مقالات

موضوعان عن غزة

الموضوع الاول

أنفاق رفح هي الأهم
الغزيون يتحدون الحصار ببدائل شعبية بدائية



علي الأغا
لا بد لأي متابع للأوضاع المعيشية في غزة أن يعبر عن دهشته وإعجابه من قدرة الغزيين على التكيف مع ظروف الحصار القاسية المفروضة على القطاع منذ نحو عام، كما أنه يلاحظ عودة قطاعات كبيرة من أهالي القطاع إلى استعمال أدوات بدائية وبسيطة للتغلب على هذا الحصار كما أن كثير ممن إلتقيناهم هنا يرددون مقوله الزعيم الراحل (أبا عمار) بأن الشعب الفلسطيني هو شعب الجبارين لذلك فإن الزائر لمدينة غزة لن يستغرب من رؤية مشاهد غير مألوفة لديه.

زيادة الإقبال على الدراجات الهوائية


يقول أبو خالد الشوبكي (تاجر دراجات هوائية بالجملة في سوق فراس المركزي بمدينة غزة) أن أغلب زبائنه الجدد حاليا هم من الأطباء، المهندسين ،المدرسين،المحامين والتجار وأنهم لجأوا لذلك لعدم توفر المحروقات التى تكاد تكون حلم كل صاحب سيارة وذلك حتى يتمكنوا إلى الذهاب إلى أعمالهم ويضيف أن أصحاب الدخل المحدود يلجأ ون لشراء الدراجات المستعملة حيث وصل سعر الدراجة الجديدة إلى (300) شيكل ويضيف (أبو خالد) أنه على المستوى الشخصي وتحديا للحصار قام بتحويل الدراجة البدائية بدون سرعات إلى دراجة حديثة بسرعات حتى يتسنى للمواطنين السفر بدرجاتهم إلى مسافات بعيدة وأن المواطنين الآن يقطعون مسافة تصل إلى 20-30 كيلو متر يوميا، وينوه (أبو خالد) إلى أنه لاحظ أيضا لجوء كثير من المواطنين إلى استخدام العربات التي تجرها الحيوانات كبديل آخر للسيارات في غزة والتي توقفت معظمها عن العمل وأن هذا انعكس أيضا على ارتفاع أسعار هذه العربات،الحيوانات وكذلك الشعير الذي يعتبر الغذاء الأساسي لهذه الحيوانات.


مدارس عبر الأثير لمواجهة أثار الحصار


وللتغلب على أثار الحصار وعلى عدم قدرة طلاب الثانوية العامة (التوجيهي) تحديدا على الوصول لمدارسهم بسبب انعدام المواصلات بادرت إذاعة (ألوان) في غزة إلى بث برنامج يومي يحمل اسم (توجيهي) كما يوضح مقدم البرنامج (علاء مرتجى) ويضيف أن الإذاعة حصلت على موافقة مديرية التربية والتعليم في غزة وأن الإذاعة تبث البرنامج بواقع ساعتين يوميا لمدة 6أيام بالإضافة إلى 4 ساعات مراجعة يوم الجمعة، ويضيف أن الإذاعة استعانت بمدرسين ذوي خبرة عالية، وأن المدرسين يقطعون مسافات بعيدة للوصول إلى مقر الإذاعة ورغم ذلك فإن الإذاعة والمدرسين مصممون على خدمة طلاب التوجيهي في ظل الشلل التام في كل المؤسسات تقريبا بغزة.

طلبة جامعة فلسطين يمتحنون بأماكن سكناهم


وحسب الدكتور حسين أبو شنب عميد كلية الآداب والحضارات في جامعة فلسطين فإن الجامعة بادرت إلى استئجار مدارس وأماكن خاصة حتى يتمكن طلبة الجامعة من تقديم امتحاناتهم بالقرب من أماكن سكناهم نظرا لعدم تمكن الطلبة من الوصول إلى المقر الرئيس للجامعة بمدينة الزهراء جنوبي مدينة غزة، وأن إدارة الجامعة قامت بتوزيع الطلبة على 5 أماكن رئيسة هي رفح، خان يونس ،الوسطي، غزة وشمال غزة كما تم توزيع المراقبين على الامتحانات أيضا حسب أماكن سكناهم ويوضح أبو شنب أن شعبنا تكيف مع الحصار لأن مستقبله ومصالحة في خطر لكن هذا يحتم على الفرقاء في الساحة الفلسطينية أن يتجهوا لمصالحة وطنية حتى تعود الأمور لنصابها وتقدير حق الاختلاف لجهة تحقيق المصالح الوطنية للجميع ، وأشار الطالب (طلعت) والذي يدرس الصحافة والإعلام بجامعة الأزهر بغزة أن إدارة جامعته قامت بالتعاقد مع حافلات كبيرة لنقل طلاب المناطق البعيدة إلى المقر الرئيس للجامعة بغزة وذلك بأسعار مناسبة.


(سوسيرج) الوقود الغزاوي الجديد

 

أحد سائقي سيارت الأجرة قال أن سعر جالون السولار وصل إلى مائة دولار أمريكي بالتمام والكمال لذلك استدعى الأمر خلط السولار الذي يتم تهريبه عبر أنفاق رفح بالسيرج ( الزيت النباتي) الذى أرتفع سعره من 70-80 شيكل ليصل إلى 130 شيكل وهذا ما يصطلح عليه (سوسيرج) نسبة للوقود الذي يستعمل حصريا في قطاع غزة فقط كما أن معظم السيارات التي تسير على البنزين (الذي لا يدخل القطاع نهائيا) تم تحويلها للسير على غاز الطبخ الذي تضاعفت أسعاره هنا بشكل كبير.


أكشاك تجارية تحت الأرض


وتبقى الأنفاق التى تربط الأراضي المصرية بالفلسطينية البديل الأهم فهي الشريان الرئيس لاستمرار الحياة في قطاع غزة حيث أنها تعتبر بمثابة التنفس الصناعي لأكثر من مليون ونصف المليون هنا حيث أن معظم السلع يتم جلبها عبر هذه أنفاق, وقد وصف مصدر مصري مطلع ل (الحال) أن هذه الأنفاق بأنها أكشاك تجارية تحت الأرض.


 

***

 

 

الموضوع الثاني

غزة: الكوميديون يضعون حلولا لفشل السياسيين
علي الأغا

 


رغم ما يعانيه أهل قطاع غزة من معاناة مستمرة، تطل علينا في هذه الأيام مجموعة من الفنانين الكوميديين لتقديم الابتسامة والضحك لعل ذلك يخفف ويعالج ولو قليلاً مما يعانيه أهالي القطاع. وفي هذا الإطار التقينا عدداً من الكتّاب والممثلين والمشرفين عن هذه الأعمال الكوميدية التي تكثفت في غزة مؤخرا.

 


"ساق الله": الكوميديا وضعت حل لأزمة الوقود !


الكاتب الكوميدي "نبيل ساق الله" قال: "نحن نريد أن نعالج الظواهر السلبية في مجتمعنا الفلسطيني بقالب كوميدي ساخر وأنا أعالج في كتاباتي جميع القضايا لأن ما نعاني منه من ظروف صعبة هو نتيجة التجاذبات السياسية"، وحول الأعمال التي قدمها أشار إلى أنه قدم عدة مسرحيات لاقت نجاحاً لافتاً ومنها مسرحية "العالم في جيبي" ومسرحية "اللي بيعيش بتعلم" ووصف "ساق الله" الإذاعات المحلية بأنها أصبحت الآن متنفساً للناس في القطاع، فأمنية الشباب اليوم أن يخرج صوته على الراديو فنحن نعيش في غزة في سجن كبير، وحول الأعمال الكوميدية الإذاعية التي قدمها قال: "لقد قدمت عدة مسلسلات منها "لسة الدنيا بخير" وأخرى بعنوان " من حقي أحلم وأعيش" و"دكان أبو محمود وأبو هلال كل يوم بحال" و" الحشري" و"مرايا إذاعية" و"محجوب وعقله الطوب" وأخيراً "تاكسي الوطن"، وحول إن كان راضياً عن تجاوب الجمهور مع ما كتبه قال: "نعم، طبعاً، والدليل على ذلك أننا وضعنا حل كوميدي لأزمة الوقود في غزة، بعد عيد الفطر الماضي وقلنا، (وماله خلي السيارات تمشي عالسيرج "الزيت النباتي"، وقد تحقق ذلك فعلاً في هذه الأيام في غزة. وأضاف "ساق الله": أنا أعكف حالياً على كتابة كوميديا إذاعية بعنوان "جحا وصل غزة" تركز على أن الناس هنا تنتظر" المخلّص" الذي يخلصها من الأوضاع السوداوية التي يعيشوها، وحول المضايقات التي تعرض لها "ساق الله" قال: "لقد منعت مؤخراً من تقديم برنامج إذاعي بعنوان "أخبار شكّل إيدك" وهو عبارة عن نشرة أخبار يومية ساخرة تتعرض لأهم الأحداث في وطننا بطريقة ساخرة.


"أيوب": رغم الضحك فنحن نحمل حملاً ثقيلاً


وحول تجربته الكوميدية بهدف التخفيف عن مواطني القطاع بدأ الفنان الكوميدي "إسلام أيوب" التعريف بنفسه قائلاً: "أنا مواطن فلسطيني أسكن في غزة أعلن عن فقدان العمل والعلاج والدواء والحياة الكريمة والمواصلات والكاز والغاز والسفر والتفكير والوطن والرجاء على من يجدهم الاتصال على رقم 280 واحد حالق عالصفر". وحول تكثيف الأعمال الكوميدية في هذه الفترة بالذات قال الفنان "أيوب" أن هذا واجبنا بالإضافة إلى أنه مطلب جماهيري، وإننا نشعر بأنه بعدما فشل السياسيون في وضع حل لمشكلاتنا نجح الكوميديون، وأشار إلى أنه عندما يقف على خشبة المسرح فإنه يشعر بأنه يحمل حملاً ثقيلاً لإيصال معاناة الناس إلى المسؤولين وأنه شارك في عدة مسرحيات منها "بدي أعيش بكرامة" ومسرحية "بكفي يا ناس" حول الاقتتال الداخلي وأنه وجد تجاوباً شديداً من الجمهور الذي وقف يخاطبنا ونحن على المسرح قائلاً "لو كل شعبنا فكّر بنفس تفكيركم لما وصلنا إلى هذا الحد من الهوان"، وختم "أيوب" حديثه قائلاً: "كنا زمان نقول ما بنتنازل عن شبر واحد من فلسطين ولا عن حق عودة اللاجئين، وبعد شوي قلنا بكفي الـ67، واليوم قلنا الطمع في الدين بكفي يفتح معبر رفح ويدخل الكاز والبنزين، يا عالم إحنا على وين رايحين ؟".


"حسن": نضمد جراحنا بطريقة كوميدية


وحول أغاني المسلسلات الإذاعية الكوميدية التي يكتبها، قال الفنان "رامز حسن" أنه يحاول أن يضمد جراح الناس بطريقة كوميدية من خلال انتشالهم من جزيرة الملل التي يعيشون فيها إلى الساحة الخضراء الكوميدية الفكاهية التي طالما نحنّ إلى أن تحط أقدام الفلسطينيين خاصة والغزيين تحديداً أرضها. ويضيف "حسن" أن ما يشجعنا على استمرار تقديم أعمالنا الكوميدية في هذه الفترة الحرجة من تاريخ شعبنا أننا وجدنا الناس في الشارع الغزّي تستخدم بعض جمل الأغاني الكوميدية كلوازم في حديثهم العام مع أنه من الصعب جداً أن تضحك الناس هنا نتيجة لتجذّر الهموم وهذا نتاج طبيعي لما نعانيه من أوضاع لا يقدر البشر على تحملها.


"المجدلاوي": نقدم وجبة كوميدية في كل دورة إذاعية


وأكد "رائد المجدلاوي" مدير البرامج في إذاعة القدس أن إذاعته الواسعة الانتشار في قطاع غزة تحرص على تقديم وجبة كوميدية ساخرة في كل دورة إذاعية لمعالجة قضايا المواطنين بطريقة ساخرة وأيضاً لمحاولة وضع حلول لهذه الأزمات المزمنة التي يحياها شعبنا هنا، ولإمتاع المستمع وإبعاده عن الأخبار التي تنغص حياته وأضاف: أننا نحرص على أن نعمل ضمن ميثاق الشرف الإعلامي ولكننا نسلط الأضواء على السلبيات في مجتمعنا دون أن نصدر أحكاماً عليها، فالحكم أولاً وأخيراً هو للمواطن.

اضغط هنا للتعرف على المرحوم أ. علي محمد سالم علي حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد