مقالات

الانسحاب من غزة .... ورائحة الشهداء لاتزال

الحمد لله الذي جعل من بيننا رجالاً أشداء أقوياء ، يحملون همّ هذا الدين على عاتقهم ويعيشون لأجل الوطن وبحثاً عن ذاتهم في هذا الكون المتسع ، الحمد لله الذي أقر عيون عباده بنصرٍ من عنده .. وأسأله تعالى أن يتم هذا الأمر على خير، وأن يقينا شر الفتن والحوادث العظام ، إنه كريم عظيم الفضل والامتنان .

أما بعد

سلام من الله على القراء

بعد أسابيع  قليلة ، سوف يحمل الصهاينة حاجياتهم وأمتعتهم ويعودوا إلى أرضنا المسلوبة هناك _ حيث الجزء المحتل من فلسطين_ على اعتبار أنه وطن لهم في المواثيق الكاذبة والمزورة لكل الحقائق ،

فالعملية هنا هي انتقال من وطن محتل إلى وطن محتل أخر ،و المحتل ينتقل من هنا إلى هناك نزولا عند رغبة أسياده ، ولكن نصر غزة لابد أن يحمل شيئا جديدا ، إذ إنه لم يأت بمفاوضاتٍ حول مائدة  مستديرة اوحتى بيضاوية ،فقد جاء هذه النصر تحت ضربات المقاومة الباسلة التي ألهبت العدو ناراَ مستعرة وقضت مضجعه وأقلقت حياته وجعلتها عرضة للهلاك في كل وقت.

 حيث تفيد بعض الدراسات والتقارير :إن الإسرائيلي  يخصص ما بين مائة إلى مائتين شيكل أدوية كل شهر لأنه أصبح عرضة للأمراض النفسية والتي تعكس أثرها جسديا.

الرحيل من غزة سوف يمضي وينتهي وسوف نقول بيننا وبين أنفسنا  ( الله يرحم أيام زمان ) ، أجل سوف نفتقد صوت الرصاص الليلي وسوف نفتقد صوت الصواريخ

ولربما سيشكو الليل من كثرة النائمين إذ إنه اعتاد على رجالٍ يسيرون بليلٍ يحرسون الحمى ، أو يفتقد امرأة وقفت الليل لتدعو الله أن يحفظ المجاهدين ويكسر شوكة الأعداء.

أعترف أن الحياة ستأخذ مجرى آخر ، وأن الإقبال على الدنيا سيصبح الأكثر اهتماما  ،ونبقى نقول بيننا وبين أنفسنا ( رحم الله شهداءك فلسطين ) فلا تعجب الرد إن قالوا لك : إن الدنيا لابد أن تسير بهم أو بغيرهم .. وأنهم من أوقدوا لنا هذا الطريق

كلام جميل .. فالشهداء هم من وضعوا أقدامنا على هذه الطريق ، ولكن أليس الأجدر بنا أن نسير على طريقهم الذي بدؤوه  ولا نكتفي بهذا القدر من النصر !

من حقنا أن نفرح ... فهذا النصر بأيدينا نحن ، ويد الله قبل أيدينا ، نحن من ثابر على هذه النصر حتى وصل إليه ، فلنفرح كما فرح لبنان بتحرير جنوبه ، وكما فرحت مصر بتحرير سيناء .. ولكن الأجدر بنا أن ندعم هذا النصر ونضع نصب أعيننا  الضفة والقدس ، وأرضنا هناك  يافا وعكا وتل الربيع .

 العدو واحد والزمن القادم أشد ابتلاء .. والنصر لن يكون لمتخاذل جبان " إن تنصروا الله ينصركم " فهذه القاعدة العريضة تضمن لك النصر إن  نصرت الله .

وللشهداء في قلوبنا  عيد يمر كل عام ... ووردة تكبر عبر سنين العمر .. وأريج يملأ المكان  .. فكلما غادر صهيوني أرضاً حرة .. نبت تحته جيل من الأحرار .. لان الجيل القادم هو من سيسحق الجذور الدخيلة .. ويبقيها أرضا حرة نظيفة طاهرة مقدسة .

اللهم احفظ فلسطين من شر كل الأشرار، ومن نوائب الدهر ومكائد الأمصار ، واجعل جهادنا فيها لوجهك الكريم .. ولجنةٍ فيها قرار.. والصلاة والسلام على رسولنا المختار

  

ولكم مني خالص التحايا

 هبة محمد نايف الأغا

فلسطين _خانيونس

08-08-2005 

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. هبة محمد نايف محمد حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد