بسم الله الرحمن الرحيم
تحية وفاء
إلى والدي
سئلت عن الوفاء قلت لهم ترونه في عيون الحاج قاسم صالح الآغا " ابو حسام " حفظه الله
سئلت عن الصدق قلت لهم ترونه في لسان الحاج " ابو حسام " ادامه الله
سئلت عن الإخلاص قلت لهم ترونه في معاملة الحاج " ابو حسام " رعاه الله
سئلت عن الحب قلت لهم ترونه في قلب الحاج " ابو حسام " اطال الله عمره
سئلت عن التضحية قلت لهم ترونها في سيرة حياة الحاج " ابو حسام " حفظه الله
لم يتهمني أحد بالمبالغة فيما قلت , فالوفاء يظهر بوفائه لرفيقة دربه والدتنا الحاجة المرحومة ام حسام . فلم ينفك يفكر كيف يحيي ذكراها بعمل الخير و مسابقة القرآن الكريم , ودائما يريد ان يحيي هذه الذكرى على ارض خان يونس الطاهرة لانها عشقت هذه الأرض , وكانت تتمنى ان تدفن فيها و هو دائم السؤال عن اوجه التبرع بماله و مالها لعمل مشروع دائم يخلد ذكراها على ارض الوطن الحنون مدى الحياة .
أما صدقه فاسألوا عنه الأخلاء و الأقارب و ابناء العائلة الكريمة في الوطن و الشتات , فأذكر العم " أبو مسعود " و الدكتور يحيى زكريا و السفير بسام الآغا و العديد غيرهم , فكان مثال الرجل الصالح مع نفسه و مع الآخرين .
أما إخلاصه في التعامل مع الآخرين يكتب فيه مجلدات يعجز القلم عن التعبير عنه : سألتني ابنتي " ليش جدو ابو حسام مش متل ايه حدا ؟ " سالتها " كيف , ما فهمت ؟ " فقالت " بيلعب معنا متل ما احنا بدنا مش متل ما هوّي بدّو " و اذا دققت في التعبير و هي حين جالسته و كان يلعب مع أولادي سنة 2005 و كان عمرها آنذاك اربع سنوات , وان دل هذا على شيء فانما يدل على شفافية تعامله مع الصغير و الكبير , فجعله محط الحب و التقدير من الجميع .
أما حبه لعائلته الصغيرة , اولاده و احفاده و اصهرته و زوجات الأبناء , فهو كبير كالنبع لا ينضب تعجز عن وصفه : فهو لا ينام و احدنا مشغول بمشكلة ما و لا يهنئ له بال اذا كان احد افراد عائلته يشكو شيئا فهو لا يسأل بل احساسه يدله بان ابنه او ابنته يشكو , فيسارع الى ايجاد الحل . أما علاقته باحفاده قوية , فهو الاخ الاكبر لهم لا الجد الصارم , يناقشهم و يستمع اليهم و يسدي اليهم النصح و يأخذ بأرائهم .
أما تضحيته في بناء العائلة الذي تطلب منه الجهد و العمل و المثابرة طوال 54 عاما , ولا زالت نصائحه بين اعيننا في كل عمل نقوم به و كذلك جميع اخوتي و اخواتي حسام , اياد , رياض , ايهاب , رندة , عزة . وهي التي أنارت لنا درب الحياة الصعبة فبالصبر و المثابرة و الأمل نشق طريقنا , فاستطاع ان يجمع سبع ابناء بسبع جنسيات مختلفة يجمعهم الحب و الحنان , و حب الوطن و الأرض , فالجنسية المكتسبة ليست الا للتنقل بين أصقاع الأرض و زيارة الإخوة و الأخوات في بلاد الشتات و هو الذي دائما يركز على صلة الرحم و ينصحنا باللقاءات المتبادلة ليتعرف اولاد العمات و الأخوال , و ليحيوا بيت الحاج ابو حسام الآغا العامر .
تحية اجلال و تقدير الى والدنا الحبيب , ومهما قلنا و فعلنا لا نوفي النذر اليسير من حبه الكبير و تضحياته الفذة : أدامك الله لنا ذخرا و جعلنا ابناء صالحين نوفيك حقك في الحب و التضحية و الوفاء , فلا زلنا نتظلل بظلك و نتغطى بعباءتك . و اذا تكرم و كتب قصة حياته فاني اؤكد أنها ستكون عبرة و درس لجيل كبير من الشباب الذي يفتقد في هذه الأيام الى مثل هذه الأخلاق .
أطال الله عمرك و ادامك لنا و للوطن
[1] سمر زكريا ابراهيم الاغا | كتبت فأصبت | 14-09-2009
[2] manar yousef ali alagha | الاقتداء بالصالحين | 15-09-2009
[3] محمد سالم بن علي حمدان الأغا | تحية وفاء للغالي أبو حسام | 15-09-2009
[4] مسعود عاشور ابو عبد الله | بن عاشور | 15-09-2009
[5] خيرية الشيباني | احباب الامس | 21-04-2022