بسم الله الرحمن الرحيم
"الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ، فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا"
الجهاد المدني في المعركة العسكرية
لا يسع مثقفاً ولا كاتباً ينتمي لأمته ان يتغافل عن جرحها، فنقول وبالله التوفيق، كره النبي صلى الله عليه وسلم اسم حرب لأي مسلم في قوله: «تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ»، فالتصور الاسلامي للحرب أنها الحل الاجباري الذي يفرضه العدو على الأمة الاسلامية، ففي فقهنا للإسلام ألا نتمنى لقاء العدو، ولكنه إذا أصر على لقائنا فنحن أهل الحرب والحلقة نقاتل في سبيل الله ونحن نعلم ان كيد الشيطان وكل من يقاتل في سبيل الطاغوت ضعيف وهزيل.
الجهاد في الفقه الاسلامي والمصطلح الشرعي واللفظ القرآني لا يعني القتال الذي هو بذل المجهود العسكري القتالي لهزيمة الكافرين أولياء الشيطان فقط، بل ان القتال هو أبهى صور الجهاد في الاسلام وأوضحها وأكثرها دلالة على طاعة الله ومحبته والاستعداد للتضحية وبذل النفس في سبيله، فالجود بالمال جود فيه مكرمة والجود بالنفس أقصى غاية الجود، لفظ النفير من أهم الألفاظ القرآنية التي تقترب في دلالتها السياقية من لفظ الجهاد والقتال والمقاومة، استعملها القرآن في سياق جديد، وهو الجهاد في طلب العلم، قال الله تعالى: "وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ"، وعليه، تتعدد صور الجهاد ومنها:
- الجهاد بالقتال والسنان للمجاهدين والمقاومين والجيوش.
- الجهاد بالقول واللسان للعلماء والمفتين والواعظين.
- الجهاد بالإعلام للشخصيات الاعلامية والمؤسسات من راديو وفضائيات.
- الجهاد بالاقتصاد المقاوم الصامد للوزارات ورجال الأعمال الاسلاميين.
- الجهاد السياسي على مستوى القيادات السياسية للمسلمين.
- الجهاد الدبلوماسي على مستوى السفراء والدبلوماسيين.
- الجهاد بالصمود والصبر والاسناد المادي والمعنوي لبقية الشعب.
وحيث أنه قد فرضت علينا الجولة الجهادية الحالية، فحق على الجميع ان يقوم بدوره في الجهاد، وحيث أننا ندخل في الصنف الأخير ونحن في بيوتنا فالواجب الوطني والضرورة الشرعية تفرضان علينا ألا نقصر في هذا الدور، ومن أجل ذلك كان هذا المقال الذي عنونته: الجهاد المدني في المعركة العسكرية ليؤصل لها ويضع النقاط على الحروف، أوجهه لأبناء عائلة الاغا في الوطن والشتات ولكل من يتصفح هذا الموقع الطيب،، فكل واحد منا يقرأ بعقله ويقارن نفسه بأفعاله ليكمل النقص في القيام بواجبه، فهذه الدماء تفرض علينا ألا نتأخر عن الدور المدني في الحرب، والا دخلنا في المساحة السلبية والدور الأسوأ في الدنيا والآخرة، دور المثبطين المبطئين المخلفين الذين نربأ بأنفسنا وإياكم أن نكون منهم، عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « مَنْ لَمْ يَغْزُ أَوْ يُجَهِّزْ غَازِيًا أَوْ يَخْلُفْ غَازِيًا فِى أَهْلِهِ بِخَيْرٍ أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ ». قَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فِى حَدِيثِهِ : « قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».
واليكم جملة من الأدوار الأساسية في الجهاد المدني:
1) الدعاء والتضرع والقنوت: في كل حرب وتصعيد ندعو ونقنت، ويهزأ بعض الناس بالدعاء ويزدرونه وما يدرون ما فعل الدعاء، اعتقد جازماً أن البشريات التي نسمعها تتراً يوماً بيوم هي من نتاج الدعاء والصبر والشهداء والجرحى والمحتسبين ما اصابهم في سبيل الله، وللزيادة من الخير نقترح:
- أداء الصلوات في المساجد حيث ينادى بهن.
- حضور الدروس والمواعظ بعد الصلوات التي تنظمها وزارة الأوقاف لتثبيت الناس والتعبئة المعنوية.
- القنوت والدعاء في الصلوات الفردية والجماعية.
- تخصيص هذه الفترة بقيام الليل ولو ركعتين للدعاء للمجاهدين، فالقيام في الشتاء والليل طويل غنيمة باردة.
- حملة صيام الاثنين والخميس هذه الفترة للدعاء عند الفطر للمجاهدين، فالصيام في الشتاء والنهار قصير غنيمة أخرى.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: "القلوب الصادقة، والأدعية الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب".
2) المتابعة المتواصلة لمراحل المعركة:
- من خلال وسائل الاعلام المتنوعة: فضائيات صادقة، واذاعات، ومواقع نت.
- المشاركة في المعركة العسكرية بروحك (تحديث النفس بالجهاد)، فقد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر، والذي يتابع من بُعد قد يرى وجوهاً لا يراها من في معمعة المعركة، فلا يستقل أحد برأيه، فلعل من بيننا سلمان الفارسي يأتي بحلول وافكار ابداعية للمختصين.
- التأمل في كل المراحل لترى بعينك آلاء الله في نصر عباده ومعيته لهم
3) التحرر من عقدة الجبن والموت: فالفرق بين مجتمع مسلم يخرج في الحرب لمسيرات الشهداء، وبعد اقل من 5 دقائق من أي استهداف لأي مكان في قطاع غزة تجد الجماهير تقهر كم جبن وخوف في النفس لعل احداً يحتاج لنجدتها، فالعمر محدود، ورئيس الوزراء يستقبل رئيس الوزراء والوزراء والنواب والقادة والناطقين بين الناس، على العكس من مجتمع رئيس وزرائه وقادته يقودون المعركة من الملاجئ بمجرد سماع صفارات الانذار يطيرون لها.
4) اتباع جنائز الشهداء والوقوف بجوار أهلهم:
- من خلف غازياً في أهله بخير فله أجره، ومن أظهر المواقف ان تكون بجوارهم باستمرار وتخفف عنهم.
- اتباع جنائز الشهداء ونزع فتيل السلبية والبقاء في البيوت.
5) المساندة والدعم لرفع الروح المعنوية وتمتين الصف الداخلي:
- لا تكن بوقاً لا تردد الا دعايات العدو والفاظ المنافقين والمنهزمين نفسياً والجبناء وأصحاب العقد النفسية وضعيفي الثقة بالنفس.
- اذا شاركت في أي نشاط الكتروني على المواقع والفيس بوك فلتكن مشاركة ايجابية.
6) الزهد واستشعار الحياة المجاهدة في كل دقائق الحياة اليومية:
- في جو يفقد إخوان لنا أرواحهم أو أعضائهم أو مساكنهم لا يليق بواحد منا أن يشكوا نقص الوقود أو انقطاع التيار الكهربي أو أي نقص في ظل حياة المرابطين على أرض الرباط في فلسطين.
7) الاسعاف والطوارئ والدفاع المدني:
- أول طبيبة في الاسلام كانت تخرج مع المجاهدين للمعارك.
- النزول بالنفس للإسعاف أو على الاقل الابلاغ عن أي استهداف احتاج للاتصال بالإسعاف والطوارئ والدفاع المدني.
8) مشاطرة الجرحى والمتضررين:
- زيارتهم في المشافي والبيوت.
- التبرع بالدم.
- التخفيف على الجرحى والمتضررين.
- ايواء المتضررين وفتح البيوت لهم.
9) الدور الأمني ومتابعة المشبوهين:
- الابلاغ عن كل من يتابع المجاهدين ويردد الاسرار واماكن تواجد المقومين والصواريخ وغيرها من الانشطة العسكرية المتنوعة للجهات الشرطية والمجاهدة المختصة.
10) رفض السلوكيات الصادرة عن أصحاب النفوس الضعيفة:
- الاحتكار وتخزين المواد الاساسية ورفع اسعارها وبث أي اشاعات وما شابه خلاصتها قوله تعالى:" الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"
تلك عشرة كاملة، ولا يعدم أي واحد منا أن يجد له دوراً يقوم به، فان لم تجد لك دوراً فاصنع لك دوراً وبادر بأدائه، ولا يكن الهدهد اكثر مبادرة منك، في النهاية النصر حليفنا، هذا ما وعد الله وصدق الله في قوله: " وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"
وإلى لقاء في مقال قادم قريب وقد بشرنا الله بالخيرات وأخبار الانتصار
أخوكم::: بلال فوزي الأغا
[1] جواد سليم إبراهيم الأغا | ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون | 18-11-2012