متفرقات

رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي- باراك أوباما

 


رسالة مفتوحة  إلى الرئيس  الأمريكي/ باراك أوباما

من الطالبة /  رند يحيى الأغا
الدوحة – قطر
المدرسة الفلسطينية


بسم الله الرحمن الرحيم

 


سيادة الرئيس / باراك أوباما  المحترم
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
عندما تسلمتَ زمام قيادة الأمة الأمريكية ومن ورائها العالم، استشعرنا بعد خطابك في جامعة القاهرة الذي جاء لإعادة صياغة جديدة لدولتكم مع العالم العربي والإسلامي، أن مدّة الرئاسة الأولى لكم لن تنتهي إلا بحلٍ جذري للقضية الفلسطينية، وهذا التفاؤل ما زال موجوداً إن بقيت الكلمات في صياغتها تصب في نفس الاتجاه دون ضغوط داخلية .

رسالتي إليك سيادة الرئيس تأتي قبل أيام معدودة من التوجه إلى الأمم المتحدة وهو البوابة التي ربما تكون أكثر عدلاً وخاصة مع الدول التي تتعامل بمكيالين أمام القضية الفلسطينية فقط، ولكن عندما تسيطر المصالح العليا لأي دولة فإنها تصب في خانة عدم اتخاذ " الفيتو " أساساً حتى ولو كان على حساب الشعوب والحريات وتقرير المصير وإقامة الدولة.
كم كنا نأمل من سيادتكم ألا تستعمل الولايات المتحدة حق النقض " الفيتو" ضد مصالح الشعب الفلسطيني قبل شهور، خاصة وأن الموضوع متعلق ببناء غير شرعي على أرض فلسطينية، ولكنكم مصرون للمرة الثانية على اتخاذ هذا القرار من أجل مصالح "إسرائيل" ! فأين العدل؟
إن رسالتي إليكم باسم الأطفال الذين ولدوا ويعيشوا خارج فلسطين وينتمون إلى فلسطين.
وباسم أطفال فلسطين الذين يعيشون داخل الخط الأخر ولكنهم فلسطينيون رغم جنسيتهم.
وباسم أطفال فلسطين الذين يعيشون على الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 ولا أحد يمد لهم  يد المساعدة .

سيادة الرئيس " أوباما"
عبر الوسائط الجديدة " فيس بوك"  التقيت بصديقة أعرف أنها فلسطينية، قلت لها : أنا طالبة فلسطينية، أتعلّم بالمدرسة الفلسطينية بدولة قطر،  أذهب للمدرسة بأمن وأمان،  وأعود منها وقد تعلمت الكثير، وفي المساء أذهب للنادي، أمرح واسبح والعب، واسهر في أماكن مختلفة، ولكني أحمل معي على الدوام فلسطين التي قرأتها في الكتاب، وشرحتها المعلّمة، فأنا سفيرة لفلسطين في حياتي العامة، وتردّ صديقتي :  ربما تشاهدون معاناتنا على شاشات التلفاز  صباح مساء،  ممارسات وحشية ضدنا من جيش الاحتلال الإسرائيلي، يضع الحواجز لمنعنا من الوصول إلى المدرسة،  والجدار العازل، يحول دوننا والمستشفيات والمدارس، وانتظار لساعات على البوابات الإلكترونية لفحص الشنطة المدرسية، وإرهاب منظم ضدّنا، ولكن   رغم هذه المعاناة  فنحن مصرون على العلم لأنه سلاحنا الحضاري ضد الاحتلال، ولأننا على يقين أن فلسطين  وأرضنا تستحق الحياة والصبر من أجلها.

وتتابع صديقتي في محادثتي معها، إننا في فلسطين المحتلة نريد أن نحلم بالمستقبل كأحلامكم الوردية، لا نريد الوداع الأخير كل صباح أو مساء من أهلنا أثناء الخروج من البيت، فمن المتوقع أن نتعرض لرصاصة من جندي قابع على سور من أسوار الجدار، أو من رصاصة مستوطن يمنعنا من الدخول لبيتنا أوقريتنا، أومزرعتنا،  أومدرستنا، هذا هو حالنا يا صديقتي،  ولا أحد في العالم  بما فيها أمريكا قادر على ردع الإرهاب الذي يمارس علينا كأطفال مدارس.  قلت لها: بالإيمان بالله وبالعزيمة والإصرار والتحدي والحق والعلم سننتصر" انتهى اللقاء".

