ثلاثة أسابيع كاملة عاشها أهلنا في القطاع الغزي الباسل، ثوانيها ليست كالثواني، ودقائقها ليست كالدقائق، لا ... ولا ساعاتها كباقي الساعات والمواقيت المعهودة انها كمثل الدهر كله
هذا باختصار شديد حال غزتنا الغالية خلال المحرقة المفجعة التي ارتكبها الهولاكيون الجدد ضد البشر والشجر والحجر خلال هجومهم الشرس غير المسبوق.
ما قبل المحرقة ... وما بعد المحرقة
تاريخ جديد ... لغزة الباسلة سيتعامل معه الغزيون فيما بعد ... الأطفال والفتيان والشباب ... كما الشابات والرجال والنساء ... يتبادلون أنماطاً من فواجعه ومآسيه فيما بينهم ... وسيروون ذلك لأبنائهم وأحفادهم وأصدقائهم القريبين والبعيدين ...
ثلاثة أسابيع ... ممهورة بتواقيع البطولة والصمود والصبر والاستشهاد والاحتساب جنبا الى جنب مع الأرض المحروقة، والفوسفور الأبيض واليورانيوم المخصب ... وكل أدوات الفناء للجنس البشري الفلسطيني الذي استعصت ارادته الفولاذية على الخنوع والخضوع والانكسار والاستسلام ...
شعب لن يموت ... وحق لن يضيع ... ونداء خالد قد يخفت حيناً لكنه أبداً لن يذوب أو يتلاشى ...ومشعل دائم التوهج لم ولن ينطفئ أبداً بعون الله تعالى (وحسبنا الله ونعم الوكيل )وستبقى غزة "غزة "مؤلمة وشوكة حادةً في خواصر وحلوق الصهاينة والمتصهينين ومن والاهم من ذوي القرب وذوي البعد على السواء!
وهذه تنهيدة رابعة مضافة الى سابقاتها ... وعمرها سبعة وعشرون عاماً ... والفرق بين الأمس واليوم ليس شاسعاً ،ولا نامت أعين الجبناء.
أبو خلدون
[1] السيد محمد عوني وصفي الاغا | قف انت فلسطيني | 24-01-2009