النخلة هديتي
إلي موقع النخلة، وقرائها الأكارم، وأخص بالذكر القارئ العربي العراقي الأخ ياسين عبود جاسم محمود
من العراق الشقيق، الذي أعجبه الموقع وأعجبته نخلة الأخ سفيان.
[1] النخلة | |||
ياسين عبود جاسم محمود * yasin abood * العراق * الخميس: 23-04-2009 18:28 |
| ||
|
بقلم: محمد سالم بن علي حمدان أسعيد رواي الأغا
الحقيقة أنه منذ أن أنطلق موقعنا "النخلــــة" المميز بجهود الأخ المهندس سفيان محمد عودة ومعاونيه الأكارم، لقيَّ الاستحسان والرضا من الجميع، حتي من أخواننا العرب الذين أعجبوا بهذا الموقع، وبهذا التسمية، وكان آخرهم الأخ ياسين عبود جاسم محمود حتي شعرنا جميعاً أننا نستظل بظل نخلة نغرف ونأكل من ثماره، مثل نخلة خصها الله في كتابه العزيز بمنزلة خاصة، ثمارها من ثمار الجنة وظلها من ظلال الفردوس، شجرة ولدت مريم البتول تحتها نبي الله، عيسي عليه وعلي نبينا محمد صلي الله عليه وسلم، أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد خاطب الله يومها مريم عليها السلام في كتابه العزيز قائلاً:
"وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26)" مريم
وقال: "وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ (34)" يس
وقال: "وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " الرعد صدق الله العظيم
ويصل مدحها ذروته عندما يُعدها الصادق الصدوق محمد صلي الله عليه وسلم، بأنها شقيقة أدم عليه السلام، حيث ورد عن الأمام علي أبن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من فضلة طينة آدم )، وقديماً أسُتعمل سعفها إشارة للظفر والنصر، وما زالت أقواس النصر عندنا وعند أخوتنا العرب تزين به، كما لها حضورها عند بعض الديانات الشرقية ، وكما أتخذ الأخ سفيان محمد عودة "النخلــــة" رمزاً لموقع عائلتنا الكريمة فقد أعتبر اليونانيون والرومانيون قديماً شجرة النخيل رمزاً وشعاراً لفلسطين والبلاد العربية المجاورة لها .
ومن طريف ما قرأت في رسائل"إخوان الصفا وخلان الوفا" أنهم اعتبروا النخيل" نبات حيواني"لأن بعض أحواله مُباين لأحوال النبات وان كان جسمه نبات، واستدلوا علي ذلك بأن أشجار الفحولة متباينة عن أشجار الإناث، كما ذكروا أن أشجار النخيل اذا قطعت رؤوسها جفت وبطُل نموها وماتت، وقد تحدثوا بإسهاب عن التماثل بين الإنسان والنخلة في أكثر من ناحية منها الجسمية ومنها العاطفية، وأنهم متشابهان في طول حياتهم، ومن الطريف أيضاً أن في أشجار النخيل الذكر والأنثى والخُنثي ، وأن رائحة طلع النخل "حبيبات اللُقاح الناضجة" شبيه برائحة مني الإنسان، وعلامة خنوثة النخلة يُعرفها مزارعو النخيل في بلدنا خان يونس بأنها شجرة النخيل التي لم تبلغ التذكير ولم تبلغ تمام الأنوثة، أي لا منها الطلع "اللقاح"ولا "منها البلح" .
وأذكر، ويتذكر معي أبناء جيلي، ومن هم أكبر، أن آبائنا وأجدادنا استعملوا جذوع وسعف النخيل وهو جريد النخل في تسقيف بيوتهم الطينية، وعُرش لهم يسكتونها صيفاً وعملوا حظائر لمواشيهم، ومصدات للرياح لمزروعاتهم، والأقفاص لحفظ إنتاجهم الزراعي، ومن "الخوص" وهي أوراق الجريد صنعوا منها الحُصر والقفف، والسربلات ومن الكرانيف عملوا المكانس الشعبية، كما صنعوا الحبال بجميع أنواعها وأحجامها لتناسب استعمالاتهم، وتلائم حاجاتهم .
ومن الجدير ذكره، أن أهلنا وآبائنا وأجدادن، زرعوا النخيل مبكرا في خان يونس، ً كشجرة طيبة وقطوفها دانية بالبركة والرزق الوفير، كما اهتمت سلطتنا الوطنية بعد بسط سيطرتها علي الأراضي المحررة بزرع الزيتون والنخيل في شوارع قطاع غزة تحت شعار"شجر شامخ يُزرع في وطن شامخ"، وحضرتني الآن قصة جذع ونخلة كنت قد قرأتهما قبل سنوات، سأرويها لكم عسي الله أن يكرمنا بثواب روايتهما لكم :
ورد في السيرة العطرة أن سيدنا ورسولنا محمد صلي الله عليه وسلم كان يقف و يخطب علي جذع نخلة، ولما صُنع له منبرا ليخطب من فوقه، ترك الجذع وصعد المنبر، وراح يخطب، فإذا بالجذع يئن ويخور كالثور، أنيناً سمعه كل من كان بالمسجد من صحابة رسول الله، عندها نزل رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال مخاطبا الجذع : أهدأ يا جذع ... أهدأ يا جذع ، إن أردت أن أغرسك فتعود أخضراً يؤكل منك إلي يوم القيامة، أو أدفنك فتكون رفيقي في الآخرة ، فقال الجذع : بل إدفني وأكون معك في الجنة " .
كما ورد في السيرة العطرة أن سيدنا ورسولنا محمد صلي الله عليه وسلم كان يجلس وسط أصحابه، ودخل عليهم شاب يتيم يشكو جاراً له فقال يا رسول الله:
كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق سور البناء نخلة هي لجاري، فطلبت منه أن يتركها لي لكي يستقيم السور، فرفض، فطلبت منه أن يبيعني إياها فرفض فطلب الرسول أن يأتوه بجار اليتيم، فصدق الرجل علي كلام اليتيم للرسول علية الصلاة والسلام، فسأل الرسول الجار أن يترك لليتيم النخلة أو يبيعها له فرفض الرجل، فأعاد الرسول طلبه بأن يترك له النخلة أو يبيعها له فرفض الرجل، فأعاد الرسول قوله: "بع له النخلة ولك نخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام " فذهل أصحاب رسول الله من العرض المُغري جد، وتساءل أصحاب رسول الله عجباً .. من يدخل النار وله نخلة كهذه في الجنة..؟! وما الذي تساويه نخلة في الدنيا مقابل نخلة في الجنة ..؟ لكن الرجل رفض مرة أخري طمعاً في متاع الدني، فتدخل أحد أصحاب الرسول، ويدعي آبا الدحداح فقال للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم :
أن اشتريت تلك النخلة وتركتها للشاب هل يكون لي نخلة في الجنة يا رسول الله ؟ فأجاب الرسول نعم ، فقال آبا الدحداح للرجل:
أتعرف بستاني يا هذا ؟ فقال الرجل، نعم ، فمن في المدينة لا يعرف بستان أبا الدحداح ذو الستمائة نخلة والقصر المنيف والبئر العذب، والسور الشاهق حوله، فكل تجار المدينة يطمعون في تمر وبلح آبا الدحداح من شدة جودته..! فقال آبا الدحداح، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي، فنظر الرجل إلي رسول الله غير مصدق ما يسمعه، أيُعقل أن يقايض ستمائة نخلة من نخيل أبا الدحداح مقابل نخلة واحدة ...! فأعتبرها صفقة ناجحة بمقياسه، وكل مقاييس عصره، فوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم والصحابة علي البيع، وتمت البيعة، فالتفت آبا الدحداح ناحية رسول الله سعيداً وسائلاً :
" ألي نخلة في الجنة يا رسول الله ؟ فقال الرسول " لا " فبهت آبا الدحداح من رد رسول الله ، فأستكمل الرسول كلامه قائلاً ما معناه " الله عرض نخلة في الجنة وأنت زايدت علي كرم الله ببستانك كله يا آبا الدحداح، ورد الله علي كرمك وهو الجواد الكريم ذو الجود والكرم، بأن جعل لك في الجنة بساتين من النخيل أعجز علي عدها من كثرتها " .
وقال الرسول الكريم : " كم من مداح إلي آبا الدحداح " والمداح هنا تعني النخيل المُثقلة من كثرة التمر عليه، وظل الرسول يكرر جملته حتي تعجب الصحابة من كثرة النخيل التي وصفها الرسول لآبا الدحداح، عندها تمني كل منهم لو كان آبا الدحداح...! .
وعندما عاد أبا الدحداح إلي امرأته، دعاها إلي خارج المنزل وقال لها: " لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط "، ففرحت وتهللت من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجارة وشطارته، وسألت ما الثمن.. ؟ فقال لها زوجها الأمين آبا الدحداح : " لقد بعتها بنخلة في الجنة، يسير الراكب في ظلها مائة عام "
فردت عليه فرحةً ومتهللة " ربح البيع آبا الدحداح ، ربح البيع ربح البيع "
وأنت أخي القارئ تمثل قول الشاعر :
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً بالطوب يُرمي فيعطي أطيب الثمر
وأخير، أوصيكم ونفسي بأن:ـ
نتخلق بأخلاق الإسلام، وبأخلاق الآباء والأجداد، الذين تركوا لنا هذا الميراث والاسم الطيب، وأن نحافظ علي موقع النخلة ديوان " كديوان القلعة" لكل أبناء العائلة، التي نمت كشجرة طيبة وكثر عدد أبنائها، وانتشروا في بلاد الله الواسعة فكما لهم أفخاذ في خان يونس، أصبح لهم جاليات في جمهورية مصر العربية المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية، ودولة الأمارات العربية وقطر والكويت وليبيا والجزائر... وكافة الدول العربية الشقيقة، كما أنتشر أبناؤنا في كل دول العالم، وعلاوة علي سفراؤنا المعتمدون من وزارة الخارجية، فكل أبناؤنا سفراء لعائلتهم ولوطنهم ، وسنبقي نذكر بالخير من أرتقي الي العلياء في ديار الغُربة، فرحم الله أمواتنا حيث ماتو، ولنقرأ الفاتحة عليهم حيث كنا، ونسأل الله للجميع العفو والعافية، وأن يسترنا في الدارين، ويرحمنا ويرحم والدينا، ووالد والدينا، ومن له حقٌ علين، وأن يُظلنا الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وأن تبقي أرواحنا تهفوا و قلوبنا تئن و تحن لملاقاة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وتطمئن بذكر الله، وأن يجعلنا من الذين يستمعون الي القول، فيتبعون أحسنه، كما أسأل الله تعالي أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن ييسر أمورنا وأن يجعل الجنة أول وآخر مرورنا جميعا الي الفردوس الأعلي.
وثق يا أخي أن هناك نخلة في الجنة تنتظرنا !!!..إذا رددت معي ..(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)
[1] د. يحيى زكريا اسعيد الأغا | شكر واجب | 04-03-2010
[2] بلال حجاج نايف شبير | تحية | 04-03-2010
[3] الحاج سعيد أحمد الأغا( أبو عماد) والعائلــــــة | شكر وتقدير | 05-03-2010
[4] محمد عوني وصفي الاغا | النخلة | 05-03-2010
[5] المنتصر بالله حلمي احمد الآغا | خضراء على مدار الأيام | 05-03-2010
[6] منال عاشور مسعود الاغا | عمتنا النخلة | 08-03-2010
[7] هاني غانم مسعود الاغا | جزيت خيرا | 09-03-2010