لمختار العائلة الجديد أبوأحمد إياد أحمد الأغا أقول:
بقلم: السفير الدكتور يحيى زكريا الأغا
ليس سهلاً إسناد أمر المخترة إلى شخص ما من العائلة، خاصة وأن مسيرة عائلة الأغا حافلة بالعديد من القامات التي لم يُعرف لها مثيل، مستنداً في كلامي إلى مسيرتهم التي يذكرها الكل الأغوي، والقطاع وفلسطين بكل اعتزاز، بل، ويمكنني القول بأنهم: عرفوا الطريق وما ضلّوا، وساروا على نهج قويم، فأسند الناس لهم الريادة في كثير من المحافل، وما أخطأوا أو ندموا.
عندما أتصفح سيرة ومسيرة مخاتير وعمداء عائلة الأغا، سواء المكتوب أم المنقول مشافهة بين الناس، أنتشي – كغيري - فخراً دون كِبر، معتزاً بهذه السيرة العطرة، التي حفلت بالكثير من الأعمال الخيرية، والوطنية، والسياسية والجهادية، ومعهم بقية أبناء العائلة، لتكون هذه السيرة مدرسة بل جامعة لخبرات متنوعة المشارب، ساروا عليها، وسار على نهجها كثير من أبناء العائلة في محطات وعصور مختلفة.
اليوم، وبعد وفاة مختار العائلة وعميدها الخال المرحوم / وديع أحمد الأغا أبو أحمد الذي استلم هذا التكليف مجبراً من أبناء العائلة، لأنه يعي تماماً أنّ المسؤوليات جسام، ولكنه كان رحمه الله أهل لها، فكان من الضروري والطبيعي أن يتم تكليف من يستحق التكليف، ليتوازى فكراً ومنهجاً وعملاً بمن سبقه، فكان إسناد هذا الأمر للسيد / إياد أحمد الأغا " أبو أحمد" مختارا للعائلة في مكانه ومحلّه.
لا أحد يُنكر بأن خبرات الخال أبو أحمد كانت واسعة جداً، فقد خطى أول خطواته للديوان وعمره لا يتجاوز الخمسة عشر عاماً بشهادة والدته رحمها الله لي، وكان كلما يحضر ليجالس الكبار، يُطلب منه الجلوس ، حتى أصبح يجلس في صدر المكان زمن المرحوم العميد وذائع الصيت، العم أبو عدنان ، ومَن في فلسطين لا يعرف عيد حسين الأغا.
لقد استفاد الخال أبو أحمد رحمه الله من السابقين، بل وأضاف الجديد في مسيرته مع أبناء العائلة، خاصة وأنه مخضرم والكل يعرف معناها في علم اللغة، بمعايشته القدماء والجدد، وبالتالي وازن بمهارة عالية آليات التعامل مع الجميع، فكان له الصدارة، والمكانة التي يستحقها. رحمك الله يا أبو أحمد .
إنني ومن منطلق إيماني المطلق بضرورة أن يكون للعائلة مختار للسير على نهج الأولى من مخاتير العائلة ورجالاتها الذين أسسوا لمرحلة أحسبها كانت مضيئة في مسيرة حياتهم، فإن تكليف الأخ / أبو أحمد إياد بهذه المهمة، لهو مطلب تأخر قلقلاً، ولكنه يستحقه، وبدوري هنا كأحد أبناء العائلة المغتربين عن الوطن، ومعظم أبناء العائلة في الشتات، يباركون هذا الاختيار، موازياً، ومتساوقاً مع الإجماع الأغوي في الوطن ، والذي تم بحكمة الجميع، لِما يحمله من صفات تؤهله لهذا المنصب.
إننا في الشتات وفي الوطن، نتطلع لريادة تسير على نهج الأولى، مع تناغم لعصرية الفكر الذي يقوده شباب من أبناء العائلة يكتنزون فكراً ثاقباً، ورؤية نابعة مما اكتسبوه من علم ومعرفة في مسيرتهم التعليمية والحياتية.
إن العائلة بكل أطيافها، أصبحت واحة لكل الثقافات التي تُجمّع ولا تفرّق، وتبني للمستقبل من أجل إكمال المسيرة النيرة التي تفتح آفاقاً جديدة لأجيال من البنين والبنات قادرة على تخطي كل الحواجز والصعوبات بثقة عالية، فالعائلة بها كوادر علمية رفيعة المستوى ومن كل التخصصات، وبها شباب وشابات يمتلكون طاقات عالية من التميز في كافة المجالات.
إن المبادرات الشبابية التي نسمع عنها، ونراها واقعاً يتجسد، يعكس هذه الرؤية الجديدة التي يتبناها الجيل الجديد من المتعلمين والمثقفين، وهم الذين يحفظون مسيرة السابقين الذين أناروا دروب الحياة بطرائقهم المختلفة.
إن ديوان العائلة الرابض في القلعة الخالدة ، سيبقى منارة يستقبل الكل من جميع الأطياف والقيادات والزعامات وفي كل المناسبات، وسيبقى ملتقى للفكر والإبداع والحوار البناّء لكل التوجهات.
الأخ أبو أحمد لا أريد أن أمدحك بكلمات، فربما هناك أسمى من ذلك تستحقه، ولكني أقول بأنك أهل للفضائل كلها، فمسيرة الوالد العطرة، وإخوانكم جميعاً، ومسيرتكم أهّلتكم لهذه المكانة الرفيعة، وكأن القدر يقول: جئتتَ لتعيد ذكرى مسيرة علاقة متميزة بين والدك والخال أبو أحمد رحمهما الله .
أختم بالقول: أعانك الله على تحمّل أعباء المرحلة، فالصبر والأناة، والحلم سيكون سيد الموقف في كل القضايا التي ستعترض طريقكم، وأنني على يقين أن بصمة جديدة ستضعها في مسيرة العائلة.
أرجو من الله أن يوفقك في هذه المهمة التي أعتبرها تكليفاً.