حتى ترفرف السعادة فى بيوتنا
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( فانه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً )
** اننا نحتاج أن تخرج القواعد التربوية الكثيرة التى نقرؤها من السطور الى الصدور، ومن
الصدور الى الدور " فلن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح عليه أمر أولها " .
ــ كل أم فينا على ثغرة في الإسلام عظيمة .. فلنحذر أن تؤتى هذه الثغرة من قِبل تقصيرنا وميلنا الى الدنيا وغفلتنا عن الله والدار الآخرة .
ــ هيا لنمد أيدينا الى هذا العالم التائه .. ليخرج بإذن الله من الظلمات الى النور ...
أعجبتني هذه الأفكار الدعوية في البيت ومع الأبناء لسهولتها وعظيم أثرها فأحببت أن تشاركيني هذا الخير... إليك ــ أخيتي الغالية ـــ بعضاً منها : ـــ
1 ــ عوديهم على حضور مجالس الذكر ، الأبناء مع الآباء ، والبنات مع الأمهات فيتعلمون فن الإلقاء، وفن الاستماع والصبر، وفن المشاركة ومواجهة الجمهور، والجرأة في طرح القضايا المهمة ، والأهم من ذلك يتعلمون ما يفيدهم في أحكام دينهم ودنياهم ، فتكونين قد شاركت في تعليمهم بطريقة غير مباشرة ..
2 ــ اصطحبيهم إلى مكتبة إسلامية ليختاروا أجمل القصص الهادفة والكتب المفيدة والأشرطة الخاصة بأعمار أبنائك ، فيتعلمون انتقاء الشريط النافع والممتع والبديل عن أشرطة المعازف والأغاني التي لم يجن أبناؤنا وبناتنا من خلالها إلا انحلال الشخصية المسلمة وذوبانها وليكن في كل شهر كتابين وشريطين .
ودعيهم ينشؤون مكتبتهم الإسلامية الصغيرة الجميلة بأيديهم .
** دعي أبناءَكِ يساعدونك في توزيع الأشرطة والكتيبات والمطويات في المجمعات التجارية والمراكز الصحية وعند الجيران والأقرباء .
3 ــ قدمي لابنتك الحبيبة ذلك الكنز المدخر ، هدية قيمة تتذكرك بها دوماً : ــ
خماراً وسجادة للصلاة قدميها بشكل جميل وقبليها وأنتِ ترددين الدعاء " رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ، ربنا وتقبل دعاء "
وقدمي للابن مطوية فيها فضل صلاة الجماعة في المسجد وما أجمل أن يتعاون الأب والأم معاً ليفرحا بهذه الذرية الطيبة التي تقيم أمر الله في الصلاة ...
4 ــ ما رأيك بفكرة لوحة الإعلانات في المنزل ، صمميها بطريقة جميلة والأجمل أن يساعدك أبناؤك في ذلك ، تتضمن هذه اللوحة بعض الفتاوي الهامة ، والحكم والفوائد النافعة ، وثواب بعض الطاعات وعقوبة بعض المعاصي ، ودعاية لبعض الأشرطة النافعة الممتعة ، مع مراعاة أن يكون الخط كبيراً مع بعض اللمسات الإبداعية الجميلة ، مع تغيير محتوياتها كل فترة ...
5 ـــ عودي ابنك أو ابنتك على اقتناء دفتر خاص بها ، يكتب فيه المفيد من العبارات والحكم والقصص والأشعار والألغاز ، أو صور فيها عبرة وبإمكانه عرضه على الأقرباء أو الأصدقاء فتكون وسيلة دعوية فعالة غير مباشرة
6 ــ اغرسي الحياء في نفس أولادك عموماً ، والبنات خصوصاً وحثيهم على وجوب ستر العورة وعدم تقليد أهل السوء في شرهم ولتعلم أن هدف الشيطان الأول عندما وسوس لآدم عليه السلام وحواء ليأكلا من الشجرة هو إبداء سوءاتهما يقول الله عز وجل { فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما} ويقول الله تعالى ( يابني آدم لايفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما ) .
ــ وما أجمل أن تعتز الفتاة المسلمة بحجابها الشرعي وأنه عزة وفخر وشرف لاقيد وحرمان .
7 ــ اجلسي مع أولادك ولو ساعة واحدة في الأسبوع وليكن اسمها ساعة حوار أو (لقاء الأحبة ) تتناقشون فيها حول الأمور الأسرية أو بعض المشاكل التي يواجهونها وحلها واجعليه لقاءً ممتعاً فيه بعض الهدايا البسيطة والمأكولات الخفيفة تزينه روح المرح والدعابة .. ثقي أن هذا النوع من اللقاءات يحمي الأولاد بإذن الله من البحث عن محضن آخرــ قد لايكون أميناً ــ في المصارحة وتبادل المحبة ..
8 ــ إذا أردت أن تلفتي النظر الى حكم شرعي معين فاستفتي فيه أحداً من العائلة في جلسة عائلية أو اطلبي من ابنتك سؤال معلمتها وابحثي معهم حتى يصلوا الى الحكم الصحيح فيتعلم الجميع بطريقة ذكية .
مثل حكم : نمص الحواجب ، التعطر عند الخروج ، عورة المراة أمام المرأة ، القزع .............. الخ.
9 ــ أوجدي في المنزل" صندوق تبرعات " لينمو عند أولادك خلق العطاء ، وما أجمل أن تقيموا بهذه التبرعات مشروعاً خاصاً بأسرتكم " كحفر بئر " أو" كفالة يتيم" أو" طالب علم "أو " بناء مسجد " أو " طباعة مصاحف " أو" علاج مريض " ثم أنظري إلى الأثر بعد ذلك إن كان في الحياة من تيسير وبركة في الرزق أو في الآخرة تحت ظل عرش الرحمن ...
10 ــ احرصي على إقامة مكتبة صغيرة في مجلس الزوار فيها مصاحف صغيرة وكبيرة وكتيبات مفيدة وأشرطة متنوعة أو وفري سلة الكتيبات مع سلة الحلوى ، فأنتِ حريصة على تقديم غذاء الروح والجسد معاً .. وسوف تكبرين في عيون الأبناء وهم يرون اهتمامك بالدعوة بطريقة ظريفة ومحببة .
11ــ لاتنسي وجود جهاز تسجيل خاص بك في المطبخ تستفيدين من وقتك أثناء إعداد الطعام أو في أي مكان في البيت بحيث يستمع الأبناء ولو بطريقة غير مباشرة ، فيعلمون انه من الممكن أن ينالوا أجوراً كثيرة في وقت واحد .........
12 ــ كذلك احرصي على أن تكون في السيارة أشرطة متجددة وممتعة ومفيدة ليستفيد منها الجميع أثناء الركوب ، ويتم النقاش حول هذا الشريط ، فتجد الأسرة مادة نافعة للحوار ، بدلاً من تضييع الأوقات والحسنات وترك المجال للمشاكل بين الأبناء والتي عادةً تحدث نتيجة الاحتكاك وعدم استغلال الوقت في السيارة .
13 ــ فكرة " البرواز " فكرة لطيفة جداً ، فبدلاً من أن تُعرض فيه صور الأرواح ، فتمنع الملائكة من التواجد في البيت ، يمكنك طباعة عبارات مؤثرة " على
الكمبيوتر " ووضعها في هذا البرواز ، تحثين فيه أولادك على الصدق مثلاً ، أو استغلال مناسبة في رمضان أو الهجرة ، أو مثل الآيه " ولايغتب بعضكم بعضاً "
أو " ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد " أو " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"
أو أي كلمة تعبرين فيها عن حبك لأبنائك ، ولاتنسي تغيير العبارات ، كما يمكن عمل فكرة برواز في غرفة الضيوف أو صالة المنزل .
14 ــ رسائل الجوال وسيلة فعالة في التواصل مع الأبناء والتعبير عن حبك أوقد تكون وسيلة للعتاب اللطيف أو تقويم الخطأ بعبارة مركزة ومخجلة ...
15 ــ هل تحبين أولادك ؟؟ أعني الحب في الله وليس حب الأم الفطري ... إن الحب الحقيقي هو أن تبذلي مهجة قلبك حتى ترتفع درجاتهم عند رب العالمين ، فيسعدوا بالنتائج النهائية يوم تبيض وجوه وتسود وجوه .
الحب الحقيقي هو أن تنجحي في تحفيظهم كتاب الله كما تبذلين جهدك ليحفظ أبناؤك مقررات دراسية طويلة .
أي ولد أو بنت الذي تتوقعين أن يدعو لكِ بعد لقاء الله ..؟
ــ هل هو الولد الذي يمضي سحابة نهاره أمام أفلام الكارتون أو ألعاب الكمبيوتر ؟!
ــ أم الولد الذي يمضي وقته في لعب الكرة في الشارع ؟!
ــ أم الإبنة التي تضيع عمرها في الأسواق ومع الهاتف وأمام المسلسلات والأغاني؟!
** أم ذلك الوجه الطاهر الذي تعطرت أنفاسه بآيات القرآن تلاوةً وحفظاً ومراجعه
فهنيئاً ثم هنيئاً لكل أم حازت في بيتها ابناً أو بنتاً أو أكثر من حفظة كتاب الله .
16 ــ اعلمي أن زجرك لابنك أو ابنتك أمام الناس هو بداية النهاية لقدراتهم ومواهبهم ، فهم يتعلمون غالباً عن طريق المحاولة والخطأ .
17 ــ لاتقارني بين ابنك أو ابنتك والآخرين أبداً ... فلكل ابن رزقه الذي آتاه الله من الطاقات والقدرات، وإلا كانت النتيجة أبناء محطمين غير واثقين من أنفسهم .
18 ــ طبق شهي في نهاية الأسبوع للجد والجدة والعمات والخالات تطعمين فيه الطعام وتصلين الرحم أو تدخلين السرور في قلوب المؤمنين ، وتؤلفين بين القلوب ، فيحب الجميع خلق الانسانة الملتزمة وكرمها ..
19 ــ أعظم سلاح لحفظ الأولاد وهدايتهم : الدعاء واللجوء الى الله والتضرع إليه.. تُرى كيف سيكون أولادك بعد الحرص الدائم على الدعاء ؟
لقد جعل الأنبياء عليهم السلام نصيباً لأبنائهم من الدعاء فهاهو ابراهيم عليه السلام يقول : ــ ( واجنبي وبني أن نعبد الأصنام )
ويقول : ـــ ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمةً مسلمةً لك )
ويقول : ـــ ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء )
ويقول زكريا عليه السلام : ــ ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء)
كما قال المولى في الثناء على المؤمنين ( الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين أماماً ) .
أخيتي الحبيبة : ـــ
** لاتنسي تجديد النية في كل صغيرة كبيرة ، فالنية تجعل العادة عبادة .
** اجعلي شعارك : ــ (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ))
** وتذكري أن الدنيا سحابة صيف لاتلبث أن تنقشع ، ولايبقى إلا ما كان في رضا الله تعالى
أسأل الله أن يعيننا وإياكم على تلمس ما يرضيه ....
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
بقلم : أم حمزة الأغا الدوحة ــ قطر 2008 سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم -
|