العالقون 04/11/2007
لقبٌ جديدٌ نزفه للعالم يلتصق بالشعب الفلسطيني ، و لعله من المناسب أيضاً أن نضعه في موسوعة "جينس" للألقاب فلا أعلم شعباً غير الشعب الفلسطيني يحمل من ألقاب البؤس و التشرد ما يحمله شعبنا الفلسطيني . اللاجئون ، النازحون ، المبعدون ، المهجرون ، المطاردون ، الملاحقون ، و أخيرا و نرجو أن يكون آخرا .. العالقون. العالقون على ضفتي السلك الشائك بين الرفحين اسم جديدٌ حمله أبناء غزة عنوة ، و ظلماً ، و قهراً .
ولا يتحمل مسئولية هذا الظلم العدو الصهيوني و حده هذهه المرة و إلا كنا كالنعامة رأسها في التراب و مؤخرتها مكشوفة للجميع . ليس عيباً أن نضع اصبعنا على الجرح و لكن العيب أن نترك الجرح ينزف ، ينزف حتى آخر الوجع الذي ما توشك نهايته على الإقتراب حتى تبتعد كثيرا و بقسوة . أنا لا أصدق أننا فلسطينياً على الأقل لا نستطيعُ فتح المعبر أو المعابر أو حتى مطار غزة إن خلصت النوايا لوجه الله و الوطن . "" لو عثرت بغلةٌ في العراق لكنت مسئولا عنها"" هل نعرف هذا الشعار و نعمل به؟؟؟ أم أن اهتمامنا لا يتقاطع هنا مها بلغ عذاب شعبنا !!؟؟
لدينا جميعاً معطيات بحجم الجريمة ، ونعرف أسماء بذاتها ، و أصابعنا جاهزة لفقء عيونهم و سنفعل قريبا ، لأن تضحياتٍ بحجم العطاء الفلسطيني لا يجب أبدا أن تستخدم للمزايدة السياسية من هذا الطرف أو ذاك الطرف وسيبقى السؤال الأهم دائما عند الحديث عن الوفاق : أين الوطن ؟؟
أين الوطن حين تنامون و يصل شخيركم للشارع المجاور في حين يحصد الإنتظار أرواح المرضى العالقين على الضفة الأخرى ؟؟
أين الوطن حين ترسلون أبناءكم لأرقى المعاهد و الجامعات الأوروبية " أحد القادة يرسل ابنته كل يوم للجامعة في الأردن في موكب مهيب لتعود العصفورة تنام في عشها في رام الله"ولا تنام أعين العالقين في غزة و هم ينظرون إلى مسبحة الأيام و هي تفرط حبة تلو أخرى و يفرط معها فصلٌ دراسي آخر ؟؟ أين الوطن حين يصبح الإعلان " قد لا يتم تنفيذ ما يعلن عنه لأسباب قهرية" عن فتح المعبر " العوجا – نتسانا" انجازا و فتحاً مبيناً؟؟
نحن نقول لكل المتحذلقين و فلاسفة آخر زمن أن فتح المعابر هو حق فلسطيني يجب أن يعود و فورا و بلا جميل من أحد ، وهذا أقل واجب نقدمه لشعبنا . و أقول أكثر من هذا ان حرية التنقل و السفر و العودة التي تكفلها كل القوانين والأعراف الدولية يجب أن لا ينام قادتنا قبل تحقيقها ، حتى عودة كل لاجيء و نازحٍ ، و مبعدٍ ، و عالقٍ ، و مهاجرٍ ، و ...... عالق. أعلم أن أبناء الأمراء من شعبنا لا يواجهون ألم الإنتظار الموجع في رفح و العريش و القاهرة حين أوشك عزيز قومنا أن يُذل .
و أعلم كم منهم من أرسل "عالقيه" الى الأردن ومن ثم إلى الضفة الغربية ومنها إلى غزة . هكذا أصبح شعبنا " سادة وعبيد" منذ الإختراع الجهنمي المسمى بكارت ال "في أي بي "الذي أفسد الكثير من كوادرنا ، والقصة معروفة ولا داعي للخوض فيها مرة أخرى ، فقد حاصرونا بقصص جديدة حتى ننسى قصة الأمس و التفكير بالهم الجديد .
وأخيرا أتوجه لكل فلسطيني قائدٍ أو تابعٍ ، يمسك قلماً أو مدفعاً أن يمارس دوره في الحفاظ على تضحيات شعبنا و ينكر ذاته من أجل وطن يستحق منا العطاء بلا حدود .
مصطفى عثمان الأغا
|