بسم الله الرحمن الرحيم
العُقوقُ عَلامةُ الفُسُوق
اعداد: الشيخ منهل الأغا (أبوعبد الله)
الحمد لله ربِّ والصلاةُ السلام على أشرف المُرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
إنَّ هناك عادةً سيئةً، وطريقةً ذميمةً، عمَّتْ ، وطمَّت في بلاد المسلمين، وهذا الفعلُ قديمٌ حديثٌ، يدلُّ على خسَّةِ فاعله، وسوءِ طبعهِ، وقُبْحِ فعله، ودناءةِ عمله، ورُخْصِ نفسه، أتدرون ما هو؟ إنه عُقُوق الوالدين، وما أدراك ما عُقوقُ الوالدين ؟تلك المَعصيةُ الكُبرى، والبليَّةُ العُظمى، والمُنكر البواح، والباطل الصُّراح، أيُّها العاقُّ قفْ، وفكِّرْ فأنت على طريق منحرف، وفكرٍ أجوف، بل أنت على شفا جُرفٍ هار، ألا تعلمُ أيُّها العاقُّ أنَّ الله تعالى قرنَ عبادته مع طاعة الوالدين.
فقال (وقَضَى رَبُّك ألا تَعْبُدُوا إلا إيَّاهُ وَبِالوَالِدَينِ إِحْسَاناً)، بل إنَّ اللهَ تَعَالى قَرَنَ شُكْره مَعْ شُكْرِ الوَالِدَين فقال تعالى : (أنِ اشكُرْ لِيْ وَلِوَالِدَيْكَ إلَيَّ المَصِيرُ) ولخُطُورة العقوق فإنَّ الله تبارك وتعالى تكلم عنه في سياق الحديث عن الشرك والعياذُ بالله تعالى ، قال تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُم عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالوَالِدَينِ إحْسَاناً).
أيها العاقُّ إنَّ اللهَ حرَّم علينا العقوقَ، وجعله من كبائر الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إنَّ اللهَ حَرَّمَ عُقُوقَ الأمهات، والمنع وهات، وكره لك ثلاثاً قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه سُئلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الكبائر فقال :(الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ،وقتل النفس،وشهادة الزورأوقال قول الزور) أخرجه مسلم
كفى العقوق إثماً أنَّهُ يَحْرمُ من فضيلة البر التي يتنافسُ عليها المتقون، بل إنَّ برَّالوالدين من صفات الأنبياء، والصالحين قال الله تعالى عن نبي الله يحيى عليه السلام (وبَرَّاً بوالديه ولم يكُن جباراً عصياً)، وقال تعالى عن نبي الله عيسى عليه السلام وبَرَّاً بوالدتي ولَمْ يَجْعَلنِي جَبّاراً شَقِيَّاً).
أخي المسلم اعلم أنَّ صور العقوق كثيرة جداً التي منها: معصية أمر الوالدين، ورفع الصوت عليهما بالسب والشتم، والبذاءة، وقلة الأدب، قال تعالى: (فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلَاً كَرِيْمَاً)؛ بل إنَّ كُلَّ أذى يَلْحقُ الوالد بسبب ولده فهو عقوق، سواء كان نفسي أم جسدي حتى قال العلماء: إنّ المُجرم كاللصِّ والقاتلِ والزاني وتاجر المُخدِّرات هو عاصٍ من ناحية وعاقٌّ من ناحيةٍ أُخْرى؛ لأنَّه أدخلَ العَارَ على أبيه ، وهذا غايةُ العُقوق، وهو يُنافي تماماً ما أمَرَ اللهُ به من توقير الآباء، وإدخال السرور عليهما، بل أمر الله تبارك وتعالى بالترحم عليهما قال تعالى:(وَقُلْ رَبِّ ارحمْهُمَا كَمَا ربّيَانِي صَغِيرَاً) حتى نتواصل مع برِّهما ولو بعد موتهما.
احذر أيُّها العاقُّ من عُقوبةٍ في الدنيا قبل الآخرة، وهذا أمرٌ مُجَرَّبٌ، ومشاهد للعيان، وواقع للإنسان قال عليه الصلاةُ السلام :(بَابان تُعَجَّلان عُقُوبتُهما في الدُّنيا:البَغْيُ والعُقوق) رواه الحاكم في المستدرك وصححه الألباني، قال المناوي رحمه الله تعجلان عقوبتهما: أي قبل موت فاعلهما
على كل عاق أن يتوب إلى الله تعالى، ويحسن التوبة قبل فوات الأوان، وقبل وضع الأعمال في الميزان، وصلى الله وسلم علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] خالد احمد خالد الاغا | كلمة حق | 13-05-2015
[2] عبدالله منهل أحمد الأغا | جزاك الله كل خير | 13-05-2015
[3] عبد المجيد عبد الجواد محمد الأغا | السعاده يا ولدي | 14-05-2015
[4] عبد الكريم صقر الأغا | شكر وعرفان ... | 14-05-2015
[5] محمد فخري مصطفي الاغا | بارك الله فيك شيخنا الفاضل | 15-05-2015