بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
صدق الله العظيم
إلى جنات النعيم يا نعيم
بقلم: حسام عثمان الأغا
الحمدلله رب العالمين حمد الصابرين الشاكرين، الحمدلله الذي لا يحمد سواه، الحمدلله آناء الليل وأطراف النهار، الحمدلله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، يا رب لك الحمد والشكر عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة تشفع لنا بها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
اليوم وفي صباح الـ 24 من مايو2021 كنا على موعد مع سماع خبر صعب أليم، ثقيل رغم إيماننا بالله وإيماننا بقضاء الله وقدره، وإيماننا بأن مآلنا الموت، فحدوثه قرب أم بعد إلا بد أنه آت لا محالة، ودّعنا الدكتور نعيم ياسين الأسطل الأخ الحبيب والصديق الحميم، والرجل الشهم الكريم، المبتسم دوماً، الرجل ابتلاه الله بالفايروس الخبيث كورونا، أي فايروس هذا الذي جعلنا نفقد الكثير الكثير من أحبائنا وأعزائنا، يتسلّل للجسم فينهكه، مرض أبكانا كثيراً على أحبة كرام عاشوا معنا وبيننا، لم يمهلهم كثيراً، فنخر أجسادهم وهتك أعضاءهم، رحماك ربي بهم جميعاً، فيا رب إنك تعلم بأنهم آمنوا بك وصبروا على أصابهم فجازهم خير الجزاء وأدخلهم الجنة بغير سؤال ولا سابقة عذاب.
لقد ودّع القطاع وخان يونس رجلاً حبيباً، إنساناً دكتوراً، محباً لعمل الخير، متواضعاً نقي الصورة والسريرة، يحمل الطيبة والخير بين جنباته، عاش راضياً مرضياً لوالديه محباً وباراً بهما، وكذلك بأخواته وأخوته وأبنائهم وبناتهم وجل أبناء عمومته، يلقاك بابتسامته الهادئة، وبصوته الهادئ، فما إن تذكره رحمه الله إلا وتتخيل صورته بابتسامته المعهودة وبهيئته الجميلة، وإن تحادثه فبحديث المؤدب الودود الخلوق يبادلك، يسأل ويطمئن على جميع المعارف والأحباب، قريب من القلب، تحبّه بمجرد معرفته، فما بالك بالتقرّب منه والتعامل معه وتبادل الحديث معه، اللهم اجعل ابتسامته صدقة وتقبّلها منه وأدخله جنتك بها، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال، قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: "لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" وعنه أيضاً "تبسمك في وجه أخيك صدقة.." أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام.
رحماك ربي بأبي هاني الهني الرضي، عاش صادقاً مع نفسه ومع غيره، وهنا لا ولن ولم أنس خصلة وميزة تميّز بها، له من الخبايا مع الله ما له، فتح الله عليه باباً من الرزق فحفظه وحفظ حق الله فيه وكان سبباً في فتح أكثر من بيت من بيوت المقربين والموظفين والمستورين، لا يتحدّث عن ذلك أبداً ويعتبره حقاً من حقوقهم عليه وعلى ما تفضّل الله عليه به من نعم، فزاد الله نعيماً بسطة في الرزق والنعم، عرفته منذ ما يقارب الثلاثين عاماً ولم ينقطع لا الاتصال ولا التواصل ولا الزيارات فقد زارني هنا في بيتي أكثر من مرة، هذا الرجل رحمه الله قام بفتح مشاريع صغيرة شبه خيرية لا تعود عليه بشيء إلا أنها تفي بحاجيات الموظفين والعاملين فيها، فهو رجل نظر بعيداً فأجاد توجيه دفة بيته نحو الصلاح والفلاح له لأسرته ولعائلته ولأحبابه، اللهم إنك تعلم بأن نعيماً كان محباً للخير وللناس وكان من خير مَن أعطيته وفتحت عليه فأكرمه ووسّع مدخله وجازه بالحسنات إحساناً وعن السيئات عفواً وغفراناً، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
خالص التعازي وصادق المواساة لنا جميعاً فاليوم أعزي نفسي وآل الأسطل جميعاً، والعزاء موصول لزوجته الأصيلة ولآل البطة الكرام وأبنائه الدكتور هاني والدكتور حمزة وأ.فراس وكريماته أ.خلود وأ.مجد وأ.لينا، وأخوته المهندس هاني والدكتور سليمان وأ.حسين وأ.محمد وأ.ربيع وزوجاتهم وأبنائهم وبناتهم، وأخواته وأزواجهن وأبنائهن وبناتهن وأبناء عمه وعمومته وكل مَن له حق عليه، اللهم اربط على قلوبكم أجمعين، كان الله في عونكم وصبّركم على ما ابتلاكم به، فقد فقدتم ما أحببتم فابتلاكم الله وسيكرمكم بإذنه تعالى، عزاؤنا واحد وألمنا واحد.. اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله، وأحسن ختامنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه.. إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا حبيبنا يا أبا هاني لمحزونون ولن نقول إلا ما يرضي ربنا عزّ وجل: إنا لله وإنا إليه راجعون.
بقلم: حسام عثمان الأغا