مقالات

يا قدس عيوننا ترحل إليك كل يوم- محمد سالم الأغا




بقلم : محمد سالم الأغا *



رغم المجازر و المؤامرات التي تحاول اقتلاع جذورنا من الأرض التي خصنا الله بها , وأنزل فيها قرأناً , بسم الله الرحمن الرحيم


" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"


ويشهد التاريخ البشري للأرض أننا ولدنا علي ترابها الطيب المبارك فيه، منذ بدء الخليقة عليها, والتي أنجبت واحدة من أحد أقدم الحضارات ولقد بنينا فوقها ثاني بيوتنا, وزرعنا فيها, كل ما لذ وطاب , ورفعنا فوق روابـيها نداء " الله أكبر الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد" , وجعلنا منها مُلتقي للحضارات, ووقفنا للتصدي لكل محاولات اغتصابها من كل من مروا عليها بهدف انتزاعها منا, أو انتزاعنا منها.

ولأن أرضنا بهذه القدسية فقد طمع فيها الطامعون, والحاقدون , وتوالت الهجمات الواحدة تلو الأخرى, وكانت آخرها الهجمة الصهيونية, في القرن الماضي, والتي تمكن اليهود من اغتصاب القدس و فلسطين بكاملها في مثل هذا اليوم من العام 1967, ومنذ ذلك اليوم الذي بسط اليهود الصهاينة, حقدهم, فعيوننا ترحل للقدس وأقصاها الأسير كل يوم .

ورغم نجاح الصهاينة في احتلال أرضنا الفلسطينية المباركة, وتشريد أهلها منها بقوة السلاح, وارتكاب مجازرهم, ومحاولاتهم المتكررة في تغيير معالم الأرض, وتدمير مدننا وقرانا وتهجير أهلنا منها, وتحويل من بقي منهم فوق أرضهم أقلية مضطهدة, وتقطيع بلادنا إلي كنتونات منفصلة لهو مؤامرة كبيرة لتصفية خصائصنا الوطنية والقومية والدينية .

واليوم مطلوب منا جميعا كفلسطينيين, أينما تواجدنا, وأينما كنا , فوق الأرض الفلسطينية, أو الشتات, أن نتصدي ونحن متوحدون وموحدون,لإسترجاع حقوقنا التي إغتصبت منا في غفلة عن وعينا, وأن ننقذ أرضنا من التزوير, وتغيير معالمها جغرافياً وديمغرافياً, وأن نبلور معاً برنامجاً ليلم ويجمع طاقاتنا المشتتة, لتحرير الأرض والإنسان, وأن نتمسك جميعاً بثوابتنا الفلسطينية, التي يعرفها القاصي والداني, وأن ننتهز يقظة الضمير العالمي المتأخرة والتي صاحبت , و واكبت " أسطول الحرية " في تحمل مسؤوليته في إنهاء , أطول إحتلال لأرض الغير ألا وهو الاحتلال الإسرائيلي, الهمجي و البغيض، والتكفير عما لحقنا من أذي بلا حدود طيلة السنوات الماضية, كما عليه أن يمتلك الشجاعة الكافية, للتمييز بيننا كضحية وبين الصهاينة كجلاد , وهو الذي رآهم يلونون مياه البحر الأبيض المتوسط بدماء المؤازرين الطاهرة ,التي جاءت لنصرة غزة, وعلينا أن نقنعه أيضاً بوقوفنا صفاً واحدً " فإن كانت غزه محاصرة اليوم, ففلسطين كلها تحت الأحتلال منذ 62 عاماً , والضفة الغربية تنتهك كل يوم ".


ومعا وسويا نحو القدس التي ترحل عيوننا اليها كل يوم.



* كاتب وصحفي فلسطيني .
 

اضغط هنا للتعرف على المرحوم أ. محمد سالم علي حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد