﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ﴾[الملك:19]
الحلقة ( 2 ) هجرة الطيور:-
كما ورد بالحلقة (1) فإن الطيور تنقسم إلى قسمين من حيث الإقامة والهجرة :
- الأوابد وهي التي تقيم باستمرار بموطنها الأصلي وإلى الأبد كالصقر والغراب .
- القواطع وهي المهاجرة التي تقطع مسافات طويلة في رحلة مؤقتة وتوقيت محدد إلى مناطق أخرى والعودة ثانية إلى موطنها الأصلي مثل السًمان ( ألفِرَي ) والإوز والبط البري .
الإستعداد للهجرة:
- أغلب الطيور تُصاب بالقلق والإضطِّراب قرب موعد الهجرة نتيجة لتغيرات هرمونية بأجسامها .
- التهام كميات كبيرة من الغذاء وتخزين الكثير من الدُّهون ويزداد وزن بعضها إلى الضِّعف تقريباً بسبب إفراز مواد داخلية نتيجة تغير درجات الحرارة والضوء.
- تبديل الريش ليحل مكانه ريش جديد غير متقصف.
أسباب الهجرة وموعدها وطريقها:
- الهجرة رحلة موسمية تقوم بها أسراب من الطيور بفطرة ربانية و غريزة وراثية .
- قلة الغذاء و الماء و حلول البرد في الموطن الأصلي للطيور في نصف الكرة الشمالي بدول آسيا وأوروبا وأمريكا, و في أواخر الصيف و اوائل الخريف (سبتمبر و أكتوبر) تضطر للهجرة نحو نصف الكرة الجنوبي عبر قارتي إفريقيا وأمريكا الجنوبية حتى جنوب إفريقيا بسبب إعتدال الجو, و أكثر ملاءمةً للتناسل , و أوفر غذاءً ، ثم تعود في أوائل الربيع (إبريل و مايو) إلى موطنها الأصلي و أغلبها إلى نفس العش للتكاثر مما يتيح لها القدرة على تغذية نفسها وصغارها أطول فترة ممكنة .
- قِصر النهار شتاءً في الموطن الأصلي و بالتالي تقِلّ أو تنعدم الأشعة فوق البنفسجية التي لها أثر كبير في الحياة الجنسية للطير .
- المجال المغناطيسي للأرض يلعب دوراً هاماً في هجرة الطيور إذ يعمل عمل البوصلة في التوجيه .
- دل البحث العلمي على أن الغدد التناسلية للذكر و الأنثى تُعتبر حافزاً داخلياً للهجرة .
- كل هذه العوامل تعمل طِبق منظومة دقيقة لتحديد سلوك طريق رحلتي الهجرة في الذهاب و الإياب ، تقطع بها الطيور مسافاتٍ طويلةٍ عبر الصحاري و قمم الجبال ، و يسير بعضها بمحاذاة شواطيء البحار والمحيطات معتمدةً على قوة الإبصار بالإضافة للعوامل الأخرى ، و تصل بعدها إلى هدفها في وقت واحد يتطابق مع الوقت الذي وصلت فيه في العام السابق ، و البعض له القدرة للطيران نهاراً معتمدةً على موقع الشمس و غروبها ، أما المهاجِرة ليلاً تعتمد على مواقع النجوم لسلوك طريقها ، و يمكنها أن تبقى بدون طعام أو ماء حيث تكون الطيور قد قامت بالتزود بالطعام الغني بالدهون قبل بدء الرحلة لمساعدتها على استمرار الطيران .
- تقطع الأسراب في رحلتي الذهاب والعودة حوالي 50 ألف كم . -
- تختلف سرعة الطيران من طيور لأخرى , فبعضها يسير بسرعة 60 – 100 كم/ساعة , وقد تستمر في طيرانها لمدة تصل حتى 100 ساعة متواصلة وبارتفاع يتراوح بين 1-7 كم .
- تأخذ أسراب الطيور عند الهجرة شكل (v)
- توصل العلماء إلى أن كل طير عندما يضرب بجناحيه يعطي دَفعةً إلى أعلى للطائر الذي يليه مباشرة ، و إذا خرج أحد أفراد السِّرب عن مساره من المجموعة يواجه مقاومة الهواء و الجاذبية ، و سرعان ما يرجع ليستفيد من الحماية التي يمنحها له السِّرب .
- الطير الذي يقود المجموعة يتحمل العبء الأكبر من مقاومة الهواء ، و عند التعب فإنه ينسحب للخلف و يترك القيادة لآخر و هكذا يتم التناوب ، أي أن هناك تخطيط و تناسق يثير الدهشة .
- الطيران على الشكل المذكور يُمكِّن السِّرب من قطع مسافة إضافية حوالي 71% زيادةً عن المسافة التي يقطعها فيما لو طار كل طير بمفرده .
مخاطر الرحلة:
- قد تواجه الطيور خلال الرحلة العواصف الشديدة ، و الأمطار و الضباب مما يضطرها للهبوط على الأرض و لو لم تكن البيئة غير مواتية لها وقد يهلك بعضها.
- الطيور الصغيرة قد تكون عُرضة للاضطِّراب بل الموت .
- قد تحدث بعض المشاكل بسبب المجال المغناطيسي للقطب الشمالي مما قد يُحوِّل الطير الى اتجاه معاكس, إلا أن الطيور تتغلب على بعض هذه المشاكل بإعادة ضبط بوصلتها المغناطيسية بطريقة لم تُعرف حتى الان .
المصادر :
1- مواقع من الشبكة العنكبوتية بتصرف .
2- عالَم الطير في مصر رقم 67 – المكتبة الثقافية للأستاذ أحمد محمد عبد الخالق.
3 - موسوعة الطيور طبعة 2013 - سحر أمين حسين دار دجلة / عمان .
[1] رنا حسين الأغا وزوجها أسامة ونايف ولجين | الله يعطيك طولة العمر يارب وتزودنا بالمعلومات | 08-09-2013
[2] المحامى / عبد العزيز يوسف الاغا | بارك الله قيك | 10-09-2013