تم نشر مقال للأستاذ محمد حسان الأغا بحوليات العلوم القانونية التابعة لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والتصرف بجندوبة – تونس – تحت عنوان الارهاب والاسلام .
حيث يتعرض الدين الإسلامي الحنيف وأهله في السنوات الأخيرة لحملة تشويه متعمدة وقاسية، قل أن شاهد التاريخ الإنساني مثيلاً لها، تقف خلفها قوى ومؤسسات غربية ترى في هذا الدين الإنساني السماوي والعالمي مانعاً وحائلاً قوياً دون تحقيق أجنداتها الإستراتيجية ذات الميول والمضامين الاستغلالية والاستعمارية المتشددة.
وتستخدم هذه الجهات في حربها التي تشنها من طرف واحد تجاه العالم الإسلامي الذي يشكل 1/5 سكان الأرض، شتى الأساليب اللاإنسانية وغير اللائقة، من الكذب والتجهيل والخداع والتضليل.
وذلك دون الالتفات لأي وازع ديني أو رادع أخلاقي او أمانة علمية او مهنية أو موضوعية، مستغلة بذلك أخطاء وجرائم يرتكبها بعض المسلمين عن جهل وانفعال .
و قد جسمت الممارسات الموجودة على الساحة الدولية بخصوص الإرهاب ملامح النظام العالمي الجديد الذي يجعل كل من يقف في وجه هذا النظام هو متطرف وإرهابي لابد من عزله ومحاربته بكل الوسائل، والشعوب العربية والإسلامية في طليعة المستهدفين لرفضهم هذا النظام الذي يؤيد ويدعم الاحتلال الجاثم في الأراضي العربية، وهو ما تجسد بربط الإرهاب بالإسلام باتهامه بأنه يشجع على الإرهاب، وذلك بهدف الإساءة إلى الإسلام أو تقديمه كنقيض للتقدم والتطور أو خطر يهدد أسس حضارة العصر، و استخدام هذه الصورة المشوهة للإسلام لتبرير الاعتداء على الشعوب والبلدان الإسلامية واحتلال أراضيها و وصف أعمال مقاومتها، فما حقيقة الإتهامات الموجهة الى الإسلام بربطه بالإرهاب
فالاعتداءات التي أصابت الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 11 سبتمبر 2001 قد أفرزت تداعيات خطيرة على مستوى العلاقة بين الإسلام والغرب، ولعل أبرز تلك التداعيات بروز موجة عارمة من الحقد والكراهية ضد العرب والمسلمين وضعت صورة الإسلام في الغرب قي محك حقيقي لم يسبق أن ضعت فيه منذ أكتر من عقدين من الزمن،الغريب في الأمر أن موجة الحقد والكراهية التي أبداها كثير من الغربيين بعد الأجداث الأخيرة لم تقف عند حد مضايقة واستفزاز مواطنيهم من العرب والمسلمين، وإنما انجر ذلك اتهام الإسلام ذاته بأنه يدعو إلى العنف والإرهاب وبذلك اختزل الغربيون الإسلام كله بعقيدة ومبادئه وقيمه في الذين يعتقد أنهم قاموا بالاعتداء على مواقع الحيوية الأمريكية.
إن الدين الإسلامي لا علاقة له بالتطرف والعنف والإرهاب لأنه دين وسط وسلام وحوار وتسامح، وهو ما تجسمه تجسيماً قاطعة عديد آيات القرآن الكريم كقوله تعالى "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" و "لا إكراه في الدين" و"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة الموعظة الحسنة" و"جادلهم بالتي هي أحسن" و"إن جنحوا للسلم فأجنح لها" (صدق الله العظيم)، هذا علاوة على ما يحتوي عليه تاريخ المسلمين من فضائل ومآثر تبرز سماحة الإسلام ورفعة مقاصده وبرّه بالإنسان و الأخوة الإنسانية، وهو ما يعني أن الإسلام بريء من هذا الاتهام فهو دين يدعو إلى التسامح ولا يحرض على العنف والتطرف لأن الإسلام هو دين وسطية واعتدال ولا يدعو إلى التطرف ولا يقر بالعنف وقتل النفس.
[1] أبناء وأحفاد المرحوم/ عبدالرحمن سعيد الأغا | بارك الله فيك | 09-01-2011
[2] يحيي فتحي علي الأغا | شكر وتقدير | 10-01-2011