حبيبي ومولاي نور خلق الله محمد بن عبد الله سلام الله عليك وعلى كافة اخوانك الأنبياء ورحمته وبركاته عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه، ومداد كلماته، ومبلغ علمه وبعد:
أقف الساعة بين يديك الطاهرتين، ساعة أبيع العمر كله بها، أناجيك، وأتقرب اليك، وأتوكأ على تهيامي بك بعقلي وقلبي وكل جارحة في كياني.
تتزاحم الكلمات على لساني، وتنثال النبضات على شعوري، وانني لفرط وعميق حبي استشعر العجز عن صياغتها على هذا الامتداد الورقي أو الفضائي لانك يا قرة العين والقلب والكبد والروح أسمى من كل النعوت، وأجلُّ من كل الألقاب والصفات.
مهابتي من هيبتك تجبرني على التلكؤ بولوج محرابك المقدس، لكن طيف ذلك الأعرابي يتراءى أمامي، فأحمل نفسي على الشجاعة كما حملها ذلك الرجل حين قذفت في قلبه وعقله بعظمة تواضعك، ونبل خصالك، مهدهدا خاطره ومروضا خوفه قائلا له «هَوِّن عليك يا هذا إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة»!
لله درك يا مصطفانا.. يا سيد الأولين والآخرين..
هآنذا ارتدي معطف الشجاعة، وأدلف رويدا.. رويدا إلى عالمك الروحي يا نور خلق الله، محييا ومخاطبا.
سيدي يا أبا القاسم:
تحتفل أمتك الإسلامية في هذا الشهر الربيعي الأول بذكرى مولدك الأعظم الذي اهتزت له اركان الأرض، واستبشرت بك خلائق الله كلها، فقد بعثك ربك تبارك وتعالى هاديا ومبشرا ونذيرا، فكنت خير الهادين، وخير المبشرين، وخير المنذرين.
ونرجو ان تعذرنا ايها الحبيب الأحب اذ قصَّرنا في أمر الاحتفال بذكرى ميلادك الأروع بالصورة التي نتمناها فما برحنا بعد مرور أربعة عشر قرنا على اشراقة وجهك على الحياة مختلفين في مشروعية هذا الاحتفال. أهو جائز أم غير جائز؟! أهو بدعة أم غير بدعة؟ وإن كان بدعة أهي بدعة مستهجنة أم مستحسنة؟ وقد عجز علماؤنا «الأفذاذ» - كالعادة - حتى هذه اللحظة عن اتخاد موقف موحد يريح الضمائر والسرائر من هذا الجانب.
أما الجوانب الأخرى التي تنزف منها أكبادنا قيحا وصديدا فهي أوضاعنا بشكل عام، فأينما نُيَمِّم وجوهنا نجد الأحوال مكفهرة ومتردية، فقد اشترينا متاع الدنيا بمتاع الآخرة، وقايضنا النعيم المقيم، بالزائل السريع، شياطين الإنس والجن استجمعوا قواهم الشريرة، فأشعلوا أوار الفتن الطائفية والمذهبية في كثير من المواقع العربية والإسلامية، والمغول الجدد باتوا يشعلون الحرائق ويزرعون المصائب والمحن في كل مكان ينتفض ضدهم، أو يتمرد عليهم، أو يرفع في وجوهم شارة التحدي والمقاومة.
وها نحن اليوم نترنح كالسكارى وما نحن بسكارى، ولا ندرى أأحياء نحن أم غير أحياء، نتنفس ولا نتنفس، نموت ولا نموت.
سيدي ابا الزهراء يا نصير المستضعفين، ومرشد الحائرين.. بعد وقت قصير من انتقالك إلى الرحاب الإلهية، زاغت قلوبنا عن الصراط المستقيم، فضلت بوصلتنا عن القبلة، وانتفخت أوداجنا من الكذب، والتهبت حناجرنا من النفاق، فضاقت صدورنا من العدل، وتقهقرت عزائمنا أمام جبروت نفوسنا الأمارة بالسوء، ففجرنا وفسقنا وسلكنا طرق فرعون وهامان وقارون، وزعمنا اننا وصلنا إلى قمة الحضارة. وحضارة القمة، لقد وصلناها في واقع الحال، لكن القمة التي وصلنا اليها، وأنخنا مطايانا على أعتابها انما هي قمة التخلف الروحي، وقمة العبودية المادية، وتناسى كل فرد فينا حكمة الإمام علي رضي الله عنه «من ترك الشهوات عاش حرا». ولأننا لم نترك شهواتنا فقد عشنا - وما برحنا - نعيش في عبودية الشهوات، وليسأل كل انسان منا نفسه، بمصداقية وتجرد:
أين موقعه الحقيقي من هذه العبودية؟ هل هو في محيط الدائرة، أم خارجها؟ أهو في منتصفها أم على تخومها؟ أم هو بريء منها؟
بأبي أنت وأمي يا رسول الله، بنفسي وزوجي وولدي يا حبيب الله. كم نحن بحاجة اليك اليوم.. وكل يوم.. نحن التائهين الحيارى، نتمناك مرشدا، وقائدا، وربانا يأخذ بأيدينا ويوصلنا إلى مرفأ الأمان والاطمئنان.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على الحبيب المصطفى بعدد ما في علم الله، صلاة دائمة بدوام ملك الله.
ثمار الجنة
«من لاحت له ثمار الجنة هانت عليه مشقة الثبات».
تمتمت بهذه الحكمة الصادقة عندما تذكرت الشدائد التي تَعرَّضت لها ابان نشر دعوة الإسلام التي حملت رايتها، هاديا ومبشرا ونذيرا، فلم تزدد الا ايمانا وثباتا وتصميما. وكلما قرأت مناجاتك لربك التي بلغت ذروة البلاغة والخشوع هزت كياني هزا، واتخذتها سلوى تسليني وتخفف عني أوضار الهموم والغموم.
وما اجدر تلك المناجاة ان تكون نشيدا ينشده كل المقهورين والمحزونين والمظلومين من بني البشر وبخاصة في الأمصار العربية والإسلامية التي تتضاعف ويلاتها يوما اثر يوم، وعاما اثر عام.
لقد آذاك أهلك وما هم بأهلك، وآذاك قومك وما هم بقومك، ولم تأخذهم فيك شفقة ولا رحمة وعندما بعث الله تعالى ملك الجبال عارضا عليك أن تأمره بإطباق الجبلين الأخشبين على من آذوك رفضت ذلك بإباء وشمم وقلت قولتك الخالدة: عسى الله أن ينجب من أصلابهم أناسا يعبدون الله.
انها آية عظمى من اروع آيات التسامح على امتداد التاريخ البشري. وأين هذا التسامح من دعاء نبي الله نوح عليه السلام حيث ضاق ذرعا بقومه الذين لم يستجيبوا لدعوته برغم مكوثه فيهم ألف سنة الا خمسين عاما وناجى ربه «رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا» (من يسكن الديار).
على تخوم الطائف يا محمد لجأت إلى ظل تستظله وقد أدماك قومك ماديا ونفسيا فجأرت قائلا:
«اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يلح عليَّ غضبك، أو ينزل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك».
ان المحنة التي هصرتك وأدمتك يا محمد هي عينها المحنة التي ما انفكت تهصرنا وتدمي قلوبنا في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال والسودان ولبنان والشيشان وأمصار أخرى ممتدة بامتداد الأفق العربي الإسلامي.
فإذا فاضت أحزاننا، وانفطرت قلوبنا، والْتاعت لواعجنا عزّينا أنفسنا وسلوناها بجميل صبرك الذي لا يُبارى، فكظمنا آلامنا، وصبرنا على ابتلاءاتنا، واحتسبنا ذلك كله ذخرا ووديعة عند الحي القيوم الذي لا تضيع ودائعه «ومن لاحت له ثمار الجنة هانت عليه مشقة الثبات».
محمد .. أيها المحمود في كل صفاته، ويا من حمده ربه قبل أن يحمده الناس، ويا من في الآخرة يحمد ربه فيشفِّعه فيحمده الناس.
في حمأة ابتعادنا عن المحجة البيضاء .. وهي جادة الطريق وفي غمرة ابتعادنا عن سنتك النيرة، أضعنا قبلتك الأولى التي اتجهت اليها في صلواتك ستة عشر شهرا، أضعنا بجهلنا وتشرذمنا مدينة القدس محطة إسرائك ومنطلق معراجك .. أضعناها يا أبا القاسم ولم نستطع استردادها ليس لأننا أعجز من ان نحررها فحسب بل لأننا لم نفكر أصلا في تحريرها تحريريا، وإن كنا قد حررناها خطبا وقصائد وملاحم ومقالات وعنتريات وبكائيات وحسرات لا تنتهي.
والقدس الغالية يا حبيبها تئن اليوم أنين المكلوم، وتستصرخ معتصما لن يجيب، وتنوح على أكثر من مليار وربع المليار مسلم يتفرجون على المشهد الأخير من ضياعها الأبدي، وهدم مسجدها الأقصى المبارك الذي يشكو العقوق والخذلان من أقرب الأقارب، الذين جهزوا بيانات الشجب والإدانة والاستنكار ليقذفوها لهبا على التتار الجدد، والمغول المحدثين، ولا نامت أعين الجبناء!!
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد عدد خلقك، ورضى نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك .. اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك عليه.
يا محمد .. يا من خصك ربك بسورة الحمد، وبرفع لواء الحمد، وبالمقام المحمود.
يا فخر الإنسانية على امتداد تاريخها الموغل في العمق .. نحن أمتك نفتديك بأغلى وأنفس ما لدينا في الحياة .. نشهد لك، ونشهد الله تعالى على شهادتنا فيك، بأنك قد رسمت لأهل الأرض جميعهم كلهم منهاجا مثاليا لصالح دنياهم وآخرتهم، مستمدا من القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قرآنا عربيا غير ذي عوج.
وانني شخصيا أقسم بالذي فطر السماوات والأرض وبعثك بالحق، وأنزل الفرقان عليك بالحق، وأوجد النار والجنة والبعث بالحق .. أقسم ثلاثا أنني ما كنت لأتشرف بانتمائي إلى أمتك العربية ــ الإسلامية (الشقية) إلا لأسباب ثلاثة لا رابع لها:
أولا: الرضى والحمد بما قضاه الله وقدّره.
ثانيا: لأنك نبينا وحبيبنا وشفيعنا يوم الزحام الأكبر .. يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه.
ثالثا: لأن القرآن العظيم الذي تتخلق أنت بخلقه نزل عليك باللغة العربية وهي ــ كما نعلم ــ لغة أهل الجنة.
وتا الله يا محمد لولا هذه الأسباب الثلاثة ما تشرفت بالانتماء لهذه الأمة التعيسة وما ضرني بعدئذ أن أكون نصرانيا أو يهوديا من أتباع أخويك عيسى أو موسى عليك وعليهما الصلاة والسلام.
عَلَم الهدى
محمد يا فخر الإنسانية .. وعَلَم الهدى
ان قلوبنا فياضة بالهموم والغموم، مترعة بالأحزان والأتراح ولقد دعوناه الله ملايين الدعوات فلم يستجب لنا، دعونا أن يعز المسلمين ويذل المشركين، فلم يعزنا ولم يذلهم، ودعوناه أن ينصرنا ويكسر شوكة اليهود، وأن يجعلهم وأموالهم (ونساءهم) غنيمة للمسلمين. فحطم الله شوكتنا وجعلنا وأموالنا وأوطاننا ومقدراتنا غنيمة لهم ولمن والاهم ولمن يمدهم بنسغ الحياة، ويشجعهم على استرقاقنا وإذلالنا!
ولقد بحثنا في الكتب والروايات كما استحضرنا الأرواح وضربنا الودع ومارسنا الشعوذة والسحر لعلنا نصل إلى السبب الذي يكمن وراء غضب الله علينا، وعدم استجابته سبحانه وتعالى لدعائنا فاكتشفنا مؤخرا أن أدعيتنا كانت ممسوخة البنيان باهتة الألوان، منتهية الصلاحيات، فعندما دعوناه يا سيدي كنا جنبا فلم نغتسل من خطايانا، ولم نتبرأ من معاصينا، ولم نندم على ذنوبنا، ولم نعاهد الله على عدم معاودتنا لها. كانت عيوننا لا ترى إلا ما تود أن تراه، وآذاننا لا تسمع إلا ما يطيب لها أن تسمعه وتهواه سواء كان حلالا أم حراما!! .
إضافة لهذه المثالب والنقائص، فإننا عندما دعونا المنتقم الجبار أن يكسر «جاه» اليهود لم يُعدَّ لهذا الكسر عدته من قوة ومن رباط الخيل بل تواكلنا ــ كالعادة ــ على ربنا تعالى ولم نتوكل عليه، فأنِّى يُستجاب لنا، والسماء لا تمطر سلاحا ولا رصاصا ولا حجارة من سجيل!
محمد يا فخرنا وعزنا
وضياءنا الذي لا يخبو
نناشدك بنبوتك الجامعة لكل الفضائل ان تدعو الله تبارك وتعالى ان ينعم علينا بالهداية والمغفرة والطمأنينة والنصر فنحن أولا وأخيرا عباده الضعفاء، وأنت أولاً وأخيرا نبينا الذي لا نبي لنا سواك، وشفيعنا الذي لا شفيع لنا سواك.
وفي ذكرى مولدك الأعظم يهتف كل فرد من أتباعك قائلا لك:
حبيبي .. جلّ من سوَّاك خَلْقاً
ولم يخلُقْ مثيلك في الرجالِ
كَساكَ الحُسنَ أكْملَه وخَصَّكَ
بتاج النور مع حُسْنِ الخِصالِ
فما في المُلكِ مِثْلُك من رسولٍ
حويتَ الفخرَ والرّتبَ العَوالي
وحبُّكَ يا حبيبي فرضُ عَيْنٍ
وقلبي فيك مشْغُولٌ وبالي
أنا يا مصطفى كَثُرتْ ذُنُوبي
وأرجو العفْوَ من مَوْلَى الموالِي
عليكَ صلاةُ ربِّي كلَّ وقْتٍ
مع التَّسْليمِ في كلِّ المجالِ
وأخيرا ..
سلام الله عليك ورحمته وبركاته يا أمين الرسالة الخاتمة وعلى كافة اخوانك سفراء الله وأصفياء خلقه الذين بايعوك في المسجد الأقصى المبارك ليلة اسرائك ومعراجك، وإيذانا من الله تعالى بأن ميراث الرسالات السماوية قد انتهى اليك والى أمتك يا حبيب العالمين وحبيب رب العالمين.
[1] ياسر محمد عودة الأغا | اللهم صلِ وبارك على سيدنا محمد | 13-01-2014
رحمة الله تجلت للأنام … برسول الله والآل الكرام … ولد المرسل هادينا الهمام …
للعالم جاء محمد .. يوما في أحلى مشهد … قد جعل الدنيا ربعيا … والطير الشادي غرد .
بارك الله فيك يا أستاذ أبو خلدون
ربنا يعطيك الصحة وطول العمر
[2] خالد سليمان عودة صافي | أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع | 13-01-2014
[3] محمد نعيم صالح الأغا | اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله | 14-01-2014
[4] دعاء نعيم صالح الاغا | اللهم صل على سدنا محمد وأزواجه وذريته | 14-01-2014
[5] د . باسم جعفر طاهر الأغا ( أبوطاهر ) | اللهم صل عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً | 15-01-2014
[6] محمود جميل محمود جميل | حوار حول الاحتفال بالمولد النبوي | 15-01-2014
حوار حول الاحتفال بالمولد النبوي
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
إلى كل من يبحث عن الحق في حكم الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم نقدم إلى القول الفصل في ذلك في هذا الحوار
حكم إقامة المولد النبوي للإمام المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى . (*)
دار الحوار التالي بين الإمام الألباني رحمه الله تعالى وبين أحد الإخوة :
الشيخ الألباني :
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟
محاور الشيخ :
خير .
الشيخ الألباني : حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ :
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني :
هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟
محاور الشيخ :
التوحيد .
الشيخ الألباني :
أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذل فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة .
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام :
1. قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به )) .
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .
صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟
محاور الشيخ :
معك تماماً .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ))
نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد :
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم - ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟
محاور الشيخ :
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني :
عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية .
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟
محاور الشيخ :
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
الشيخ الألباني :
هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
محاور الشيخ :
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .
الشيخ الألباني :
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً :
الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
محاور الشيخ :
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .
الشيخ الألباني :
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك .
ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة (( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) .
لسنا على كل حال في هذا الصدد .
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف .
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟
محاور الشيخ :
لا ، لا شك فيه .
الشيخ الألباني :
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ،
كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
لابد أن نقول أحد شيئين :
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
؛ فإن قلنا : علموه ؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ :
(( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ )) .
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
(( من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد )) يعني عبد الله بن مسعود .
" غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير .
لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟
محاور الشيخ :
الحمد لله .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل .
وأذكرك بمثل قول الله تعالى : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟
ويوم أُنزلت هذه الآية : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال :
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " .
وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟
قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه .
متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : "فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث :
(( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) .
يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .
بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
(( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به )) .
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .))
ما معنى هذا الكلام ؟
كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين .
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم )) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)) .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه .
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه .
الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟
لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟!
هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود :
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !!
نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!!
وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
(( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ))
وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك )) .
فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
(( أبى الله أن يقبل توبة مبتدع )) .
والله تعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة
محاور الشيخ :
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟
الشيخ الألباني :
نعم
محاور الشيخ :
فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
الشيخ الألباني :
كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟
محاور الشيخ :
لا، لا جواب عندي .
الشيخ الألباني :
قال الله تعالى : ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
وكذلك يقول الله تعالى :
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
(( لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: ( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟) ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم))).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .
=======
(*) مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1
والشريط موجود على الشبكة العنكبوتية في موقع طريق الإسلام
[1] المراد هو : محمد بن علوي المالكي . أحد ألقائلين بمشروعية الموالد .
[7] محمود جميل محمود جميل | بدعه الاحتفال بالمولد والاستغاثه بالرسول | 16-01-2014
ان الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيآت أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و شر الأمور محدثاتها وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار ثم أما بعد
يقول الله عز وجل
ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك . ويقول رب العزه
وذا سآلك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوه الداع إذا دعان.
ويقول الله تعالي
فاليحذر الذين يخالفون أمره ان تصيبهم فتنه أو يصيبهم عذاب اليم ويقول ربي عز وجل
ومن يشاقق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين .
ويقول الرسول عليه الصلاه والسلام
من أحدث في امرنا ما ليس منه فهو رد
كما يقول عليه السلام
ويا غلام إذا سآلت فسآل الله والأخ أبا خلدون يسآل الرسول ويناجي الرسول ونحن نناجي الله وهو يبيع عمره كي يقف بين يدي الرسول ونحن نقف بين يدي الله وكما يدعي حب الرسول فحبه بالاتباع وليس بالابتداع وكعادته في غالبيه مقالاته يستعين بالسفراء والرسل ويستغيث بهم وكنت قد أنزلت علي موقعكم قبل حوالي الشهرين حكم الحلف أو الاستعانة أو الاستغاثة أو الانابه بالرسول أو ملك أو ولي لكنه مازال يكابر ويعتمد ويستغيث بغير الله .
الأخ ابو خلدون الرجوع الي الحق والحق أحق ان يتبع خير من التمادي في الباطل
وتقول في سطورك انك تريد إجماع العلماء علي تحريم المولد أو انه حلال والقاعدة الشرعية في العبادات تنص علي ان الأصل في العبادات المنع أو التوقف ولو كنت تعلم ما معني كلمه محمد رسول الله لما دخضت في كلام شركي ومعني محمد رسول الله هو أطاعته في ما أمر والانتهاء عما زجر وتصديقه فيما اخبر وإلا يعبد الله الا بما شرع .
وهناك سؤال أرجو إفادتنا فيه هل هذه العباده التي تدعيها الاحتفال بالمولد علمها الرسول ام لم يعلمها أرجو الاجابه مع التعليل بالدليل من القرآن أو السنه المطهرة
وكم كتبت وتقول هل هي بدعه مستهجنه من اين أتيت بهذا القول والذي تدعي محبته يقول عليه السلام كل بدعه ضلاله .
نسال الله الهدايه لنا ولكم والحمد لله رب العالمين
[8] مهند مأمون كامل الشوربجي | عليه الصلاة والسلام الحبيب المصطفى | 19-01-2014
[9] علي ياسين صبرى الاغا | باارك الله فيك | 20-01-2014