعف غالباً عن القيام بمصالح أنفسهن، وليست القضية طعاماً ولباساً وتزويجاً فقط، بل أدباً ورحمة، وحسن تربية واتقاءً للهِ فيهنَّ، فالعَوْل في الغالب يكون بالقيام بمئونة البدن، من الكسوة والطعام والشراب والسكن والفراش ونحو ذلك، وكذلك يكون في غذاء الروح، بالتعليم والتهذيب والتوجيه، والأمر بالخير والنهي عن الشر، وحسن التربية، وهذه فائدة جمع الروايات في الحديث .
قال النووي: " ومعنى عالهما قام عليهما بالمؤنة والتربية ونحوهما " .
وقال ابن باز: " وهذا يدل على فضل الإحسان إلى البنات والقيام بشئونهن، رغبةً فيما عند الله ـ عز وجل ـ فإن ذلك من أسباب دخول الجنة والسلامة من النار، ويُرْجَى لمن عال غير البنات من الأخوات والعمات والخالات وغيرهن من ذوي الحاجة فأحسن إليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن أن يحصل له من الأجر مثل ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم .
قال بعضهم :البنات افضل من الاولاد (و كلهم خير)
1. البنت تتودد الى الاب وتخطف قلبه بذكاء بعكس الولد يتمرد على أبيه ويذهب عقله.2. غير مزعجات كأن على رؤوسهن الطير، بعكس الولد.3. اذا ربيت ثلاث بنات فأحسنت تربيتهن دخلت الجنة، واذا ربيت ثلاثة عيال دخلوك قسم الشرطة.4.. اذا احسنت للبنت كانت لك سترا من النار.5. البنت تفهم ابوها من نظرة ، الولد تكلمه سبع لغات ما يفهمك.6. تطبخ وتكنس وتدرس وتوفر، الولد ما فالح الا يقول: "وين المصروف" 7 تعطي للولد مصروف خمسمائة ريال فيرجع لك بمصيبة. وتعطي لبنتك مائة ريال فتوفر منها وتشتري لك هدية . 8 إذا توظفت تصرف معاشها على البيت 9. قد تمرض وابنك مشغول عنك بينما ابنتك تذرف الدموع وترعاك وتسهر عليك !
يحرص الوالد على أن يزوج ابنته وله أجر كبير، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عال ثلاث بنات، فأدبهن، وزوجهن، وأحسن إليهن، فله الجنة) [سنن أبي داود 7/ 459] حسن لغيره . وأن يزوجها من رجل صاحب دين وخلق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد)، قالوا: يا رسول الله، وإن كان فيه؟ قال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه)، ثلاث مرات. [سنن الترمذي 3/ 387]. [قال الألباني]: حسن لغيره , فالوالد مطالب بأن يتحرى عن الخاطب لابنته، ويسأل الثقات من الناس عن التزامه بدينه وخلقه، فإذا شهدوا له بالدين والخلق زوجه، وإلا فلا يجوز أن يزوجها لإنسان فاسق لا يتق الله تعال فيها، وينبغي على الوالد أن يسأل عن دين الخاطب وخلقه قبل أن يسأل عن وظيفته أو داره، ولا يحل للوالد أن يمنع البنت حقها في الزواج لأي غرض كان سواء أكان طمعاً في مالها أم فكراً منحرفاً عنده، أم عادة سيئة، لقول الله تعالى: (فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ) البقرة/ 232.
قال الامام موفق الدين ابن قدامة : "إن رغبت – يعني البنت- في كفء بعينه، وأراد تزويجها لغيره من أكفائها، وامتنع من تزويجها من الذي أرادته، كان عاضلاً لها. فأما إن طلبت التزويج بغير كفئها، فله منعها من ذلك، ولا يكون عاضلاً لها بهذا؛ لأنه لو زوجت من غير كفئها، كان له فسخ النكاح، فلأن تمنع منه ابتداء أولى." [المغني لابن قدامة 7/31]،
- وهذه بعض القصص في هذا المعنى
قصة باللهجة المحلية : أبو البنات ينام متعشي
صديقان أحدهما اسمه فهد والآخر اسمه عيسى...تزوج الصديقان في ليلة واحدة من امرأتين فاضلتين وبعد فترة رزق كل منهما بمولود في الأيام نفسها...عيسى رزق بولد فذهب إلى صديقه فهد يسأله: ماذا ولدت لك زوجتك؟ قال فهد: الحمد لله فإن زوجتي وضعت لي بنتا جميلة وبصحة جيدة أسميناها نورة... قال له عيسى وبكل شماتة : أما أنا فإن زوجتي وضعت لي ولدا وأسميته محمدا والناس تسميني الآن أبو محمد، وليس أبو نورة ها ها... ، مضت الأيام وحملت زوجة فهد وحملت زوجة عيسى ووضعت الزوجتان في الوقت نفسه تقريبا... عيسى رزق بولد آخر فذهب إلى صديقه فهد يسأله: ماذا ولدت لك زوجتك هذه المرة؟ قال فهد: الحمد لله فإن زوجتي وضعت لي بنتا جميلة ثانية وهي وأمها ولله الحمد بصحة جيدة... ضحك عيسى وهو يقول بكل شماتة: أما أنا فإن زوجتي قد وضعت لي ولدا آخر... هل تعرف ماذا يعني هذا؟ قال فهد: لا لا أعرف ماذا يعني... قال عيسى: يقول الأولون بأن من تلد له زوجته بداية ولدين متتالين فإنها تكون قد حللت مهرها... يعني زوجتي طالعة علي ببلاش ها ها...
مضت الأيام أيضا وحملت زوجة فهد وحملت زوجة عيسى ووضعت الزوجتان في الوقت نفسه تقريبا... عيسى رزق بولد ثالث ، فذهب إلى صديقه فهد يسأله: ماذا ولدت لك زوجتك في هذه المرة ؟ قال فهد: الحمد لله فإن زوجتي وضعت لي بنتا جميلة ثالثة وهي ولله الحمد وأمها بصحة جيدة...قهقه عيسى بصوت عال وهو يقول وبشماتة: أما أنا فإن زوجتي قد وضعت لي ولد ثالث ... هل تعرف ماذا يعني هذا؟ قال فهد: لا لا أعرف أخبرني أنت... قال عيسى: من يكون عنده ثلاثة أولاد فإنهم يكونون له مثل ركائز الموقد يضع عليهم قدر الأكل... أنا يجلس قدري أما أنت يا أبو البنات فلا يمكن أن يجلس قدرك ها ها... قال فهد: الحمد لله على عطاياه... إنا له لشاكرون.
مرت السنين والأعوام وكبر فهد وكبر عيسى وكبر الأولاد وتزوجوا وأسسوا بيوتا لهم . وكبر البنات وتزوجن وانتقلن إلى بيوت أزواجهن... وكبرت زوجة فهد وأصبحت لا تقوى على عمل المنزل... وكبرت زوجة عيسى وكذلك هي أصبحت لا تقوى على عمل المنزل... وفي أحد الأيام مر فهد على صديقه عيسى فوجده جالس في الظل خارج المنزل وهو في حالة مزرية... جسمه منهك وضعيف جدا وملابسه رثة ومهملة ، فسأله: ماذا أصابك يا صاحبي؟ ولماذا جسمك هزيل وثيابك متسخة إلى هذا الحد؟ أجابه عيسى : أنا الآن كبير في السن ولا أعمل... وأولادي الثلاثة قد تزوجوا وكل واحد بنى له منزلا خاصا وانتقل... وزوجتي أصبحت امرأة كبيرة في السن لا تقوى على عمل المنزل من طبخ وغسيل ولا يوجد لدينا من يخدمنا أو يطعمنا غير أهل البر والإحسان ، ولكن أشوفك يا فهد جسمك سمين ونظيف وملابسك نظيفة ومكوية وأنت مثلي بناتك تزوجوا وتعيش في البيت فقط مع زوجتك التي لا تقوى على عمل المنزل... قال له فهد: شوف يا صديقي... ابنتي الكبيرة تحضر إلى منزلنا في الصباح وفي يدها فطورنا تطعمنا وتحممنا وتغسل ملابسنا ثم تعود لمنزلها... وابنتي الوسطى تحضر لنا في الظهر وتجلب لنا الغداء وتكوي ملابسنا ثم تعود لمنزلها... وابنتي الصغرى تحضر إلى منزلنا في الليل وفي يدها عشاءنا... تعشينا وتحممنا وتنومنا وتغطينا... هل تعرف ماذا يعني هذا؟ قال عيسى : لا لا أعرف ماذا يعني... أجابه فهد: هذا يعني بأن أبو البنات ينام وهو متعشي ، وأبو الأولاد ينام على جوع ها ها .
- توبة مالك بن دينار ، قصة رائعة ومؤثرة
يقول: بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضرب الناس .. أفعل المظالم .. لا توجد معصية إلا وارتكبتها .. شديد الفجور .. يتحاشاني الناس من معصيتي.
يقول: في يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله .. فتزوجت وأنجبت طفله سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي وقلت المعصية في قلبي .. ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر .. فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين . وكأن الله يجعلها تفعل ذلك .. وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي .. وكلما اقتربت من الله خطوه .. وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي.. حتى اكتمل سن فاطمة 3 سنوات ، فلما أكملت .. الــ 3 سنوات ماتت فاطمة ، يقول: فانقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء .. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان ... حتى جاء يوما فقال لي شيطاني: لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب ، فرأيتني تتقاذفني الأحلام . حتى رأيت تلك الرؤيا رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار. وزلزلت الأرض .واجتمع الناس إلى يوم القيامة .. والناس أفواج ... وأفواج .. وأنا بين الناس ، وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار يقول :فأرى فلانا هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شدة الخوف ، حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار ، يقول: فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤيه) وكأن لا أحد في أرض المحشر .. ثم رأيت ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شدة الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاً .. فقلت: آه: أنقذني من هذا الثعبان ، فقال لي .. يا بني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن اجر في هذه الناحية لعلك تنجو ..فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت: أهرب من الثعبان لأسقط في النار ، فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب ،فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي ... وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن اجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو ، فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون: يا فاطمة أدركي أباك أدركي أباك ، يقول:: فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات تنجدني من ذلك الموقف فأخذتني بيدها اليمنى .. ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شدة الخوف ، ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا ، وقالت لي : يا أبت أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ الحديد 16 ، يقول: يا بنيتي .. أخبريني عن هذا الثعبان!!
قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامة..؟ يقول: وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً ، ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيرة ما كان هناك شيء ينفعك .
يقول: فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يا رب.. قد آن يا رب, نعم أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ . يقول: اغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله
يقول: دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ . ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين ، هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل .. ويقول :إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا ؟ اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار ، وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول: أيها العبد العاصي عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك ...أيها العبد الهارب عد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة .
القصة الثالثة : اللهم ارزقنا السابعة.: رجل يرزق بالبنات فكانت عنده ست من البنات ، وكانت زوجته حاملاً فكان يخشى أن تلد بنتاً وهو يرغب بالولد.. فعزم في نفسه على طلاقها إن هي جاءت ببنت! ونام تلك الليلة فرأى في نومه كأن القيامة قد قامت وحضرت النار ، لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) الحجر ، فكان كلما أخذوا به إلى أحد أبواب النار وجد إحدى بناته تدافع عنه وتمنعه من دخول النار حتى مر على ستة أبواب من أبواب جهنم، وفي كل باب تقف إحدى البنات لتحجزه من دخول النار سوى الباب السابع ، فانتبه مذعوراً وعرف خطأ ما نواه وما عزم عليه فندم على ذلك ودعا ربه وقال اللهم ارزقنا السابعة.
ومن أراد المزيد من هذه القصص الشيقة وأمثالها فعليه بموسوعة القصص فسيجد فيها ان شاء الله ما يسره وما ينفعه.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أخوكم / ياسين طاهر الأغا