مقالات

سلام عليك يا والدي- أ. أسامة نظام الأغا


أيّ ليـلٍ وأيّ صــــبحٍ  صـبـاحـيْ ***من يُداريْ ومن يُداويْ جراحي
 
 لا تلُمْني لـمـا ترى لســـت تدريْ ***رُبّ صـاح تـظـنـه غـير صـاح
 
 لا تَلُمْني فإن في الـقـلـب شـــيءٌ ***لا يُدارى وليـس يمـحوه مـاحـي
 
 وفــراقِ الآبـاء شــيءٌ عـظـــيـمٌ ***ما لـذكـرى هـمـومـه مـن بَـراح
 
 كيف أنسى من كـان كالبدر نوراً ***قد أضـاءتْ مـن نورهِ كـلُّ سـاحِ
 
 وسـراجـاً إلـى المـعــالي مـنيـراً ***ودلـيـــلاً إلـى دروبِ الـنـجـــاح
 
 كيف أنسـى من كان حبّي وقـلبي ***وحــيـاتي وجـنّـتي وارْتِــيَـاحي
 
 كـان باللـيـل كالســــراج مــنـيراً***فـتـوارى بـنـوره فـي الصــبـاح
 
 قد سما للسـماء والـروح صارت ***فـي جـوارِ العــليــــمِ بـالأرواح
 
 فـي جـــوارٍ أنـعم به من جـــوارٍ ***هــو أهــل الثـنـــاء والأمـــداح
 
 رَبِّ ألهمْه ثابت القــول واجــعلْ ***حــولـه الـقـبـرَ من جنانٍ فِسـاحِ
 
 وتــقـبّــله صــــابراً وشـــهـيــداً ***ورفـيـقـاً أهـلَ الـتـقى والصلاحِ
 
 فـزْتَ يا والــديْ بقـــولٍ ســـديـدٍ ***وبـوجـهٍ يُـنـيـرُ كـالمــصـــبـاحِ
 
 لكَ فـرضٌ وواجـبٌ في صــلاتي ***بدعـــاءٍ بــوافـــرِ الإلـــحــــاحِ
 
 لكَ خيرُ الدعـاءِ مـا دمْــتُ حـــياً ***ورجــائيْ فــيْ فـالـقِ الإصـباحِ
 
 أنـت حـــيٌ أراك فـي كــل دربٍ ***مـن دروبـي وحـَيثما كنتُ ناحي
 
 فــي بـيــوتٍ بنـيـتها شــاهـــقاتٍ ***شـــاهـداتٍ بخـــيرِ كــفٍ وراحِ
 
 أنت حيٌّ أراك فـي الـبــدر لــمـا ***يـتـجــــلّى بـنـــوره الـوضـــّاحِ
 
 أنـت حيٌ ذكـراك في كـل شــيء ***في وصاياك في جميع النواحي
 
 ذكريات أصـــولها مــن نـخـيــلٍ ***باســقـاتٍ وزهـــرهــا من أقاح
 
 حـكمـة منك يا أبـي كيف أنســى ***حـين جـمـع الأكـف راحاً براحِ
 
 لك ذكرى كـثـيرة فـي الوصــايـا ***كــنــت والله ســـيّد النّـصــــّاحِ
 
 كنـت تروي قلوبَنـا بالـوصــــايا ***وطـبيـباً مــداويـــاً لـلجـــــراحِ
 
 ولـبـيـبـــاً إذا تـغـــلّـق بـــــــاب ***جـاء مـنـك الجــواب كالمـفـتاحِ
 
 نادرٌ في الرجـال شـهـمٌ كــــريـمٌ ***حســـنُ الخلقِ ظــافرٌ بالمــداحِ
 
 فســـلامٌ عــليك فــي كـل لـيــــل ***وســـــلام عليك كـل صـــبـاحِ
 
 وســلامٌ عــلـيـكَ مـا طـــارَ طيرٌ ***أو تـغـنــّي بـصــوتهِ الصــّدّاحِ
 
 وســــلامٌ عـلـيـكَ مـا قــــامَ نَبْتٌ ***واسْتـمالـتْ أغـصــانُهُ بالـرياحِ
 
 وســـلامٌ عـلـيــكَ ما شَـــعّ نــورٌ ***أو تـوارَى فـي غـَدوةٍ أو رواحِ
 
 وســــلام عـليـك فــي كـل حـين *** يا شـبيهـاً للبدر في الإيضــاح

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على الأستاذ أسامة نظام سعيد حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد