بسم الله الرحمن الرحيم
عاشق فلسطين وفلسطين له متعطشة
مجيــــــــــد
في هذه الأيام الصعبة نفتقدك.. في هذه الأيام الحالكة الظلام نتذكرك.. مرّ عام على رحيل مجيد "عاشق فلسطين" قبل عام ترجل فارس ليس ككل الفرسان.. رجل أشباهه من الرجال قليل..
خمسة عقود قضاها جمل المحامل بكل عزم وإرادة وبكل صبر وجلد قضاها بين الغربة خارج الوطن وبين غربة في ربوع الوطن "حيث ظلم العدو وعنته وتجبره".
قلب رحيم مترفق.. ونهر عطاء متدفق.. وجذوة حقد على صهيون تحرق.. يصل الليل بالنهار.. دائم العمل كما الأنهار.
جراح شعبنا منذ النكبة.. أصابت قلبه وتبدو معاناته في إطالة نظره وصمته.. وإذا أطلق العنان للسانه أظهر شكيمة القائد الواثق من قدرات خارقة وعزم لا يلين وتصميم على تحقيق النصر العزيز بقدرة الجبار العزيز.
** لقد سطرت من رحلة كفاحك الطويلة.. وأخلاقك النبيلة.. وأحلامك الواعدة.. وفلسفتك النادرة.. وحكمتك الرائدة أجمل فصول الثورة... وضعتها جميعاً في بوتقة لتكون منهاجاً ثورياً متكاملاً.. وشعلة في درب الكفاح الطويل.. أملاً في تحقيق النصر المبين لأمتنا.. وتحرير كل تراب فلسطين.
** انطلقت في حياتك كالأسد.. تثور حيناً وتعمل في صمت حيناً.. وكل ذلك من أجل فلسطين وشعب فلسطين.
تغمرك السعادة حينما يقترب منك طفل أو طفلة تداعبه بعاطفة غامرة.. تطرح عليه سؤالاً.. لتستمع إلى إجابة بريئة عفوية.. فتكتمل سعادتك.. وكان لصغيرتك المدللة "فرات" النصيب الوافر.
** أمضيت حياتك في مواقع عمل وعطاء كنت فيها الأب الحنون وصاحب الصدر الرحب والأخ الأكبر والناصح الأمين.. والصديق الوفي الكريم السخي.. أمضيت حياتك ناصع الوجه أبيض الكفين.. كثير الحنين لفلســــطين (للجوافة والليمون.. للبلح والزيتون ولأشجار فلســـطين).
كثير الحنين إلى عنب الخليل وزيتون جنين وأزهار رام الله ونابلس.. كثير الحنين للقلعة وشواهد القبور.. كثير الحنين إلى الأقصى والصخرة وشوارع القدس ومسجد إبراهيم الخليل وسور عكا وجبل الكرمل وكل ذرات تراب فلسطين.
** لقد آن لك بعد هذا العناء الطويل أن تستريح.. تفترش تراب فلسطين الذي عشقت وبه تلحفت.. وسط لفيف من الأهل وبصحبة الوالدين عليك وعليهم رحمة الله.
لهذا ولغيره الكثير نفتقدك أيها الفارس المقدام.. في وقت عصيب نعيشه في فلسطين غلبت عليه المصالح الشخصية والحياة المادية والرغبة في حياة الرغد والسلاطين على حساب القضية التي بها آمنت.. يا أصحاب الرأي والمشورة يا أصحاب القرار عليكم بفلسطين ولا تنسوها ولا تبيعوها.. فهي ليست للبيع.. حياتكم فانية والقضية باقية والتاريخ يحفظ لكل صاحب حق حقه.. ولن يرحم المتخاذلين المتقاعسين "تجار القضية".
راية الجهاد ستبقى مرفوعة على سواعد الأوفياء.. الذين عاهدوا الله على الجهاد حتى تحرير الأقصى..
وصدق الإمام الشافعي حين قال في شوقه لغزة:-
سقى الله أرضاً لو ظفرت بتربها كحلت به من شدة الشوق أجفاني
الله نسأل أن يتغمدك بواسع رحمته
ماجد عصام الأغا