سيادة الرئيس:
باسم كل أطفال فلسطين في العالم بأسره، وباسم العدل النابع من الحرية التي تناضلون من أجلها، نقول لكم : هل يمكنكم  تحقيق أحلامنا وطموحاتنا؟ هل يمكنكم  منع رصاص الغدر من قتلنا؟ هل يمكنكم سيادة الرئيس توفير الحماية لنا ؟ هل يمكنكم المساهمة في الإفراج عن  أبي وأخي   وأختي وعمي وخالي وجدي من السجون الإسرائيلية التي لا زالت تأكل من أجسادهم وأعمارهم لأكثر من ثلاثين عاماً؟ ربما عندما يكون لنا دولة نحقق حلمنا ونطلق سراح اسرانا.

 سيادة الرئيس :
لقد اعترفتم بدولة إسرائيل قبل أكثر من ستين عامأً عندما منحتم شعباً  جزءاً من أرضي  ليعيش عليها شعب مشتت  بقرار لدولة عام 1947 ، فهل جاء الوقت لاعتراف دولتكم بدولتنا القائمة على المؤسسات والحريات واستقلال القضاء، وأفضل حالاً من إسرائيل في ذلك الزمن.
 إن مسعى القيادة  الفلسطينية  وعلى رأسها الرئيس  محمود عباس والتي نثق فيها، يأتي من أجل مستقبلنا وآمالنا وأحلامنا جنباً إلى جنب مع الطالب الإسرائيلي، نأمل سيادة الرئيس عدم استخدام " الفيتو" ضد مصالح الشعب الفلسطيني حتى لا يسجل التاريخ في حكمكم أنكم ظلمتم شعباً يبحث عن الحرية، وأحبطتم محاولة الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة التي تم إقرارها في الأمم المتحدة عبر القرار 181 لعام 1947، وكما ناضلتم من أجل جنوب السودان، واعترفنا بها كدولة، فهل يمكنكم أن تساهموا في تحقيق رغبة الشعب الفسلطيني وتدعموا توجه القيادة الفلسطينية للأمم المتحدة.
سيادة الرئيس أوباما:
إن الولايات المتحدة الأمريكية حصلت على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وكانت محتلة من قِبل دولة أخرى في القرن الثامن عشر، فما الفرق بيننا وبينكم الآن، بل نحن أفضل حالاً على الأرض منكم في ذلك الزمان! ومن كثير من دول العالم .

فخامة الرئيس:
أنا طالبة بالمدرسة الفلسطينية  بدولة قطر ، رسالتي إليكم باسمي واسم جميع الأطفال،  نقول  بأننا  نحظى برعاية استثنائية من دولة قطر وأميرها، وعندما يحين موعد الإجازة أحلم  مع أبي وأمي وأخوتي  بقضائها في فلسطين  كما هو حال كل الأطفال والعائلات التي ترجع لأوطانها، وكما تشتاقون أنتم للعودة لمسقط رأسكم، فإننا  نُمنع من  الوصول للوطن،  لأننا لم نولد هناك، فهل ولادتي خارج الوطن تمنعني من العودة إلى وطني والحصول على حريتي وعلى جواز سفر؟ وهل ابنتاك الرائعتان اللتان ولدتا بالخارج لا تستطيعا العودة إلى حيث منزل الأجداد؟  أتعرف سيادة الرئيس لماذا؟ لأن قانوناً عنصرياً إسرائيلياً يُطبّق علينا وعلى جميع أهلنا في القدس وفلسطين، وعليه نقدّر أن حصولنا على مقعد في الأمم المتحدة سيكفل لنا دفاعاً مع كل الدول عن حقنا، خاصة في ظل غياب العدالة الأمريكية والأوربية التي تقف الآن ضدنا.

سيادة الرئيس:
 أطفال غزة يقولون لنا :نحن الأطفال والشباب نريد أن نعيش بأمن وأمان، نريد أن نذهب إلى بحر غزة ونستمتع بطبيعة فلسطين، ولكننا نخشى من السفن الحربية التي تجوب شواطئ القطاع، وتطلق النار على كل الأجسام المتحركة بما فيها الأطفال، نريد أن نذهب إلى حقولنا نقطف الزيتون بأمن وآمان، بل ونصدره إلى الولايات المتحدة والعالم دون خوف، نريد أن نستخرج البترول من بحرنا، ونصدره للعالم.

سيادة الرئيس:
لقد عبرتم في اجتماع الجمعية العامة في سبتمبر عام 2010 برغبتكم بوجود دولة فلسطينية مع حلول سبتمبر 2011  وها هو التاريخ المحدد من قبلكم نعيشه الآن،   وعليه، فنحن عندما نطالب بحقٍ من حقوقنا المشروعة والتي أقرتها القرارات الدولية،  وبناءً على رؤيتكم بالدولتين،  نتعرض لضغوط وحملات شرسة من أجل التراجع، بل ونهدد فيما يتم تقديمه من معونات تذهب أساساً للشعب الذي أنتم تدافعون عنه في كل أنحاء العالم، وتحددون من هو الشعب المظلوم، وغير المظلوم، وتستخدمون القوة العسكرية من أجل تحقيق ذلك،  فهل هذه هي العدالة سيادة الرئيس التي تقدمها للشعب الفلسطيني؟  وهل الضغوط التي تُمارس على بعض الدول ( 70) دولة،  من أجل منعهم من تأييد فلسطين هو العدل من وجهة نظركم؟!

نحن أطفال نرسم حمامة السلام وشجرة الزيتون، ولكننا نرسم القضبان والجدار العازل والمستوطنات التي أقيمت على أرضنا.
في المدرسة نرسم الدموع في عيون الأطفال التي هُدّمت بيوتهم، واستشهد آباؤهم في كل أنحاء الوطن الفلسطيني.
ونرسم الطائرات التي تقصف سيارات الإسعاف، ومنازل المواطنين في غزة والضفة.
ونرسم الدبابات تهدّم بيوتنا، وقرانا.
نرسم الجرافات التي تهدّم منازلنا في القدس والخليل وبيت لحم لمنعنا من العيش بأمان.
ولكننا نرسم البسمة والأمل  لأننا على يقين بأن المستقبل لنا ولأننا نحب الحياة بسلام.
فلا تحطموا أحلامنا، ولا تقتلوا فينا الأمل في المستقبل.
ولا تساهموا في مزج دمائنا البريئة بتراب وطننا من رصاصة غدر يطلقها بعض المستوطنين وجنود الاحتلال.
ولا تمنعونا من السفر والدخول إلى وطننا.

سيادة الرئيس :
لتكن الزعيم الذي حررنا من آخر احتلال قميء على وجه الأرض.
لتكن الزعيم الأوحد الذي يمتلك زمام المبادرة من أجل نصرة المظلومين .
لتكن الزعيم الذي يبني لتسعة ملايين فلسطيني آمالاً عريضة لمستقبل مزهر بالورود وليس بالأحقاد  والضغائن .
لتفتح يا سيادة الرئيس صفحة من صفحات المجد لأمريكا ولتكن أنت صانع هذا المجد.
وسيسجل لك التاريخ بأنك نصرت الشعب المظلوم، وحققت للملايين الفلسطينية العيش باحترام أسوة بكل الشعوب .
فاستحقاق الدولة هو المطلوب سيادة الرئيس في مجلس الأمن  ولنكن الدولة( 194 )، ليس استجداءً ولا منّة من أحد، بل حق.
 ولتنتصر الحقيقة والسلام على الزيف والحرب، ويعيش العالم كله بأمن وأمان، لأن مفتاح السلام من فلسطين.
احترامي لكم سيادة الرئيس،،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


رند يحيى الأغا

الدوحة – قطر
 14/9/2011
  

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على المهندسة رند يحيي زكريا إسعيد حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد