مقالات

الدكتور قنديل شبير والكاتب نبيل الاغا يصافحان قراء النخلة- عصام مهدي


 تعليقا على مقال الدكتور قنديل شاكر شبير نموذج فريد لشخصية الداعية الاسلامي 

الذي نشر بموقع النخلة بتاريخ 20-10-2010

أ. نبيل خالد الأغا.. يحسن اختيار المفردات لتكون سهلة الانسياب ليبدع لنا لوحة ولا أجمل

رحم الله قنديل الحكيم رحمة واسعة.. صاحب السيرة العطرة.. والذي أبصر الدنيا وعيون والديه تبصر الأمل والخير في المستقبل.. ومع خطواته الأولى يفقد والده.. ليدخل باب اليتم مع إخوانه وأخواته وليتضاعف حنان وصبر حليمة الثانية.. أم تعيل وتربي أيتامها بكل الرضا على ما كتب الله لها وعليها من قدر.. تدعو الله صباح مساء أن يحفظ ويوفق ويرزق أطفالها.. كما تسأله أن يعينها على الأعباء الجسيمة التي كتبت عليها.. ولم يخطر ببالها أنها تصنع تاريخاً ومجداً مشرفاً.. فشكري وقنديلة أنارا قناديل.. للسالكين والسالكات دروب العلم.. أما قنديل فأنار قناديل في دروب الدارسين للطب والأطباء.. بل وقناديل في دروب المرضى والأيتام والفقراء.. وقناديل في دروب الأهل والأقارب والجيران..

سيرة عطرة.. لمسيرة مشرفة.. ورغم اليتم والصعاب.. والمعاناة والمصائب.. كان التوكل على الله والاعتماد عليه متبوعاً.. وثب الطفل الفطن الحليم.. بإرادة صلبة وعزيمة نادرة وصبر طويل.. فكان له بلوغ كل هدف يرضي الله ويدخل السرور على والدته ويفيد منه الناس.. والتواضع لله يزداد مع تحقيق كل هدف وهذا أسمى ما يتمناه.. فلم يجنح لحب الدنيا ولم يطمح أو يطمع لأي منصب دنيوي.. فالآخرة عنده خير وأبقى.. رحم الله الحكيم وأمواتنا وجميع أموات المسلمين..

 رغم دخولي العقد السابع لم أحظ بلقاء الحكيم عليه رحمة الله.. وحالي حال الكثيرين ممن سمعوا الكثير.. عنه وقرؤوا هذه الصفحات العطرة.. ولهذا فأنا من السواد الأعظم ممن سمعوا عنه ولم يروه.. وهذا حكم الظالم على الحكيم والكثير من أبناء البلد.. وكما قال الشاعر:
                                                                     حرام على بلابله الدوح ..... حلال للطير من كل جنس

التنقيب عن المناقب .... ومناجم ذهب تشيلي

 أستاذنا الأديب القدير أبوخلدون..

تابعنا نغمات نقش يراعك في رسم هذه اللوحة التي تبرز جوانب شخصية الحكيم رحمه الله.. وكلي ثقة بأنك أجدت الوصف والعطاء.. ووضعت ما جمعت من هذه النفائس والأحجار الكريمة.. في قلادة نادرة تأسر الألباب فكل مَن يتصفح.. خال نفسه يتقلد هذه القلادة.. بل ويصاحب الحكيم في محنه ومنحه.. بل في مصائبه ونوائبه.. بل وكأنه شارك في الوداع والعزاء...

 فضائل الحكيم عليك يا أستاذنا القدير بارزة المعالم واضحة البصمات.. فاختيار الحكيم مع زوجته أم عمار أن يكون العم الفاضل الكريم أبوزهير الزميلي صهرك.. حيث كريمته صاحبة الصون والعفاف هي المرشحة المفضلة لتكون زوجة لك.. لقد فتح باب الكرام أمامك لتكون أم خلدون.. أم الأبناء في رحلة الحياة الحافلة.. وأسأل الله أن يديم عليكم الصحة والسعادة.. لإكمال الرسالة والفرحة مع الأبناء.. ومن جانبي أضيف لمن لا يعرف أن كاتبنا وأديبنا أبا خلدون هو حفيد جدتنا المرحومة زكية شبير (أم قاسم).. وكذلك الزوجة الثانية لجده الحاج محمد حمدان الأغا هي المرحومة الحاجة عائشة سالم شبير (أم رمضان)...

 فكاتبنا يتمتع بنخبة من الجينات ذات المزايا الحميدة وهذا ما ميزه في عطائه الخصب فأحسن اختيار مفرداته.. لتكون سهلة الانسياب مع مداد يراعه الماهر المبدع.. ليرسم لنا منها أجمل لوحة..

 بعد أن فرغت من تتبع هذه الحروف والكلمات والعبارات والتي أبدعت هندستها وتنسيقها لإرضاء أذواق محبيك ومن يتتبع كتاباتك دار في خلدي مشاهد كبسولة النجاة في تشيلي والتي تغوص في الأعماق (700 م) لتصل إلى الغارقين في الظلام الدامس.. السابحين في لجة الخوف واليأس فكان شعورهم أن الموت هو الأقرب إليهم.. وأن بلوغهم هذا المكان السحيق لبلوغ الذهب.. هو أمر قد ذهب..

 شاهد العالم لساعات فرحة خروجهم سالمين من الكبسولة الخاصة.. عناق بعد فراق.. ووابل من القبلات تترى.. ممزوجة بسيل من الدموع جرى.. وهذه الكبسولة أمر نشهده لأول مرة..

 خلتك بعرضك وسردك لكل ما جمعت من الفرائد.. وبذلت في جمعها وتنقيحها جهداً موفقاً استوجب أن تغوص أعمق ممن يبحثون عن الذهب.. أقمت متحفاً خاصاً أعمق من منجم الذهب.. فهذا منجم خاص بدرر الحكيم.. مزايا وسجايا وكرم وتواضع.. وبر وإحسان ووداع ولقاء وفرحة وحزن ومرارة غربة عن الوطن وطاعات لا تحصى.. وبر والدته.. التي منحته الصدر الدافئ.. وأرضعته لبن الحياة ممزوجاً بالأمل في الحياة.. فكل نظرة ودمعة.. وكل ابتسامة وكلمة.. وكل ضمة صدر وقطرة لبن.. وكل صلاة ودعاء.. وكل لقمة وشربة ماء.. والمزيد من نهر معطيات الأم..

استطاع الحكيم بذكائه وفطنته أن يترجمها إلى منهج ودستور ينطلق منه بكل ثقة نحو المستقبل الحافل على مدى نحو (75عاماً)..

 استطاع أبوخلدون أن ينقلنا إلى هذا المتحف المتكامل لكل جوانب حياة الحكيم رحمه الله.. دخلنا الكبسولة طائعين راغبين.. متشوقين.. غير مكرهين.. الواحد تلو الآخر.. أدهشنا هذا الإبداع والترتيب نتحلق حول عميد أدباء العائلة وهو يشرح ويطيل الشرح والتفصيل.. حول محتوى هذا المتحف الفريد الطراز..

 والله أحببنا الشيخ الدكتور قنديل شاكر رحمه الله وكأنا رأيناه بل وعشنا معه.. وقد زادنا ما قرأناه حباً وتقديراً وترحماً.. أنار الله قبرك بقناديل رحمته.. وأنزلك في جنانه مكاناً علياً.. ونسأله تعالى أن يكتب لمن أحبك.. مثلما كتب لك من الأجر ليسعد الجميع بصحبتك في مستقر رحمة الله..

شكرنا وتقديرنا لأديبنا الأستاذ حسام عثمان محمد الأغا صاحب العطاء الوفير.. والخير الكثير.. أدامك الله رائداً وقدوة لكل صنيع (وبالمناسبة الأخ حسام أبوعثمان أحد أحفاد جدتنا المرحومة عائشة سالم شبير أم رمضان)..

بكل التقدير والثناء.. نقدم شكرنا على وافر العطاء.. للقائمين على نخلتنا الغراء.. الأصيلة الانتماء..

أخوكم
عصام مهدي
 

اضغط هنا للتعرف على المرحوم أ. عصام مهدي نعمات خالد الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد