ابن عمي العزيز "أبو خلدون" أحترم فيك كلّ ما فيك..خصوصاً عشقك وشغفك للغة القرآن الكريم.. قال تعالى: (۩ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ۩) (2 يوسف). ولغة أهل الجنة جعلنا الله وإياكم وجميع القراء الكرام من أهلها وسكانها.
أحترم مشاعرك الصادقة في الكتابة.. فمن نبيل.. نبل الأخلاق بعض معانيك.. وحديثك العذب فاكهة مستمعيك.. ومداد قلمك يرسم أجمل قوافيك بنظمك النزيه وبفكرك الناهض..
وهذه المشاعر تجسيد حقيقي لنبض أفئدة عموم أبناء العائلة الأعزاء.. وأبناء فلسطين الأوفياء.. وكل الأحرار والشرفاء.
أحترم نهجك في صياغة هذه المشاعر.. وتوظيفك لمفردات لغوية هي غاية في الروعة والجمال.. فكل كتاباتك طالتْ أم قصرتْ هي لوحة فنية أبدعت بريشة فنان بدقة متناهية وبعناية فائقة.. وليس من السهل وجود مثيل أو منافس لها. (نِعمَ القلم الصالح في يد الباحث والكاتب الصالح).
أنا شخصياً أتأمل مقالاتك وتعليقاتك عبر الموقع النخلاوي الشامخ بكل عناية ورفق وتأنٍ.. وألتمس وأستشعر فيها المتعة والعبرة والفائدة.. وأتلذذ بكل مفردة من مفرداتها.. الواحدة تلو الأخرى فلا أشهى ولا ألذ.. وبكل شغف أترقب المقال تلو المقال والتعليق تلو التعليق.
إن لغتنا العربية مرصعة بالدرر والأصداف الثمينة.. كنوز نفيسة معطرة تحتاج إلى من ينقب عنها ثم يصقلها.. ويقدمها كأطباق الطعام.. ليجد القارئ فيها كل الفن والجمال.. فالطهو والكتابة كلاهما يحتاجان إلى فن من الخبرة والمهارة والإبداع..
كنوز تتجمل لكل من يتذوق جمالها فهنيئاً لك يا ابن العم ولمن يتلمس
ويستشعر هذه الجماليات ممن هم مثلك "وياليتني مثلك" وكان الله في عون من لم يتذوق لها طعماً أو يشم لها رائحة.
ابن العم العزيز "أبو خلدون" أجد في براعة وروعة كتاباتك ما يروي ظمأ النفوس.. ويطفئ لظى القلوب. لقد أكرمك الله ومَنّ عليك بهذه الموهبة والنعمة العظيمة.. هذه الموهبة التي تم صقلها في قاعات المحاضرات في كلية دار العلوم العريقة في أحضان القاهرة.. فهنيئاً لك على ما أعطيت وأنجزت.. فبين البيضاء الليبية والدوحة القطرية كانت رحلة العطاء والخير.. رحلة جلها بل كلها بين المحابر والمنابر.. وكما قال الشاعر:
فكم وردة من غرس كفك راح يجنيها سواك
وبين مجلة الدوحة وصحيفة الراية برزت مرحلة النضج الأدبي والتي أثمرت مجموعة من المؤلفات التاريخية والدينية وأبرزها بل وأوفاها تقديراً وتكريماً لدم الشهداء كتاب "الشهيد الحي" والذي تناولت فيه سيرة ورحلة ومناقب المناضل الفلسطيني الفذ "عبدالقادرالحسيني" في موقعة القسطل.
وهنا أتذكر بأن أول مرة بدأتُ فيها أُدغدغ جماليات لغتنا العربية كانت في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم.. حين وقع بين يدي عدد من "مجلة العربي الكويتية" الموجودة بين زوايا مكتبتكم في بيتكم بمدينتنا خان يونس..
ومن جميل ما قرأتهُ.. كان يندرج تحت عنوان "براعةُ العرب".. وفي هذه الطرفة، بينما كان أعرابي ممتطياً جواده متقلداً سيفه يجوب الصحراء.. مرّ بعين ماء فرأى فتاة حسناء تَردُ الماء.. فسألها أن تسقيه.. فشرب وارتوى ثم قال لها:
لو عرفتُ اسمكِ لقلتُ لكِ شكراً.
قالت: اسمي على جنبك..
قال: شكراً لكِ يا هند..!!
قالت: لو عرفتُ اسمكَ لقلت لكَ هنيئاً.
قال: اسمي على وجهك.
قالت: هنيئاً لك يا حسن..!!
وأنا أقول تماماً كما قالت هند لحسن هنيئاً لك يا ابن العم.. عشقك وشغفك القديم الجديد الذي لا يتزعزع بل يزداد رسواً وإبحاراً في أعماق لغتنا الجميلة. ومنذ تلك اللحظة أخذت لغتنا ترقى وتسمو في نفسي.
وأنا بدوري أقول: حفظك الله ورعاك يا ابن العم من كل سوء أنت ومن أحببتْ إلى يوم الدين.
وليحفظ الله مداد قلمك المنير..
وليجعلك بكتابه وسنة نبيه دوماً تستنير..
وليكتب الله لقدسنا وفلسطيننا أسرع وأكمل تحرير..
إنه أكرم من سُئل وهوعلى كل شيء قدير إنه نعم المولى ونعم النصير.
أسأل الله أن يمتعك بالصحة والعافية.. في دينك ونفسك وأهلك ووطنك ويديم لنا نبل قلمك.. لتمتعنا بالمزيد المفيد من المقالات والتعليقات النافعة الرائعة.
إلى اللقاء العم أبو خلدون.
أخوكم ومطيعكم محمد مهدي الأغا.
[1] عصام عزام مهدي الأغا | سلمت أناملك | 04-05-2010
[2] مهدي عصام مهدي الأغا | بوركت الأنامل البيضاء | 05-05-2010