مصر التي في خاطري
كدت اطير فرحاً قبل ان اسجد شكراً لله وانا استمع للمستشار فاروق سلطان رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية يوم الاحد 24/6/2012 يعلن فوز د. محمد مرسي رئيساً لجمهورية مصر العربية. ولم تكن سعادتي لتكون اكبر وقتها الا لو كان د. عبدالمنعم ابوالفتوح او حمدين صباحي واحدً منهم الرئيس المنتخب.
اعترت المفاجأة والدهشة وجوه وفكر العديد من الاصدقاء والمقربين بسبب موقفي الراغب بنجاح د. عبدالمنعم ابوالفتوح ( القيادي السابق في جماعة الاخوان المسلمين) في الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة , ذلك الرجل الذي قال كلمة حق في وجه سلطان جائر ابان حكم انور السادات وله مواقف متميزة في دعم القضية الفلسطينية على وجه الخصوص, والذي ترى في ابتسامته تاريخ مصر العريق ومستقبلها المشرق باذن الله, ولديه من الفكر والادارة ما يميزه بشكل كبير.
ولكن سرعان ماتحولت تلك الدهشة والاستغراب الى حالة من الصدمة والسخط من البعض في جولة الاعادة حين كان موقفي اني اتمنى الخير لمصر وفلسطين بان يكون رئيس الجمهورية المنتخب هو د. محمد مرسي وليس احمد شفيق . وكان لسان حالهم يقول بان ضرب من ضروب الجنون قد اصاب عقلي او اني تحولت الي سياسة التدليس والتدهين للاخوان المسلمين.
في حقيقة الامر ان رغبتي كانت بان يكون د. مرسي رئيساً لمصر نابع من جانب عاطفي صرف واخر اقرب الى المنطق. فاحمد شفيق بلا ادنى شك يمثل بصورة او باخرى النظام السابق الذي اضاق المصريين والفلسطينيين على حد سواء اسوء صنوف القهر والاستعباد, وبالتالي انتخابه سيزيد مأسي المصرين ومأسينا كفلسطينيين . اما منطقيا فأن شعب بعظمة الشعب المصري الذي اسقط اعتى نظام للظلم والاستبداد ثم يقوم بارجاع ذلك النظام الى سدة الحكم بانتخابات ديمقراطية كان سيلحق به العار ابد الدهر وينسدل ليشمل ذلك العار كل احرار وشرفاء العرب والعالم . ومن ناحية اخرى فاعتقد ان وجود د. مرسي رئيساً لمصر سيكون له اثر واضح في انجاح جهود المصالحة اكثر من اي وقت مضى ودعماً لقضيتنا الفلسطينية بشكل عام. بالاضافة الى انه لايمكن باي حال من الاحوال ان يكون احد الرموز العسكرية في منطقتنا العربية هو من سيقوم بترسيخ مبادئ الدولة المدنية التي اؤمن بها , فالفرق واضح بين الدولة العسكرية والاخرى المدنية( مع كامل تقديري للزعيم الراحل جمال عبدالناصر) .
لم يكن لأحد حتى اشد المؤيدين لجماعة الاخوان المسلمين يتوقع ان يكون اداء الرئيس المنتخب في خلال اسبوع من اعلان فوزه برئاسة الجمهورية بهذا التميز والابداع . فكيف يمكن لشخص ايأ كانت قدراته القيادية ومميزاته الشخصية ان يوازن من خلال ثلاث خطابات في فترة لم تتجاوز ال 24 ساعة في ثلاث مواقف ومواقع مختلفة ( من التحرير الى المحكمة الدستورية وصولا الى جامعة القاهرة ) ان يكون بهذا الاتزان العقلي والنفسي , فالحق يقال لقد كسب مرسي الرهان الى الآن, حتى الد خصوم الاخوان خاصة من رجالات الاعلام والذي لطالما كانوا يدافعون باستماته عن النظام البائد تفاجئوا بأداء مرسي.
ورغم خلافي الكبير ايدولوجياً مع فكر جماعة الاخوان المسلمين , فبصدق اتمنى كل التوفيق للرئيس المصري محمد مرسي في ادارة شؤون البلاد, لان عودة مصر الى مكانتها الاصيلة في زعامة وريادة الامة العربية سوف يكون له الاثر الايجابي على كل شعوب المنطقة العربية خاصة شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة.ولكن لابد ان ندرك ان مرسي لا يمتلك عصاً سحرية لحل المصاعب والاشكاليات الخاصة بنا كفلسطينيين داخلياً وخارجياً , لان ما يلاقيه من ازمات وتحديات داخلية في مصر ليست بالأمر الهين, فصبراً حميلاً.
ان حمل الرئيس الجديد ثقيل جداً , فارث اكثر من 30 سنة من الفساد والفقر والجهل والبطالة والمحسوبية والتبعية للنظام السابق بلا شك سيثقل كاهله, وتحديات المرحلة المقبلة اكبر مما يمكن ان يتحمله شخص او تنظيم او جماعة بمفردها .
واعتقد ان المخرج الانسب من مستنقع كل هذه الازمات هي بمشاركة كل القوى الثورية والمدنية المصرية في عملية البناء والتنمية ونهضة مصر القوية , وان تكون الحكومة المقبلة مهنية وطنية تعبر عن احتياجات الكل المصري, وتقدر صعوبة المرحلة وتحدياتها.وبالتأكيد اعطاء الفرصة الكافية للرئيس المنتخب لتحقيق برنامجه الانتخابي ومحاولة خلق حالة من التوافق وبناء جسور الثقة وتقبل الاخر من قبل الجميع -قوى ثورية , مدنية , ليبرالية, احزاب وشخصيات عامة مؤثرة في الحياة السياسية-, وخاصة من قبل الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة المطالبين بشكل كبير جدا بمحاولة تفهم مخاوف جميع الاطراف الاخرى, وتقبل وجهات النظر المعارضة لهم باعتبارهم القوة التنظيمية والحزبية الأكبر في الساحة السياسية المصرية.
مبروك لمصر عرسها الديمقراطي....الطريق مازال طويلاً لكن الحق والامل لايموتون..
(يامصر لسه ولسه الثورة بلة ريق...ما بتنتهيلك طريق الا ويبدأ طريق.....تميم البرغوثي)
سليم الاغا 1/7/2012
[1] جواد سليم إبراهيم سليم | مقال مميز | 01-07-2012
[2] وسام خالد يوسف الاغا | فجر الحرية | 02-07-2012
[3] فتحي رمضان الحاج محمد | إلى الأمام | 03-07-2012
[4] بلال فوزي جبارة الاغا | اذا ظفرت بعون الله رشدت | 03-07-2012
أشكر الاخ سليم على هذه الصراحة والشجاعة وأحيي لديك منطق الموضوعية في التقييم، خلال الحملة الانتخابية استمعت الى كلمة عميقة الغور من الشيخ السلفي عالم الحديث الدكتور محمد عبد المقصود قائلا:
"انني أؤيد الدكتور مرسي لانه الوحيد الذي لم يرشح نفسه بل رشحته جماعة من المسلمين واننا تعلمنا من حديث رسول الله أن الله تعالى يعين من لم يطلبها بل وكلت اليه، واننا كشعب مصر اذا خيرنا بين مرشح اقرب الى الظفر بمعونة الله من غيره من المرشحين فاننا نعلم ان الرئاسة ثقيلة ولا يقدر عليها الا من يعينه الله واننا بذلك نطمع في عون الله للرئيس محمد مرسي"
وبالفعل الممارسة والخطوات الراشدة في بداية الحكم التي اذهلت الجميع ما كان له ان يهتدي اليها لولا معونة الله له واستشارته للمخلصين وانني متفائل انك يا اخ سليم وغيرك من الخلصين سيكتبون على هذا الموقع مقالات كثيرة تعبر عن الاعجاب وان كان من خلل فبالنصيحة وبارك الله في الجميع