مقالات

نجم وثلاث كواكب أناروا ليالي رمضان في القرن الماضي (الجزء الثاني) بقلم محمد سالم علي الأغا

 

 

نجم وثلاث كواكب أناروا ليالي رمضان في القرن الماضي
(الجزء الثاني)


كتب : محمد سالم الأغا



رحم الله فقيدنا وعمنا الشيخ سعيد حمدان الأغا، الذي سطع نجمه مع كوكبة من علمائنا الأفاضل في القرن الماضي وهم أبناء العمومة فضيلة الشيخ فهمي حافظ عثمان الأغا، رحمه الله، وفضيلة الشيخ زكريا أسعيد حمدان الأغا رحمه الله، وفضيلة الشيخ كمال سعيد حمدان الأغا رحمه الله، أربعة أحبوا وطنهم فلسطين ، فأحبهم وطنهم ، كان لهم أحباب وأبناء وتلاميذ، ما أكثرهم في كل المدن الفلسطينية والعربية التي زاروها، أو اعتلوا علي منابرها خطباء مفوهين، وعلماء أجلاء لا يخافون في الله لومة لائم، مع تواضع منهم، وترفع عن الدنيا ، وحطامها، لقد عاشوا رحمهم الله جميعاً متخففين من الدنيا الفانية، بل تركوها وراء ظهورهم ، ليعيشوا دعاة لدينهم ، وكم من منبر يشهد لهم ، وكم من مسجد أو جامع أو تجمع إلا وشهد لهم حسن تربيتهم وتعليمهم، ودعوتهم الي الله والصبر عليها، والله أسأل أن يتغمدهم جميعاً بواسع رحمته ، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يعوضنا خيراً فيمن خلفهم، وأن يهيئ لديننا من ينصره، ولفلسطيننا من يقيل عثرتها، وأن يجعل الجنة أول وأخر مرورنا جميعاً الي الفردوس الأعلى .

ثانياً

الشيخ فهمي حافظ عثمان الأغا

رحمه الله

1906 ــ 1988



ولد أبن العم الشيخ فهمي حافظ عثمان الأغا رحمه الله، في مدينة خان يونس، عام 1906، وكان والده العم الحاج حافظ عثمان الأغا فارساً، وشجاعاً ، وكرمه الحاتمي ذاع صيته أرجاء الوطن الفلسطيني وبلاد الشام، والحجاز، فحث ولده علي التعليم فدرس في كتابها وحفظ القرآن به، حيث لم تكن في خان يونس مدرسة ابتدائية في ذلك الوقت، فسافر الي مصر والتحق بالأزهر الشريف 1920، وكان لوجود العم الشيخ سعيد بالأزهر الفضل في تسهيل التحاقه وتيسير أموره ومساعدته علي سرعة حصوله علي شهادة العالمية وتخرجه عام 1928.

وبعد تخرجه من الأزهر الشريف وعودته الي مسقط رأسه خان يونس ، عمل في الوعظ والإرشاد الديني وتوعية أبناء شعبه بقضاياهم السياسية والاجتماعية، وكان جريئاً في مواعظه، وخطبه ولم يكن يخشي في الحق لومة لائم ، ما سبب له الكثير من المتاعب في زمن الإنتداب البريطاني لفلسطين،وقد شارك شعبه الفلسطيني همومه، ومقاومته لمخططات الانتداب البريطاني في فلسطين، وقد قاوم شيخنا الجليل الهجمة الصهيونية لبلادنا التي كان يرعاها الاحتلال، فأبعدته سلطات الاحتلال البريطاني، الي منطقة الحولة، وقد استضافه آل الرفاعي الذي ينتمي أليهم زعيم الحولة وعميدها، كما غضبت منه الإدارة المصرية لقطاع غزة والاحتلال العسكري الإسرائيلي، لحضه الشباب والمواطنين علي الجهاد ومقاومة المحتلين، وعمل مرشداً دينيا في السجون قبل 1967 وقد أشتهر بعطفه علي الفقراء والمساكين، وكان يجمع لهم الصدقات والزكوات، ويوزعها عليهم .

وبعد عودته إلي مدينته خان يونس تزوج من السيدة سعاد سعيد السقا رحمها الله، وقد أنجب منها أولاده ، الدكتور رياض فهمي الذي أصبح فيما بعد عميداً للجامعة الإسلامية، ولكلية العلوم والتكنولوجيا وقد عرف عنه أنه مؤسسها الأول، وولده الشهيد محمد فهمي الذي أستشهد أثناء عملية عسكرية في غور الأردن 1968م، والمهندس ضياء الذي يعيش بأمريكا، والأستاذ علاء فهمي المحامي، والذي أصبح فيما بعد من ضباط مكافحة المخدرات في قطاع غزة. وقد رُزق من البنات أربعة، السيدة رحاب أم أحمد حرم الأستاذ محمد قاسم رحمه الله، والسيدة روضة حرم المهندس عدنان عيد رحمه الله، والسيدة وفاء حرم الأستاذ محمد صلاح الحسيني والدكتورة هيفاء حرم الأستاذ سليمان مصطفي ،التي أصبحت فيما بعد مديراً عاماً ومستشار في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية .

وقد عرف شعبنا الفلسطيني، الشيخ فهمي حافظ بنشاطه السياسي ، والوطني حيث كان قريباً من الحركة الوطنية الفلسطينية، وزعيمها الحاج أمين الحسيني و علاقته بالمفتي كانت قوية متينة ، قبل النكبة الفلسطينية 1948، وبعدها أيضاً، كما ساهم في إحياء الشعور الإسلامي ، في المدن الفلسطينية التي زارها بعد هزيمة 67، وخاصة مدينة الناصرة التي دأب علي الصلاة وإمامة المسلمين في مسجدها الأبيض، وكما قلت قبل قليل كان يجمع الصدقات وزكاة المال من أهلنا في فلسطين المحتلة ، ويوزعها علي فقراء المسلمين .

وقد انتقل الي رحمة الله تعالي في 20/ 6 1988، وقد شيعت جماهير خان يونس وقطاع غزة شيخها الجليل في جنازة مهيبة، وقد نعته مآذن خان يونس وشيوخها وشخصياتها الاعتبارية، وإنا لله وإنا اليه راجعون ،



* باحث وكاتب وصحفي فلسطيني

اضغط هنا للتعرف على المرحوم أ. محمد سالم علي حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد