مقالات

15 مايو .. سرقة وطن


15 مايو .. سرقة وطن
مصطفى عثمان الاغا

15/05/2006

تمر الذكرى الثامنة و الخمسون لإغتصاب فلسطين و كأن ساعة التاريخ توقفت ، فلا المحيط العربي تحرر من قيودٍ تكبل قراره الوطني ، ولا المحيط الدولي وخزَهُ ضميره و دمعت عيناهُ تكفيراً عن الجريمة.
 

في مثل هذا اليوم تمت أول جريمة سرقة لوطنٍ بقرار دولي ، بعد أن شُرد أهله في بقاع الأرض وشُطبت قراهُ و بيوته من الخارطة . ورغم أن هذا القرار الظالم ينص على اقامة دولتين واحدة يهودية وأخرى عربية ، وأعطى للعصابات الصهيونية أكثر من 55% من الأرض الفلسطينية الأكثر خصباً و تميزاً إلا أنه أغمض عيناه عامداً متعمداً عن نصفه الآخر ، ورغم رفض العرب أنذاك لهذا القرار المجحف إلا أنهم عادوا وقبلوا بفتاتٍ منه .

 

 ولا زال مسلسل القتل الجماعي و الإرهاب الصهيوني ممتداً و انتقل من أيدي عصابات الهاجاناه و شتيرن إلى يد الدولة الإرهابية الممنهج والمنظم ضد كل ما هو فلسطيني و سط صمت عربي و دوليّ يثير الإشمئزاز .

 

 فهنا يُحاصر ُ شعبُ بأكمله و تدور على صدور أبنائه جنازير الدبابات ، وتسقط على بيوته و عرباته وحافلاته صواريخ القتلة و يحاصر قائده حتى القتل و تغتال آلته الجبانة شيوخه على كراسيهم المتحركة ، وتقتل الطفل المحتمي بظهر أبيه أمام شاشات التلفاز ، و تقتل الرضيع و فمه النديّ يفتش عن ثدي أمه.


توقفت ساعة التاريخ على المشهد المأساوي ليسجل الجريمة بكل تفاصيلها لأجيال نثقُ أنهم سيحرسون الحلم وإن طال الزمن لتزرع بساتيناً قتلتها الجرافات و زيتونا اغتاله القتلة ليجثم مكانه غابات الإسمنت الوحشية .

 وليزهر الوطن الأجمل بالياسمين ، تظلله كروم اللوز و العنب و الزيتون ، وسيبقى النخيل الفلسطيني شامخاً لا ينحني 
 

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. مصطفى عثمان مصطفى عثمان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد