يوم النكبة الفلسطيني والفلسطيني ......
تمر الأيام وتتوالى السنون و ها هو العيد الستين لإقامة دولة بني صهيون على أطلال شعبنا الفلسطيني المظلوم ....
يحتفل اليوم الكيان الصهيوني بمرور ستين عاما على قيام دولتهم العنصرية على أرض فلسطين العربية و الإسلامية ...
لقد جعل اليهود من دعاياتهم و ادعاءاتهم الكاذبة و الباطلة دولة اعترفت بها أغلب دول العالم , والتي قامت على أطلال و أشلاء شعبنا حتى تاريخه ... فلم تتوقف المؤامرات و الدسائس الصهيونية , لم يتوقف القتل و التدمير.. ولا الحرق والتشهير و التجويع والتزوير.
و ها هو اكبر رئيس دولة في العالم قدم لمشاركة اليهود فرحتهم في ذكرى قيام دولتهم والفلسطينيين نكبتهم.. وتمنى لهم ألاحتفال بالعيد المائة والعشرين... و نحن نحلم بقيام دولة فلسطينية بجوار اليهود. وحتى تاريخه لم يستطع العالم اجمع اتخاذ قرار بإقامة دولة فلسطينية على أي جزء صغير من فلسطين و العالم أعطى الحق لليهود بقيام دولتهم على أرضنا من خلال اعترافهم بها منذ لحظة قيامها ..
فإنني أقول هل يوجد خلاف بيننا كفلسطينيين بأننا نعيش نكبة تاريخية حقيقية و هي قيام دولة إسرائيل على أطلال حبيبتنا فلسطين ؟؟؟؟ وهذا مكسب كبير بأننا هذه الأيام نتفق كشعب فلسطيني بأطيافه و اتجاهاته و أحزابه و تنظيماته ...
فهل نتفق جميعا بأننا عشنا هذه النكبة و استوعبناها و أخذنا منها العبر و المواعظ ؟؟؟
وهل الحال الذي نعيشه الآن بأبعاده السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية متفقون عليه؟؟؟ للأسف الشديد لا ..
وهل نحن متفقون على أننا نعيش أكثر من أزمة و نكبة و مصيبة , فالمصيبة الأساسية و الأولى أننا فقدنا وطننا و أصبحنا مشردين ومشتتين فوق جزء من أرضنا و بلاد العالم أجمعين .
أما النكبة الثانية فهي أننا نحيي ذكرى هذه النكبة من خلال فقداننا لأرض الوطن و كثير من الشهداء و نسأل الله أن يكونوا شهداء أحياء عند ربهم يرزقون ... فهل للأحياء احترام و تقدير كما ننادي بإحياء ذكرى الذين قتلوا إبان النكبة ....؟؟ رغم أننا مازلنا نعيش النكبة و أبعادها ... لماذا ...؟ فكل يوم شهداء , كل يوم ترحيل و تشريد و تشتيت... و ترويع و إزالة و تجريف للأراضي والمحاصيل الزراعية .. لكن الفرق أن أيام نكبة 1948 كنا كلنا كرجل واحد أمام تحديات العدو يجمعنا و يفرقنا مصلحة الوطن الكبرى و العظمى .
ولكن الآن نعيش وضعا آخر ونكبات أخرى بطعم البيتزا تارة و البرياني و الفتة تارة أخرى و الجاتوه و البقلاوة العربية و الشامية و السمسمية تارة أخرى.
نعيش نكبة التفرق و التمزق و التكفير والهجرة و التهجير و الديمقراطية و الاشتراكية و البيروقراطية ... نكبتنا الجديدة شملت كل أطيافنا و فئاتنا و طبقاتنا و مستوياتنا و أفكارنا و معتقداتنا ... نعم نكبة علمية و فكرية و حضارية (عولمية ).
فمن أثار ذلك أن كياننا الصغير أصبح كيانين أصغر و أصغر و فصائلنا الوطنية أصبحت فصائل متعددة, أصبحنا أدوات طيعة وفريسة مستساغة لجميع دول العالم أو وجبة غذائية عالمية شهية ... لأصحاب النفوذ السياسية و الفكرية تارة.. والاقتصادية .. تارة و الإنسانية تارة أخرى ...
للأسف لقد أصبحنا أصحاب خبرة نتقلب و نتغير حسب الوضع القائم فإننا نجيد البكاء عند إحياء ذكرى المذابح و المعارك ونبكي شهداءنا و ثكلانا و مبعدينا وأسرانا .. نبكيهم شديد البكاء ..
وبعد ذلك عند إحياء ذكرى انطلاقة أطيافنا و حركاتنا التنظيمية و التحريرية .. نمجد و نعظم ونبكي أيضا شهداءنا فقط ولا علاقة لنا بيتامى و شهداء وضحايا أبناء الشعب الفلسطيني ولا علاقة لنا بما خلفه الاحتلال من مأسي، ماعلينا إلا البكاء على الذي أدبر ونسينا ما أسفر عما أدبر، أو التفكير ولو للحظة بما سنستقبله عامة وأكثر من ذلك نسينا أننا شعب واحد ووطن واحد .. وعدونا واحد .. يتمثل في بني صهيون ... أصبحنا أمام أكثر من عدو و أكثر من جبهة ....
تعددت أهدافنا و انتماءاتنا و أفكارنا و معتقداتنا ... نعم أصبحنا أدوات في أيدي ملل الكفر و العدوان ... نتستر و نقول هذه مؤامرات صهيو أمريكية .. فكيف نسمح لهذه المؤامرات و الأفكار أن تتشبث في عقولنا وتحكم تصرفاتنا ؟ هل أمريكا تعيش و أعوانها في بيوتنا أو نعيش نحن في ديارهم وبلادهم ... أم نحن الذين نلهث وراءهم ووراء مغرياتهم و مساعداتهم و وعودهم المبتذلة وسوداوية أفكارهم وإسقاط نفسياتهم نحقق أهدافهم و ليس أهدافنا ونشبع رغباتهم وميولهم ؟؟؟
هل أهدافنا يتم تحقيقها من خلال الأهداف الصهيوأمريكية.. أو الصهيواوروبية... أو الصهيوانتمائية .. أو الصهيواعتقادية.. أو الصهيوفكرية .
أصبحنا لا نملك أي شيء موحد لا فكريا ولا إعلاميا ولا انتمائيا ولا استراتيجيا ...
بعد ها تعددت جبهاتنا النضالية و الجهادية و التفاوضية و الاتفاقية , نعم إن هذا تكتيك كما قيل أننا بهذا التكتيك فرقنا عدونا فلقد أصبح يلوح إعلاميا بجبهتين تفاوضيتين يفاوض هذا تارة و الآخر تارة أخرى ... يفاوض هذا مباشر و هذا غير مباشر ... لهذا المفاوض طاولة و مكان و زمان و إنسان و ذاك أيضا مثله ...
أقول بأن هذا سهل على عدونا الكثير الكثير من المعوقات و المتطلبات و المنغصات والأمور ... وعدونا كما نعرفه سيد المراوغات و المناورات و ناقض العهود و المواثيق و الاتفاقيات منذ زمن رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام .
أكرر و أقول ... يا أهل فلسطين بكل أطيافكم و فئاتكم و انتماءاتكم و ميولكم و رغباتكم و أهدافكم و استراتيجياتكم و .......... و .............اتحدوا ........ اتحدوا ......عودوا لرشدكم واعرفوا حقيقة عدوكم ... فلن يرحمكم وطنكم ولا أولادكم ولا تاريخكم حتى لو دونتموه بأنفسكم وأيديكم .
لا تكونوا سببا في إضاعة الحقوق و الجهود و دعما للعدو اللدود ابن صهيون اليهود... الذي يهدف أن يقضي عليكم ويسود .. والى البداية دوما يعود .. و يقول ليس لكم سوى اليهود... في ظل هذا الوجود.. الذي يحكمه ويتحكم فيه أبناء التوراه التلمود... ولكن ظلمه أحق و ألطف من أبناء الجدود .. المقيمين على أطراف الحدود و المحكمة الإغلاق و السدود.. إلا بتصريح و عهود ووعود و قيود ... تجعلك لا تعرف إلا الشدة و الكسرة لا الفتحة أو الممدود ... فهل إلى رشدك تعود ... و ترضي الرب المعبود الغفار الودود و المزيل المفرج لكل شديد.. و المقرب لكل بعيد .. و المؤلف بين قلوب العبيد.. القريب منهم و البعيد .. سواء كان منهم شيخ أو شاب أو وليد .. و اجعل اللهم شقيهم سعيد و اجز حيهم و ميتهم جزاء المرابط والشهيد .... آمين .. آمين
15/5/2008