مقالات

خواطر مهداة إلى الأخ بسـام الأغا بمناسبة فوزه في المجلس الثوري- الحاج أبومسعود

بسم الله الرحمن الرحيم

 "خواطر" مهداة إلى الأخ "بسـام عبد الله الأغا" بمناسبة فوزه في انتخابات
المجلس الثوري لحركة (فتح)

 

      

تهنئة من الأعمـاق من قلبنا المشتاق
محبكم تـواق لشخصكم ترياق
للأخ المصـداق بسّامنا السّباق
الشهم والعمـلاق سفيرنـا الـذّواق
نزل في السباق

صعد إلى الأفاق

تجمّل بالأخلاق تبارك الخلاّق
 يشجـع الوفـاق يحترم الرفـاق
لا يعرف النفـاق لا يقبل الشقاق
يحارب الأبواق  يناهض الأنفاق
يبادل الأشـواق  يؤلمـه الفـراق
العرس و الصداق يسير في المساق
المال و الأسواق تجوز في النطاق
يفادي بالأعنـاق القدس و البراق
يسجّل في الميثـاق بالحبر و الأوراق
تبـارك الخـلاّق تبارك الرزّاق


سعادة السفير
بسام الأغا

  • في شهر سبتمبر(1993) وفي غمرة الاستعدادات الرسمية للعودة لأرض الوطن الغالي وبينما كانت اللقاءات مستمرة والاجتماعات متواصلة قي (تونس الخضراء) بين القيادات الفلسطينية التاريخية وبين وفود من داخل الأرض المحتلة ومن مناطق الشتات المتعددة ، جاءتني دعوة رسمية لزيارة تونس لمقابلة رئيس الدولة والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية بعدما اتضحت معالم الطريق إلى فلسطين كما كان يرددها دائما رئيسها الياسر المثابر رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته...

  • كان في تونس آنذاك الأخوان مجيد الأغا وبسام الأغا يعملان قي القيادة ويقيمان معا في الموقع المتقدم وكان لهما دورهما البارز في تنظيم العمل مع الوفود الذاهبة إلى هناك استقبالا واستضافة وترتيبا لمواعيد اللقاءات ...والى جانبهما كان الأخوان ( سفيان غانم الأغا)"أبوغانم " و(صلاح الدين غانم الأغا)" أبو محمد" قدما من الإمارات العربية ضمن الوفود الزائرة والمدعوة أيضا حيث التقينا بهما بعد انقطاع طويل وعشنا معا في نزل ( ابن خلدون) في العاصمة ( تونس)..

  • كنت أعمل في ( ليبيا) منذ بداية الستينات في أول فوج ذاهب إلى ( ليبيا ) من قطاع غـزة مع النقطة الرابعة وهى تعبير ومصطلح متعارف عليه في اتفاقية استقلال ( ليبيا ) " وبعقد عمل مغترب" وهي صفة وميزة لا يحصل عليها إلا القلائل الذين يعملون ضمن هذه الاتفاقية إذ يسمح لهم بتحويل جزء من مرتباتهم لأهلهم وذويهم خارج ( ليبيا) ..

  • قامت الثورة في ليبيا في ( 1/9/1969) وأطلق عليها ثورة ( الفاتح) وأعتقد أن هذه التسمية لم تأت صدفة بل أنها استثمرت اسم( فتح) وثورتها التي انطلقت عام(1965) وارتفع نجمها وعلا أسمها وعظًم شأنها في فترة وجيزة..

  • دعوني أعود إلى تونس وبسرعة وكيف استطعت الوصول إليها رغم الحصار الذي كانت تفرضه الدول الكبرى على ( ليبيا) برا وبحرا وجوا وكيف كان يحظر على الطيران الليبي أن يطير في الأجواء الليبية والعربية ومحظور على الطيران الدولي الوصول إلى مطارات ( ليبيا).. كذلك كانت الحدود البرية بين ( ليبيا) و( تونس) مغلقة ومحرّمـة ولم تكن هناك إلا نافذة واحدة وصغيرة جدا أمام الداخل والخارج إلى ( ليبيا ) ومنها وهى نافذة بحرية عن طريق ميناء ( طرابلس ) البحري والى جزيرة ( مالطـا)..كانت المشكلة التي تواجه الفلسطيني هي ( وثيقة السفر المصرية) التى كانت تصرف لأهالي ( قطاع غزة) ولا تعترف بها حتى الجهة التي تصدرها وعلى هذا الأساس لا تسمح  لك الدول الأجنبية بدخولها ولا تمنحك تأشيرة مهما كان السبب..

  •  نريد الآن السفر الى ( مالطا) للخروج من ( ليبيا) اولا ثم لدخول ( تونس) ثانيا وهذا هو المهم...وبقينا حوالى شهر ونصف ويزيد ونحن نحاول الحصول على تأشيرة لدخول( مالطا) وأخيرا وعبر وساطات عديدة عربية وأجنبية استطعنا الحصول على تأشيرة لمدة أسبوع " تأشيرة مرور "دون توقف ...!!!

  •  بقيت الآن قضية السفر وكيفية حصولنا على تأشيرة " خروج وعودة" من الجوازات الليبية لآن العام الدراسي قد بدأ ولا يسمح بمنح الإجازات للمدرسين وخصوصا الأجانب !! وتدخلت إرادة الله وقدرته واستطعت الحصول على ما أريد وبشروط أيضا!!

  • وفي أواخر شهر (اكتوبر1993) ركبت الباخرة المالطية المتجهة إلى " مالطا" ليلا وكانت رحلة عاصفة ومغامرة ولم يسبق لنا أن واجهنا لها مثيلا في حياتنا الهادئة نوعا ما في أثناء وجودنا في الاغتراب..

  • طوال هذه الأيام وعلى مر شهري ( سبتمبر وأكتوبر) وأثناء وجودي في ( بنغازي وطرابلس ) و( مالطا الميناء ومالطا المطار) كان معى وعلى الخط مباشرة يتابع خطواتي خطوة بخطوة ويرشد من بعيد ويوجه بطريق لبق وأسلوب راق وبهدوء منقطع النظير شاب من شباب العائلة يعرف واجبه نحو عائلـتـه ونحو أحد أقاربه ، لن ينس المودة ولم ينس القرابة ولم يترك الأمر يسير حسب الصدفة وحسب الحظ.. وبارك الله في الأخ /(نبيل الأغا) " أبو خلدون" الذي يذكرنا دائما بما كان يقوله ( الإمام على كرم الله وجهه)" تحتاج القرابة إلى مودة ولا تحتاج المودة إلى قرابة " ...هذا الشاب الذي يحمل اسم العائلة كان يحمل مسئولية كبيرة على عاتقه ..تربى في احضان حركة وطنية رائدة قائدة ...كما تربى في أحضان والديه اللذان ربياه على الوفاء والصدق وحب الخير وحب الناس وفي مقدمـة ذلك مخافة الله وطاعتـه..

  •  ركبت الطائرة المتجهة الى مطار( تونس قرطاج) ليلا أيضا وبموجب توجيهات ذلك الشاب الذي لم اذكر اسمه بعد.. وكنت أخشى ما أخشاه الآ يسمح لي بدخول ( تونس) حيث لا أحمل تأشيرة دخول ولا أعرف أين سيكون مصيري إذا لم يكتب لي الله لقاء ذلك الشاب حسب ما اخبرني في الاتصال الهاتفي قبل صعود سلم الطائرة...

  •  مرت بي ساعات ثقيلة كانت في حياتي هي أطول ما عشت من أوقات وأزمان على مر الحياة !! لآننى كنت أفكر كثيرا في الاحتمالات المجهولة وكيف سيكون حالي .. وكانت ليلة السفر في الطائرة أشد وأقسى على نفسي من ليلة السفر بالباخرة على الرغم من أنها طائرة حديثة ومجهزة بكل وسائل الراحة للركاب...

  •  كل ركاب الطائرة كانوا يتحدثون بعضهم إلى بعض ويطلبون الشراب ويتناولون الوجبات إلا " راكبا واحدا" هو" الفلسطيني الوحيد" الذي يجلس في كرسي منفرد اخترته أنا بنفسي قريبا من مقصورة القيادة أحساسا منى بأنني لا أريد أن يعرف أحدهم سري المكنون أو يكتشف حالتي النفسية المتأزمة..

  •  اقتربت الطائرة من مطار ( قرطاج الدولي) حسب ما أعلنته المضيفة وطلبوا ربط الآحزمه والاستعداد للهبوط في المطار.. وكل هذه الأشياء كنت أستمع إليها باللغة الانجليزية وكأنني في حلم أو بالأحرى في" كابوس" لا أعرف كيف سينتهي ...

  •  ان رحمة الله وسعت كل شئ ..ولم اترك آية من الآيات التي أحفظها عن ظهر قلب إلا قرأتها وكنت متوضأ ولله الحمد وكنت أصلى جالسا .. وجمعت صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير ..ولم يفتى أن اصطحب معي كتاب الله الكريم في جيبي أتحسسه كل لحظة لأطلب معونة الله واستعيذ بالله  من الشيطان الرجيم ومن الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس...

  •  نزلنا بسلامة الله من الطائرة وفي يدي حقيبة صغيرة بها تذاكر السفر ووثيقة السفر وهى ليست " جواز سفر" بل هي أقل من هوية شخصية ...وأقول هذا الكلام للذين يشككون في قدرة الله وفي جهود الرجال الأفذاذ من أبناء فلسطين القادة الذين قادوا هذا الشعب ودخلوا به إلى ارض الوطن في عملية عودة إجبارية وليست اختيارية كما يسميها البعض عودة لأرض الوطن أجبر العدو على قبولها ويندم حتى الآن على الموافقة عليها وكيف تمت..

  •  هذه الفقرة السابقة اعتراضية كانت ضرورية لاننى اذكر بالمناسبة اننى ذهبت حاجا لبيت الله الحرام عام (2000)ومعي اسرتى بجواز سفر فلسطيني ومن مطار غزة الدولي ونزلنا في ( جدة) ونقلتنا طائرة فلسطينية من الخطوط الجوية الفلسطينية وعدنا إلى ارض الوطن بنفس الكيفية من مطار ( جدة) الدولي إلى مطار ( غزة) الدولي مباشرة ..دون أن ننزل من الطائر للتفتيش أو التحقيق كما كان يحدث للناس دائما أثناء خروجهم ودخولهم إلى ( غزة) .. وأين نحن الآن من ذلك الزمان... لقد أضعنا بأيدينا الفلسطينية كل ما أنجزناه وحققناه وأصبح في خبر كان!! "يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون" ....

  •  لم يتبق لي إلا أن اختتم قصتي ورحلتي بكلمة واحدة..هذه الكلمة هي دعاء لله بأن يحفظ الله ذلك الشاب الفلسطيني الذي يحمل اسم العائلة والذي يحمل أعباء الوطن والذي يشعر بالشعور العائلي الصادق وبالحس الوطني النبيل والذي تعارفنا على تسميته " أبو العبد" ...

"إنه الشاب " بسّام عبد الله يوسف الأغـا"

 

  • الذي كان في انتظاري على سلم الطائرة والذي كان على يديه بعد الله فضل عودتي وأسرتي إلى أرض الوطن هو ومن أسميتهم في مقدمة كلمتي من أبناء العائلة ..

  •  انـه البّسام الذي فاز فوزا عظيما في انتخابات المجلس الثوري حيـاه الله .." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

  •  وفي الحلقة القادمة سأروى لكم قصة أخرى مع الأخ/ " أبو العبد" مسرح أحداثها ( ليبيـا) في عقد الثمانينات من القرن الماضي إذا كان في العمر بقية والله ولى التوفيق....

 

                                    ( الحاج أبو مسعود)

 

  

اضغط هنا للتعرف على المرحوم أ. عاشور مسعود غانم الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد