مقالات

شباب على درب الإبداع

 

 

شباب على درب الإبداع
رسالة اعتزاز إلى الصحفي علي الأغا

الصحفي
علي محمد سالم
02-06-1975

 


ابن أخي الودود بن الودود/ علي محمد سالم الأغا رعاك الرحمن الرحيم


سلام الله عليك ورحمته وبركاته.. وبعد،
سعدت بقراءة تحقيقك الصحفي القيم عن (نفق رفح هو الأهم)، وكذلك موضوعك الثاني (الكوميديون يضعون حلولاً لفشل السياسيين) وذلك بموقع النخلة في نهاية شهر مايو الماضي (يمكن الضغط على هذا الرابط او الرجوع  الى أرشيف المقالات للاطلاع على التحقيقين).

ومكمن سعادتي نبع من عدة محاور منها: اختيارك الموفق لمادة الموضوعين الرائعين، وأسلوبك الصحفي المتأدب، وطريقة عرضك الشيقة، ووضعك للعناوين الرئيسية والفرعية، ومحاورتك مع من التقيتهم من عامة الناس، ووضعك للقارئ في جوهر الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني في قطاع غزة تحت ظلال الحصار الصهيوني العربي الجائر.

ولم تترك القارئ ـ يا علي ـ يلوك أحزان الحصار وهمومه، بل حاولت ـ بذكاء وحنكة صحفية لافتة ـ أن تشده إلى عالم الكوميديين الذين وضعوا ـ ببراعتهم ـ حلولاً لفشل السياسيين، وهذا العنوان ـ لعمري ـ جدير بتحية خاصة.
ومن خلال موضوعيك الماتعين وضعتنا نحن أبناء المنافي والشتات في قلب المعاناة التي يعيشها أبناء قطاعنا الغزي الحبيب، ولا نملك ـ على البُعد ـ إلا الدعاء الصادق والتضرع المذل للحق تبارك وتعالى أن يفرّج الكرب، ويزيل الغم، وينشر لواء السعادة (الغائبة) على رؤوس فاقديها ومحروميها، والمتعطشين للنهل من رحيقها.

أخي وابن أخي:
أتصفح بصورة يومية ـ وشبه يومية ـ محتويات موقع العائلة ويعلم الله تبارك وتعالى أنني أبتهج لكل إنسان أدخل الله البهجة والسرور في سويداء قلبه، سواء كساه حلة النجاح أو الزواج، أو الذرية، أو الشفاء ... فأدعو له بالمزيد من الخير والبركة وهدأة البال.
كما أنني ـ بالمقابل ـ أشعر بغلالة من الأسى والألم تظللني لكل مكروه يحلّ بأي فرد سواء عرفته أو جهلته، وفي كلا الحالين أدعو الله تعالى أن يغرس في فؤاده فضيلتي الصبر والسلوان لتكونا ذخرا له في رصيد حسناته.

ولكن ما يؤرقنا ـ يا علي ـ ويقضّ مضاجعنا نحن المغتربين ما تعانيه الساحات الإسلامية والعربية والفلسطينية ـ بشكل خاص ـ من تشرذم وتيه وضياع ليس له من دون الله من كاشف.

أخي الودود علي:
إن محنة النفي الإجباري الممض التي نعيشها منذ عشرات السنين، جعلتنا أكثر شوقاً وأعمق حنيناً إلى فلسطيننا الغالية، فأجسامنا المهيضة تقبع (هنا) في هجير وفيافي الاغتراب، بينما أرواحنا الهائمة تحلق(هناك) عندكم، وشتّان بين (الهنا والهناك)، فما المكان هو عين المكان، ولا الزمان هو نفس الزمان، لا ولا حتى الهواء هو نفس الهواء!
رغم ذلك فإن محنة النفي الاجباري التي أحرقت أكبادنا لوعة وأسى لم تفلح أبداً في قطع وشائج الحب والوصل بيننا، وموقع النخلة يمثل (الديوان الالكتروني لعائلتنا) فمنه نرتشف بعض

الصحفي
محمد سالم علي
19-05-1947

الاخبار والصور والمقالات التي تطفئ جانباً من لظى الحنين.

ولكننا حقيقة نعاني من شح المعرفة بأسماء وأنساب الأكثرية من أبناء العائلة، فعندما تصطدم عيوننا بخبر وفاة أحدهم نتأمل اسمه الأول فإذا جهلناه نتأمل اسم أبيه فربما نكون على معرفة به، فإذا لم يكن ذلك انتقلنا إلى اسم جده وإخوانه وأعمامه وهكذا دواليك.
وينطبق الحال أيضاً بالنسبة لمن نجح أو تزوج أو رزق بمولود أو تفوق في أمر ما، وهذا ما حدث معي بالنسبة إليك يا علي، فلم أحظ بمعرفة معمقة عنك، لكنها معمقة بالنسبة لوالدك الكريم الذي تربطني به وشائج عديدة. وأنا مدين له بجمائل وفضائل عديدة، جزاه الله عني خيراً .

أما جدك المرحوم الحاج علي فقد عرفته عن بُعد يوم كنت طفلاً، وكان هو يغذ السير نحو مرحلة

المرحوم
الحاج علي حمدان الاغا
 1898 - 1970

 الشيخوخة متهادياً بخطوات وئيدة وطلعة بهية صوب ديوان السطر الشرقي للصلاة الجماعية أو للسمر مع الأقرباء والخلان أو لكليهما معاً.

ليسامحك المولى يا علي، فلقد هيجت مخبوء الذكريات الراعفة في صدري، والتي ما برحت منقوشة في بؤرتي العقل والوجدان، وكلما هاج شوقي رددت قول (شوقي):

بلادي وإنْ جارتْ عليَّ عزيزة         وأهلي وإنْ ضنّوا عليَّ كرامُ

وكذلك قوله في قصيدة أخرى:

وطني لو شُغِلْتُ بالخُلْدِ عنهُ            نازَعَتْني إليه في الخُلْد نفسي


وأيضاً قوله في مناسبة أخرى:

هَبْ جَنّةَ الخُلْدِ اليمن                    ْ لا شيِء يعدل الوطن


يا علي...
في نهاية هذه الرسالة الطوافة بين العقل والعاطفة أناشدك الله ثلاثا أن تسعى جاهداً ـ إنابة عني ـ لزيارة قبور أحبابنا الراقدين في رحاب الأبدية بمقبرة (الشيخ عمري) وقبر الحاج مسعود بمسجد السطر، ومقبرتي الشيخ يوسف والعائلة بوسط وغرب خان يونس،وتقرأ فاتحة الكتاب على ارواحهم وتقرئهم سلاماتي وتضرعاتي وابتهالاتي للحي الذي لا يموت أن يشملهم برحماته وغفرانه، وأتمنى عليه جل جلاله أن يكتب لي رقدة أبدية بجوارهم، فهم السابقون ونحن اللاحقون،فالفراق الأخير يدنو والظلام الدامس يقترب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وسبحان الحي القيوم.
أصدق الحديث
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم :" أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام".


عمكم
أبو خلدون
الدوحة/يونيه 2008

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 
أخي الحبيب محمد سالم "بني حمدان"
تحية ود متجدد وبعد:
تلقيت رسالتك النصية S.M.S المتضمنة شكرك على ما تضمنته رسالتي الى ابنك النابه الصحفي علي محمد سالم، وأستأذنك أن نقرأ معاً جزءاً من قصيدة لشاعرة فلسطين الأولى الراحلة فدوى طوقان .. وفيه ترجمة صادقة لنبضات قلبي المترع بالهموم والأشواق بانتظار فجر يتسامى .
 
وصلتني منك اليوم رسالة
فيها نبض ... فيها شعر
ترجع لي ذكرى الزمن الضائع
من أيام العمر
تنسيني هذا الزمن الشائه
زمن القهر
كلماتك تورق ... تزهر
أتنسم فيها ريح العنبر
أتفيأ ظل الشجر الأخضر
تسألني عن أحوالي
حالي ... حالي لم يتغير
الأيام هنا تتشابه
ليل يرصد نافذة الفجر ! 
 

بسم الله الرحمن الرحيم

ولدي وابن أخي الصحفي علي محمد سالم

تحية مورقة بالخير وبعد:

 أشكرك على رسالتك النصية S.M.S التي قلت فيها نصاً:"ما كتبته عني شهادة تقدير أعتز بها" ، وثق أيها الصحفي النابه أن اعتزازي بما سطره قلمك في مقالتيك هو الذي دفعني لكتابة رسالتي-مقالتي اليك .

فأنت أبدعت وأنا أثنيت، وأتمنى أن تتدارك مستقبلاً وجود بعض الأخطاء الاملائية والنحوية .

ودمت مشمولاً برعاية الله وتوفيقه .

عمكم أبو خلدون-الدوحة
 

 

Name عبد الكريم صقر الأغا
Email/ Phone abdulkareem@elagha.net
Address السطر
Date & Time Sunday 15th of June 2008 10:02 AM(Jerusalem Time Zone)
Comments

تحية ود واحترام وتقدير لكل الكرام .. لإنني وقبل كل شيئ أقول الحمد لله رب العالمين على ما رزقنامن النعم ماظهر منها ومابطن ومنها نعمةالعلم والتواصل واللقاء على هذه الشبكة والتي أسأل الله أن يبارك لنا في خيرها ويجيرنا من شرها , ويحفظ القائمين والمطلعين عليها. أشكر أستاذي وابن خالتي الأستاذ الفاضل أبو خلدون .. أستاذنا ومعلمنا وقدوتنا وخاصة في تشجيعه للأقلام الناشئة صاحبة المبادئ والأفكار النيرةالهادفة .. فبارك الله في أساتذتنا وأبنائنا .. فكل منكم يستحق الثناء والتقدير .. وأن يجعلكم الله نبراساً لهذه الأمة.


 

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. نبيل خالد نعمات خالد الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد