حكمة الصبر الحمد الله الذي أنعم علينا بالإسلام الحمد الله بنعمته اهتدى المهتدون ... الحمد الله الذي على قضائه وقدره وبلائه ونعمائه ... أحمده سبحانه وتعالى ، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمداً عبده و رسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ... إن الله سبحانه و تعالى خلق الدنيا مليئة بالخير و الشر ، وخلق الإنسان وجعله معرضاً لأنواع كثيرة من الآلام والأحزان ، يقول سبحانه وتعالى : (( كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر و الخير فتنة وإلينا ترجعون)) سورة الانبياء – الآية 35 ، ويقول أيضاً : (( ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)) سورة الملك – الآية 2 . أكثر الناس بلاء في هذه الدنيا الأنبياء ثم الصالحون ، فالله سبحانه وتعالى يبتلي الإنسان على قدر دينه ، فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه ، وليس ذلك للمؤمنين بتعذيب أو عدم محبة من الله لهم ، إنما ذلك ابتلاء واختبار. والابتلاء في الدنيا أشكال و ألوان ... أهمها : الابتلاء فيما جاء به ديننا الإسلامي الحنيف من أوامر و نواهي، والابتلاء بفتن المناصب و الشهوات، والابتلاء بنصرة الباطل ، والابتلاء بتسلط الأعداء وقلة النصير. والابتلاء بالخوف و الجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات .. وهذا كله أصابنا منذ أكثر من نصف قرن وعانينا منه ومن تبعاته . وإن أعظم و أقوى ما يتدرع به المؤمن لمجابهة ومقارعة تلك الابتلاءات هو الصبر الجميل الذي يقربنا الى الله ، يقول سبحانه وتعالى : (( واستعينوا بالصبر و الصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين )) سورة البقرة – الآية 45 . ويقول أيضا :(( يا أيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا و رابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )) سورة آل عمران – الآية 200 . هذا هو نداء الحق سبحانه و تعالى ... للمحاصرين للمعذبين للمغدورين من الأهل والجوار ومن المسلمين ومن الكافرين ومن المشركين ...هؤلاء جميعا يجب أن نرد عليهم بلاستعانة بالله سبحانه وتعالى ... وبالصبر، وبالصلاة ، وبالرباط ، وأخيراً سيكون النجاح و الفلاح . إن وعد الله حق ... وهو الذي يخلف الميعاد ، هكذا سبحانه وتعالى وعد المؤمنين الصادقين الصابرين. وأخيرا في مقالي هذا المنبعث من القلب المحب الى القلوب المؤمنة ، إلى احبابي و إخواني ... وأبنائي ، إلى كل أولئك ذكوراً وإناثاً ، يجب أن يكون الصبر طريقنا ... وكما قيل : (( الصبر مفتاح الفرج )) فاتقوا الله أحبائي وأهلي في كل شيئ ، في دينكم ، في محبتكم لبعضكم ، في تآزركم ... في عطفكم ... في صبركم ... واتقوا الله أبناء شعبي الكرام ... الذين اوذوا وفتنوا في دينهم ... في أرضهم ... في عرضهم ... في معاشهم ... في عملهم ... فتلك الحكمة من الصبر عظيمة وجليلة ... الصبر الصبر لم يأتي إلا بخير ،ويقول صلى الله عليه وسلم: (عجبي للمؤمن أمره كل خير، إذا ابتلى فصبر فذلك خيرواذا أعطي وشكر فذلك خير ) ... اللهم اجعلنا من الصابرين ، المؤمنين المخلصين الصالحين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم : الدكتور : مسعود يحيى الأغا. |