الحمد لله، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ، والحمد لله الذي جعل الموت راحة للمتقين الأبرار، ينقلهم من دار الهموم والغموم والبلاء والأكدار، دار الغضب والوَصَب والأذى والبأساء والمضار، دار الآلام وأنواع الأسقام وصنوفِ الأخطار، ينقلهم إلى دار الرحمة والسرور والفرح والاستبشار، دار الصحة والبهجة والعزّ والقرار، دار الملك والخلد والبقاء وجوار المحسن العزيز الغفار.
رحل ولحق بتلك القافلة، بتلك الكوكبة الذين غادرونا قبل أيام قلائل قبل أن يغادرنا عام 2020 ، هذا العام الذي شهد وما زال يشهد على أحداثٍ مؤلمة ومتتالية.
أثناء اللقاءات العائلية وفي المناسبات العامة ما إن يُذكر اسمه حتى تتنافس الأفواه وتتسابق في الحديث عن حياته الحبلى بالمواقف التي إن دلّت على شئ فإنها تدلّ على ذاك النسل الأصيل الذي تفوح منه نسائم الرجولة والشهامة، بدايةً من جمهورية مصر مروراً إلى الجماهيرية الليبية وصولاً إلى جماهيره من أبناء وطنه في مسقط رأسه، له من اسمه نصيب فتجد فيه البشاشة والصلاح والمروءة والإصلاح، سمعت من أصدقاءه والمقربين منه عن مواقفه النبيلة لكل من يقصده، وكان لا يدّخر جهداً إلا ويبذله في خدمة أبناء عائلته وغيرهم.
(كان صلاح .. لما راح الدكتور صلاح .. كنا زمان مع صلاح .. المهم وكنا كلنا متجمعين عند صلاح...) وهكذا!!!! لمن لم تشاء له الظروف بأن يتعرف عن قرب مثلي عليه فإن سيرته تؤدي هذا الغرض، الوعكة الصحية التي اقتحمت جسمه لم تمهله طويلاً علّ في ذلك أمرا، أما عن فترة فراش المرض فقد كانت مرعبة لكل أحبابه وأقرباءه وخاصة عند زيارة الأطباء في حال ساءت حالته الصحية، رويداً رويدا حتى خرجت الروح إلى بارئها.
صديقيّ نجلا الفقيد أ. نعمان وأ. حاتم ،عظم الله أجركم وغفر لميتكم، نعم الأبناء البارّين بوالديهم، ونعم الثمرة الطيبة التي غرساها والداهم حتى أثمرت وأينعت.
زوجة وكريمات الفقيد أسأل من بيده ملكوت السموات والأرض أن يقذف في قلوبكنّ الصبر وحُسن السلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون ،،،