بسم الله الرحمن الرحيم
"من المؤمنينَ رجالٌٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا ً"
صدق الله العظيم
الأخُ الحبيبُ والصديقُ الوفيُّ البارُ.... يا َمنَ كنتَ أباً وأخاً ومعلماً، يا صنوَ الروح ِ.. الحبيبُ مجيد
يمرُ عامٌ علي رحيلكَ، عامٌ ملئٌ بالأحداثِ الجسام ، عامُ استمرارٍ لحكايةِ النضال ِ العربيَِّ الفلسطينيّ
ِ المعمدِ بالدمِ وأكاليلِ الغارِ والدموعِ والحصارِ والحجارةِ والآلامِ والاعتقالاتِ وقسوةِ الحياةِ في بلادِ الغربةِ والاغترابِ، كمْ ودعنَا منَ الأعزاءِ والأحبابِ بعدكَ .. كما كنا معاً نودعُ أعزَّ وأغلى الرجالِ.
رحلتَ وكنتَ ترددُ دائماً أنَّ العالمَ بكلِّ اتساعِهِ ضيقٌ بدونَ فلسطينَ العربيةِ وعاصمتُها قدسُ الأقداس ِ،إنَّ فلسطينَ أكثرَ اتساعاً حتى بدون ِالعالمِ، رحلتَ... ترجلتَ...في شهرِ الرجال ِالعظام ِ ...شهرِ الشهداءِ .. شهرِ الذكرياتِ الأليمةِ ... شهرِ استشهادِ القادةِ العظام، الكمالين وأبو يوسف النجارِ وأبو صبري صيدم وأبو جهاد خليل الوزير وعبد القادر الحسيني وعندليب طقطاقة، وراتشيل كوري وعبد العزيز الرنتيسى، ووديع حداد، سناء محيدلي ووفاء إدريس ، ماذا عَسَانَا أن نقولَ في حضرتكَ يا سيدي القائدِ المناضل ِالحبيبِ مجيد ، لقد كنتَ متماهياً مع فلسطينَ العربيةِ جسداً وروحاً ، متماهياً مع الانتماءِ الفتحاوىّ ... كنتَ في جلساتِكَ الدائمةِ مع الشبابِ تكرسُ في أحاديثكَ ،الصبرَ، والصمودَ، والتحدِى، والأملَ، والتفاؤلَ، مؤمناً بقدرةِ الشبابِ وبتواصل ِالأجيال.
يا صاحبَ مسيرةِ العطاءِ المتميزِ... مسيرةِ التواضع ِ، بقدرِ ما شغلتَ منَ المواقع ِعلي امتدادِ حياتكَ... في فترةِ عملكَ السّري ِ... والعلني ِ، بقيتَ أنتَ... أنتَ مجيد ... حينَ تتحولُ الرتبُ الكُبرَى إلي بؤس ٍ والألقابُ الي سرابٍ، كنتَ مدرسهً ... ماتركتَ فرصة َ لقاءِ بالشبابِ إلاّ واستثمرتَها لتعطِيهم وتزودُهم من تجاربكَ.
يا أخا الجميع ِ... لا نستطيعُ أن نحتكرَكَ ونقولُ أنتَ لَناَ وحدنا... فأنتَ للجميع ِ وبشهادةِ الجميع ِ... وبشهادةِ الأجيال ِلقد تركتَ لَناَ إرثاً نضالياً ولحركتِكَ...حركة ِفتح الرائدة ولشعبكِ وأنتَ من جيلِ الرواد ، تركتَ إرثاً نضالياً شريفاً ... سلوكاً متميزاً... نموذجاً وطنياً...اهلُكَ... أبناؤُكَ يرفعونَ هاماتِهم عالياً ويتشرفونَ بالانتماءِ لأبٍ ودّعَهُ الشعبُ العربي الفلسطينيُّ بأكاليل ِالغار ... شعبُكَ ودعَكَ بكل ِالمعاني الجميلةِ... الجليلةِ ... النبيلةِ... شعبُك ودعَكَ... وكلُّ مُحبِيكَ ورفاق ِدربِكَ يذكرونَكَ بالفخرِ والاعتزازِ... والشجاعةِ والصدق ِوالخيرِ والاحترام.
ماذا للإنسان ِمن قدرٍ سوى أن يكونَ شريفاً طهوراً يحملُ القيمَ والمبادئَ من أجل ِأُمتهِ في حضرةِ الشرفاءِ والأتقياءِ ... الأنقياءِ ، ترفعُهمُ إلى الرفيق ِالأعلى.
القائدُ مجيد... شأنُهُ شأنُ كلِّ المخلصينَ من أبناءِ فتح الرائدة أبناءِ الشعبِ العربيِّ الفلسطينيِّ صاحبِ السيرةِ الجهاديةِ العطرةِ المعطرةِ بأريج ِبرتقال ِيافا، حالماً بفلسطينَ الناهضةِ من مآسي ِالظلمِ والتشتتِ والحرمان.
كان يتمنى الاحتفالَ بالنهايةِ السعيدةِ بعد عمرٍ من الشقاءِ والتضحيةِ على أرض ِفلسطينَ المحررةِ... كلِّ فلسطين ... مع أبناءِ فتح والفصائل ِالفلسطينيةِ وكل ِألوان ِالطيفِ المقاوم ِوبمنْ كانتْ علاقتُك بهم من حركاتِ التحرر على امتدادِ العالم .
هل خابَ ظنُكَ بعدما جَرَّبْتَ أبناءَ العشيرة
ياصاحبَ القلبِ الكبيرِ... لكم صفحتَ وكم عفوتَوأنت مبيضُ السريرةِ
عزاؤُنا أنَّه عادَ للأرض ِالشامخةِ أبداً.... الأرض ِالتي ولدَ عليها ... ليجدَ فيها راحتَه الأبدية َمؤمناً عميقَ الإيمان ِبالجوهرِ يعرفُ أنَّ القيمة َالروحية َالأولى للإيمان ِهي الجهادُ... فمارسَه ُبكلِّ معانيهِ ليتدثرَ الجسدُ الخفيفُ بأرض ِالحلم ِالثقيل.
التحقتَ بكوكبةِ الشهداءِ من القادةِ العظام ممنْ عملتَ معهم القائد الشهيد ياسر عرفات أبو جهاد خليل الوزير ، أبو على إياد ، أبو الهول، أبو إياد صلاح خلف ، أبو الوليد سعد صايل ، أبو يوسف النجار .
التحقتَ برفاق ِوأخوة ِالدربِ، الشيخ احمد ياسين ، أبو على مصطفى ، زياد الأطرش، فاخر النخال ، رائد الكرمي ، شرف الطيبي ، صالح برانسي ، أسامة النجار ، جلال كعوش ، فيصل الحسيني ، اللواء احمد مفرج أبو حميد ، فتحي الشقاقي، أبو حلمي الصبارين ، دلال المغربي ، شادية أبو غزالة، وأطفال ِفلسطينَ الرجال ِالرجال ِوالقائمة ُتطولُ ... تطولُ ...
الأخُ الشهيدُ... الحبيبُ... بالرغم ِمن صدودِ بني الأرحام ِوظلم ِذوى القربى ... كنتَ شامخاً ... باذلاً كلَّ الجهدِ متسامحاً متجاوزاً لم تقتربْ أبداً من التشاؤم ِأوِ اليأس.ِ.. كنتَ قاهراً لكلِّ مظاهر ِوأشكالِ القنوطِ.
كنتَ وإياكَ نجوبُ أزقة َمخيماتِ العودةِ في خان يونس... مخيماتِ الشقاءِ والحياةِ المريرةِ ... كنت ترددُ دائماً قولَ من شربَنَا وغرسَ فينا قيمَ ومبادئَ الجهادِ والوطنية.َ.. ومكارمَ الأخلاق ِ... مَنْ غَرسَ فينا روحَ الإنتماء لهذهِ الأمةِ العربيةِ ... قولَ الأبِ الكريم .... والدنا الذي كانَ يرددُ دائماً عَنْ أهلِنا مِمنْ قَسَتْ الأقدارُ عليهم ... وسكنُوا تلكَ المساكنَ ... كان يقولُ عنهم : إنَّهم أعزةُ القوم ِ.
كنتَ أيُّها الشهيدُ الحبيبُ تقولُ: يجبُ أنْ نعيشَ نسيجَ حياتِهم ... حيثُ تبذلُ محاولاتٌ ومحاولاتٌ لخلق ِفتنةٍ في مجتمعنا الفلسطيني... ولكن بعون ِالله لن ينجحوا... كمْْ كنتَ ملتصقاً بأهِلنَا في مخيماتِ العودةِ في لبنانَ وسوريا والأردن والضفةِ الذين يكنونَ لكَ كلَّ احترام ٍوتقدير.
أيُّها الكريمُ ... يابنَ الكرامِ... حَمَلْتَ في جسدِك أوسمة َالفخار ِوالعّزِ والشموخ ِوأنتَ تذودُ عن كرامةِ أمتِكَ العربيةِ... وأنتَ مؤمنٌ أن الشرفاءَ لا يموتونَ ... بل يبقونَ على مرِّ ِالزمن ِيجسدونَ كلَّ قيمِ أمتِهِم حتى بفقدان ِأجسادِهم الطاهرةِ .
كلُّ التحايا لأرضِنا العربيةِ الفلسطينية ... الأرض ِالطيبةِ الطهورِ، وهي تضمُّ بَيَن جوانحها أعزَّ وأغلى الرجال... كلُّ التحايا لأطفالِ فلسطينَ ... الرجالِ الرجالِ ... ولزهراتِ فلسطينَ ...فلسطينُ الأرضُ التي يعيشُ على أديمِها شعبٌ عنيدٌ ... عصيٌّ على الكسر ِ... جبارٌ ... صاحبُ إرادةٍ ثوريةٍ لا تلين ، إيمان بالله لا يتزعزع .
أخي الحبيب... كلما يخفقُ في صدركِ قلبي
أكملَ الدورةَ دمٌ في وريدي
لقد كنتَ وبصدقٍ لكلِّ جزءٍ من فلسطينَ ... وكأنَكَ ولِدْتَ في كافةِ أجزائِها ... فكانَ لكلِّ فلسطيني ٍ فيكَ حصة ٌ ... سواء أهلنا عرب 48 وفي الضفةِ الغربيةِ والقطاع ِوبلادِ الغربةِ والاغتراب ... كنت القاسمَ المشتركَ في محبتِك... في مسيرة حياتِك ... وللجميع .
أخي الحبيب ... ستبقى حاضراً في الوعي ِوالقلبِ والضمير ِ، سوف تتحققُ أحلامُكَ وأحلامُ كلِّ المخلصينَ بعودةِ فلسطين كلِّ فلسطينَ ... إلى صفائِها الفطري ... حيثُ لا غزاةَ... ولا محتلينَ ولا أقدامَ غريبةً تلوثُ الأرضَ والفضاءَ ، ستعودُ الروحُ الفلسطينيةُ بكل اشراقاتِها ، طيبتُها ، أصالتُها،غناؤُها التراثيّ ، رقصُها الشعبي ، فما استحقَ الحياةُ فلسطينيُّ إن ضاعتْ في الأرض ِحقوقُ الشهداء.
أيُّها الحبيبُ الشهيدُ ... لكَ ولكلِّ الشهداءِ باقةُ وردٍ ... لشعبِنا العربيِّ الفلسطينيِّ على امتدادِ الوطنِ العربيِّ ... من ليبيا ... الشعبُ العربيُّ الليبيُّ الذي قدَّمَ وضحى في مواجهةِ الاستعمارِ الفاشيست ، عانى مرَّ المعاناةِ ... لكنه انتصرَ بالمقاومةِ ... من ليبيا ... شيخ ِالمجاهدينَ عمر المختار ... من ليبيا ثورةِ الفاتح ِوكلمةُ السرِّ القدس ... وقائدُها الرجلُ النبيلُ الأخُ القائد / معمر القذافي المنتصرُ دوماً لفلسطينَ قضية ًوشعباً .
في هذا المقام أتوجهُ بالتحيةِ للسيدِ الرئيس محمود عباس أبو مازن ، رفيق ِدربِ الشهيدِ ياسر عرفات والذي يُكابد في مجاهل الأيام لانتزاع حقوقنا بتضحيات شعبنا.
وأتوجهُ بالتحيةِ والشكرِ للإخوة إبراهيم أبو النجا عضو المجلس الثوري و د. أسامة الفرا محافظ خان يونس ولكافةِ الفرق ِ الرياضيةِ الأربع ِوالعشرين التي شاركت في الدورة الرياضية ( دورةُ الشهيدِ القائدِ مجيد ) ولجميع ِالأخوةِ في قيادةِ الإقليم والمناطقٍ ولدائرةِ الأشبال ِوالزهراتِ والطلائع ِوالفتوةِ وكذلك للأخوين ِ/ عاطف شعث وأكرم الفرا ولكلِّ من ساهمَ في إنجاح ِدورةِ الوفاءِ وهذا لا يأتي إلا مِنْ أهل ِالوفاء .
يحدونَا الأملُ أن نلتقيَ دائماً لنقيمَ دورتِنا الرياضيةِ على أرض ِفلسطينَ المحررةِ وعاصمتُها القدسُ ، القلادةُ التي تزينُ صدرَ وطنَنَا العربي الإسلامي.
بَعَد رحيل ِالفارس ِ... ماذا تَبَقَى لنا من مجيد ؟!
تبقى إرثٌ غنيٌّ في قلوبِ العارفين بكَ ومَنْ سمعَ عنكُ ، وأبناءُ أعزاءُ هم صورةٌ مشرقةٌ لأبيهم ...وذكرى عزيزةٌ كريمةٌ ... والى أن نلقاكَ... لروحِكَ ولأرواح ِ الشهداءِ ... الحبُ...والوفاءُ... والسلامُ .
المجدُ والخلودُ لشهدائنا الأبرار
الحرية لأسرى الحرية .... الحرية لحرائر فلسطين
الشفاء العاجل للجرحى
وإنها لثورة حتى النصر
تـَـــوْأَمُ رُوحِك
بسام الأغا
سفير دولة فلسطين
طرابلس - ليبيا