الأسماك وهجرتها
كتب الحاج م. قاسم الأغا (أبو حسام)
مقدمة:
تنتمي الأسماك لفصيلة الفقاريات المائية وتعيش طوال حياتها في الماء، وتموت بمجرد إخراجها منه. تعتمدالاسماك على الأوكسجين الذائب في الماء للتنفس بواسطة الخياشيم، وهي من ذوات الدم البارد، وتسبح بواسطة الزعانف البطنية والظهرية الموجودة على أجسام أغلبها بالإضافة للزعنفة الذيلية التي تتحكم باتجاه السباحة. منها ما يعيش في البحار والمحيطات أوالمياه العذبة كالأنهار والبِرك. معظمها يتغذى على النباتات والطحالب والعوالق وكذالك على الأسماك الصغيرة وبعضها مفترس. الاسماك حرشفية الجلد معتدلة الحرارة، وبعضها صغيرة الحجم لا يتجاوز بضعة ملم وبعضها يصل طوله 17 م.، تتفاوت كثيراً في الحجم والشكل واللون، وبعضها له حاسة شم قوية كما تمتلك حاسة بصر حادة. يمكن حفظها بالتمليح أوالتجفيف أوالتدخين.
التركيب العضوي لجسم السمكة:
الجسم: يبدأ خلف الغطاء الخيشومي وينتهي عند بداية الزعنفة الذيلية، ويحتوي على الأعضاء الداخلية.
الرأس : يحتوي على العينين قريبة من أعلى الرأس بالأسماك التي تعيش قرب القاع، والبعض قد توجد على جانبي الرأس في الوسط.
الأنف :لها فتحتان تقومان بالشم عن طريق الفم للدم الداخل إليها وما تحمله من رائحة، حيث يدخل الماء من فتحتي الفم ليمر بالخياشيم التي تستخلص منه الأوكسيجين، وفي بعض الأحيان تحتضن فيه البيض لحين الفقس، كما تستخدمه لحماية اليرقات عند الإحساس بالخطر.
الفم: يختلف شكله كثيراً في الأسماك حيث يقوم بوظيفتين رئيسيتين التغذية والتننفس.
الخياشيم: وهي جهاز التنفس، ويغطيها غطاء يُقفل عند دخول الماء ويُفتح عند خروجه منها .
التركيب الكيميائي لجسم السمكة:
يختلف من نوع لآخرمن الأسماك وذلك بحسب العمر والتغذية، وفي المتوسط يكون التركيب كالتالي:
- ماء 65 - 75 %
- بروتين 16-18%
- دهن 1-5%
- عناصر معدنية 1-3%
تصنيف الأسماك:
قَسَّم العلماء الأسماك إلى فئتين رئيسيتين هما: الأسماك العظمية والأسماك الغضروفية .
خصائص الأسماك العظمية: الإسم العلمي:Osteichthyes
- تشكل 95% من الأسماك المعروفة عالمياً.
- لها هيكل عظمي داخلي مع وجود نسبة قليلة جداً من الغضاريف.
- لديها فم وأسنان عديدة (وبعضها عديمة الأسنان).
- لديها مثانة عَوم في معظم الأحيان تساعدها للبقاء قرب سطح الماء حتى لو كانت ساكنة.
- يحتوي الجلد على غدد مخاطية وقد توجد قشور جلدية، كما يغطى بحراشيف متراكبة فوق بعضها.
- زعانفها مزدوجة.
- تستند خياشيمها التي تتنفس بها بأقواس خيشومية عظمية يعلوها غطاء واقي صلب لحمايتها.
- تعتمد في التكاثر على وضع كميات كبيرة من البيض وتتركها دون أي حماية لصغارها، والإخصاب خارجي.
- منها ما يعيش في المياه العذبة كالأنهار والبحيرات، ومنها مايعيش في البحار الضحلة وأعماق المحيطات.
- أمثلتها البلطي - الهامور - السالمون.
خصائص الأسماك الغضروفية: الإسم العلمي: Chondrichthyes
تشكل نسبة ضئيلة من باقي الأسماك حوالي 5%.
الهيكل غضروفي تماماً، يدعم الجسم والأعضاء الداخلية .
تعيش في البحار والمحيطات.
الفم بطني به أسنان قوية.
الجلد مغطى بحراشيف درعية ولديها نتوءات صغيرة بالجلد.
ليس لها مثانة للعوم وأكبادها زيتية لتمكنها من الطفو.
الجنسان منفصلان، بعضها بياضة وتضع عدد قليل من البيض، وبعضها ولود كما في القِرش.
لها زعنفتان صدريتان وحوضيتان.
أسماك القرش لها حاسة شم قوية جداً تستدلُّ بها على فريستها.
هجرة الأسماك:
تعتبرهجرة الأسماك من عوامل الحِفاظ على حياتها بالغريزة الفطرية التي تتوارثها جيلاً بعد جيل إما من أجل:
توفر الغذاء في أماكن أخرى.
الإنتقال إلى حياة تقل فيها نسبة الملوِّثات.
وضع البيض.
للبيات الشتوي.
بسبب عوامل بيولوجية:
مثل تطور الحالة الجنسية للأسماك.
مقدار الدهن المخزن بالجسم.
تغييرات في ضغط الدم.
بسبب عوامل طبيعية:
مثل درجة الحرارة.
التيارات المائية.
الضغط الجوي.
الهجرة وتكوين السِّرب:
لعل السالمون من أشهر الأسماك التي تهاجر إلى أعالي الأنهار (مياه عذبة) للتكاثر ووضع البيض ثم تبدأ الهجرة المعاكسة نحو البحر لتوفر الغذاء. ترتبط الهجرة بقابلية السمك للتجمع في سِرب، منذ طور اليرقة وتتطور مع نموها، وحينما يصل طولها حوالي 10 سم يتم تكوين سِرب له خواص مشتركة.
يتم التكاثر بتخصيب البيض داخليا ويغلف الذي يوضع في الماء بقشرة سميكة أو بقشرة رقيقة وتبقى بالجسم حتى الفقس، ومعظم أنواع الهجرة تبدأ قبل وضع البيض في نهاية الشتاء مثل بعض أنواع السالمون.
أنواع الأسماك:
أسماك سطحية والتي تعيش في المياه السطحية بين الساحل والمسافات البعيدة داخل البحر مثل الرنجة والتونة.
أسماك ساحلية وهي أسماك تتجول في مسافات قريبة من الساحل مثل أسماك العائلة البورية.
أسماك تتميز بقدرتها على التكيف للمعيشة في المياه ذات الملوحة العالية منها القاروص.
أسماك تتوالد في البحر وتعيش في المياه العذبة مثل ثعبان السمك، وبعض أسماك العائلة البورية .
أسماك تعيش في البحر وتتوالد في المياه العذبة للبحث عن الغذاء مثل ثعبان السمك.
أسماك تعيش في البحر وتتوالد في الأنهار وتعيش في البحرللغذاء ثم تتجه للأنهار للتوالد مثل السالمون.
أسماك تعيش في المياه العذبة ولا تضع بيضها إلا في المياه المالحة وبالعكس.
أكثر الأسماك شهرة:
الأسماك المستخدمة في الغذاء :مثل التونه والسالمون والسردين حيث ساعد كِبَر حجمها وطراوة لحمها وسهولة طبخها على الإقبال المتزايد على استهلاكها، وكذالك الأسماك المعلبة والمجمدة والمجففة.
الأسماك (الطائرة) : وهي التي تستطيع القفز من الماء بواسطة زعانفها للهرب من أعدائها، لها زعنفتان صدريتان كبيرتان نوعاً ما، وأُخريتان بطنيتان أصغر حجما بحيث تعيش على عمق بسيط تحت سطح الماء، وزعنفتها الذيلية مشقوقة وطرفها السفلي أطول قليلأً ومتماسك بحيث يساعدها على القفز من الماء، ولها عينان منقسمتان بحيث تستطيع رؤية ما فوقها وما تحتها وتساعدها على الخلاص من أعدائها من الأسماك الكبيرة والطيور.
ألأسماك المستخدمة في الصناعة: تستخدم لجودتها في تصنيع الغِراء واستخراج زيت السمك وأعلاف الدواجن والمواشي.
أسماك المختبرات: يستخدم العديد من الباحثين الأسماك الصغيرة في أبحاثهم وتجاربهم مثل الإسبرط الذهبي.
الأسماك المفترسة: أهمها أسماك القِرش كونها أكبرها حجماً وأقواها.
أسماك الزينة: وهي مل ونة بألوان عدة و يتم تربيتها لدى بعض الهواة بوضعها في أحواض زجاجية أو أي إناء، ويجب العناية بنظافة أحواض التربية، وتوفير الأغذية من المحلات المعتمدة، وتغيير الماء كل أسبوعين حفاظاً على حياتها.
الأهمية الغذائية للأسماك:
للأسماك قيمة غذائية عالية، وتمتاز بأنها مصدر للبروتين الحيواني، ويعد من أسهلها هضماً، كما أنه سريع الإمتصاص، ويحتوي كذلك على عناصر معدنية كالفسفور واليود والكالسيوم والمغنيسيوم وغيرها، كذلك يحتوي السمك على دهون تختلف نسبتها حسب النوع وموسم الصيد، فبعضها يحتوي على نسبة عالية قد تصل 20% تقريباً كالسردين والبوري والسالمون، وبعضها يحتوي على نسبة دهن منخفضة تتراوح من 2 – 5 % أو أكثر كالهامور والبلطي والجمبري، وبعضها يحتوي علي الفيتامينات الذائبة في الدهون (زيت السمك) مثل فيتاميني D & A.
كذلك تمتاز بعض الاسماك بإحتوائها علي نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة خاصة (اوميجا 3) الذي يساعد علي خفض مستوى الكوليسترول، وبالرغم من ارتفاع القيمة الغذائية للأسماك إلا أنها من الأغذية الحساسة بسبب سرعة فسادها، نظراً لوجود الأنزيمات في لحومها، علاوة على وجود الميكروبات الملوِّثة لها. هذا وقد أكدت بعض الأبحاث العلمية أن أكل السمك مقليا ًيفقده مادتة المفيدة وهي (أوميجا 3)، وأن تناوله مشويا يحقق قيمته الغذائية والسلامة الصحية.
المصادر:
- الأسماك العظمية – وكيبيديا الموسوعة الحرة.
- الأسماك الغضروفية – ويكيبيديا الموسوعة الحرة.
- الأسماك الغضروفية – الموسوعة العربية.
- موسوعة الأسماك. هجرة الأسماك – ويكيبيديا الموسوعة الحرة.
- هجرة الأسماك – السالمون من المحيط الى النهر.
- الأسماك وهجرتها وتكوين السِّرب.
- تكوين الأسراب والهجرة – عالم الأسماك.